#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لماذا تضييعُ الوقتِ ، الشعبُ اللبنانيُّ الحضاريُّ اليائسُ عرفَ قبلكم ان لا تأليفَ،
حتى من دونِ ان يقولَ دولةُ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري:
" الوضعُ الحكوميُّ لا يحتاجُ سوى إلى دعاءٍ"،
فإحساسُ وشعورُ وألمُ هذا الشعبِ، يتفوَّقُ على معطياتِ السياسيينَ، لأنهُ أم الصبي بكلِ بساطةٍ، وليسَ على مقربةٍ او إنتظارِ اضواءٍ لا من اميركا او ايران،
بل قهرهُ المتمادي من الطبقةِ السياسيةِ الفاسدةِ: دليلهُ!
***
وكما تقولُ السيدة فيروز في إحدى اغانيها :
" ... إذا مش بكرا ، البعدو قريب ... "
هذهِ هي حالُ رفعِ الدعمِ " إذا مش بكرا البعدو قريب".
فقضيةُ الدعمِ لم تعدْ ترتبطُ بمهلةٍ زمنيةٍ بل بما تبقَّى من دولاراتٍ في مصرفِ لبنانَ ، وما تبقَّى لن يذهبَ إلى المحروقاتِ ،
لذا، تحضَّروا أيها المواطنونَ الطيِّبونَ المقهورونَ الأصيلونَ لصفيحةِ بنزين تتجاوزُ الـــ 300 الفَ ليرةٍ ولصفيحةِ مازوتٍ تتجاوزُ الـــ 250 الفَ ليرةٍ،
وما يُقالُ لكمْ غيرُ ذلكَ هو من بابِ التخديرِ ، فما إنْ تستفيقوا منهُ حتى تجدوا أنفسكم وقد تحمَّلتمْ وحدكمْ دونَ سواكمْ كلَّ مضاعفاتِ الإنهيارِ .
***
ثم يأتيكم وزيرُ التربيةِ معالي المجذوبِ،الذي قال كلمته ومشى في موضوعِ السنةِ الدراسيةِ حضورياً، سها عن بالِهِ ان المدرسةَ شقَّانْ:
التلميذُ والاستاذُ .
الاساتذةُ يلوِّحونَ بعدمِ التعليمِ ما لم تُعطَ لهم الدرجاتُ الستُ التي تعني زيادةً في الرواتبِ بحسبِ الاقدميةِ.
فكيفَ ستعالجُ المدارسُ هذهِ المشكلةَ؟
هل من خلالِ زيادةِ الأقساطِ ؟ زيادةُ الاقساطِ شبهُ مستحيلةٍ في ظلِ الوضعِ المنهارِ لأولياءِ الطلبةِ ،
فكيفَ سيتمُ التوفيقُ بينَ مطالبِ الاساتذةِ وعدمِ قدرةِ الإداراتِ على تلبيةِ هذهِ المطالبِ،
في ظلِ عدمِ قدرةِ الأهلِ على دفعِ أيِّ زيادةٍ ، فهُم بالكادِ يستطيعونَ ان يدفعوا القسطَ كما كانَ السنةَ الفائتةَ.
***
لا تقتصرُ المشكلةُ عند هذا الحدِّ ، بل تتعداها إلى مشكلةٍ اكبرَ ، كيفَ يصلُ الاساتذةُ والتلاميذُ الى مدارسهم في ظلِّ ازمةِ البنزينِ ؟
إذا كانَ الحلُّ من خلالِ إعتمادِ الباصاتِ ، فإن هذا الحلَّ للتلاميذِ، لكن ما الكلفةُ على الأهلِ،
وبالنسبةِ الى الاساتذةِ الذينَ يعلِّمونَ في اكثرِ من مدرسةٍ في اليومِ الواحدِ ،
فكيفَ يتنقَّلونَ؟
***
لقد اصبحتْ كلُّ هذهِ المشاكلِ والازماتِ مفتوحةً على بعضها ،
وهذا يعني انهُ لا يمكنُ معالجةُ ازمةٍ من دونِ القدرةِ على معالجةِ الازمةِ الأخرى ،
فمثلاً، لا تُعالَجُ قضيةُ الاساتذةِ إلاَّ بإعطائهم العلاواتِ التي يستحقونها ،
إعطاؤهم هذهِ العلاواتِ يفتحُ البابَ امامَ مُطالباتٍ اخرى من غير قطاعاتٍ ،
فهل السلطةُ المتسلِّطةُ القائمةُ قادرةٌ على إعطاءِ قرشٍ إضافيٍّ واحدٍ؟
***
ثم إذا اخذنا ملفَّ الأدويةِ الأهمَّ ،
ماذا عن اللقاحاتِ السنويةِ التي تُعطى في مثلِ هذا الشهرِ من كلِّ سنةٍ؟
ماذا عن اللقاحاتِ التي تعطى دورياً للأطفالِ منذُ الشهورِ الأولى لولادتهم حتى بلوغهم سناً معينةً، وبأيِّ كلفةٍ ؟
كلُّ هذهِ الازماتِ متجمعةٌ فيما أهلُ السلطةِ الحاكمةِ المتحكِّمةِ " ما على بالهم بال " ! هل هناكَ اسوأُ من ذلكَ ؟
نعم، يوجدُ الاسوأُ ما دمنا لا "أصلحنا ولا تغيَّرنا"!