#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
"الترياقُ" من العراقِ او "المن والسلوى" من العراقِ، هكذا كانَ يحدثُ في غابرِ الايامِ... اليومَ نحن موعودونَ بالفيولِ العراقي الذي يأتي في ايلول، ويغذي اللبنانيينَ بالكهرباءِ بينَ اربعٍ وستِ ساعاتٍ ولكنْ..
كما قالَ وزيرُ الطاقةِ المستقيلُ ريمون غجر... عندما تنتهي الاموالُ نعودُ الى الازمةِ..
هكذا نذهبُ من "ترقيعٍ الى آخر" ومَن مُسكَّنٍ الى آخر، من دونِ اختراقاتٍ جوهريةٍ للحلولِ،
بإنتظارِ ان تستولدَ حكومةُ "العجيبِ" المعجزاتِ للمجيءِ بالكهرباءِ، هذا إذا ولِدتْ الحكومةُ من المساعي والعملياتِ القيصريةِ التي يجريها اللواء عباس ابراهيم..
ويبدو ان "مافيا" منصاتِ الدولارِ في السوقِ السوداءِ، يعرفونَ اكثرَ بورصةَ التشكيلةِ الحكوميةِ،
وهم صاروا متابعينَ جدِّيينَ حتى لا نقولَ لاعبينَ في قلبِ مسارِ تشكيلِ الحكومةِ، فيُسعِّرونَ الدولارَ على طريقتهم ويقلبونَ مزاجَ الرأيِّ العامِ حتى نكادَ نتأكدُ من جديةِ أيِّ بارقةِ املٍ من نزولِ الدولارِ او مَن ارتفاعهِ...
***
أليسَ هذا معيباً؟ أليستْ هذهِ جريمةً تضافُ الى الجرائمِ التي تُرتكبُ بحقِّ اللبنانيينَ؟
وهل هناكَ بلدٌ في العالمِ يهبطُ فيهِ سعرُ الدولار بشكلٍ قياسيٍّ او يرتفعُ بشكلٍ قياسيٍّ، من دونِ مؤشراتٍ علميةٍ او وقائعَ جدِّيةٍ...
"مين ما كان " يفتكُ بهذا الشعبِ المسكينِ الذي يكادُ يستسلمُ،
امامَ لائحةِ الذلِّ التي تطوِّقهُ في حياتهِ اليوميةِ ولا من منقذٍ، ولا مَن مَخرَجٍ..
كيفَ لموظفٍ محترمٍ راتبهُ في الزمنِ الجميلِ كانَ ثلاثةَ ملايينِ ليرةٍ، أي الفي دولارٍ اميركيٍّ، فإذا بهِ اليومَ يتقاضى راتباً لا يتخطى المئةَ وخمسينَ دولاراً؟
كيفَ لموظفٍ يقبضُ ثلاثةَ ملايينَ ليرةٍ ان يدفعَ غداً لصاحبِ اشتراكِ مولِّدِ الكهرباءِ ثلاثةَ ملايينَ عن 5 "امبير" "5 "AMPERES ؟
هل يعملُ فقط من اجلِ أن يضيءَ بيتهُ؟ وماذا عن بقيةِ الفواتيرِ؟ وماذا عن الخبزِ والزعترِ والدواءِ حتى لا نقولَ ثياباً او كمالياتٍ.
***
كيفَ يعيشُ الانسانُ في لبنانَ، او كيفَ يموتُ الانسانُ في لبنانَ؟
الانفجارُ الشاملُ .. اكثرُ، الانهيارُ الى قعرِ القعرِ اكثرُ.. ماذا ينتظرنا في عزِّ ايلول.
هل يشبعُ اللبنانيونَ بياناتٍ وتصريحاتٍ ووعوداً ومصادرَ تَردُّ على مصادرَ من هنا ومن هناك؟
وكيفَ على سبيلِ المثالِ للرئيسِ "النجيب العجيب" ان يشاركَ في اجتماعاتِ رؤساءِ الحكومةِ السابقين ويصدرَ بياناتٍ،
ويُسرِّبَ مصادرَ ضدَّ رئيسِ الجمهوريةِ، وفي الوقتِ نفسهِ يستمرُّ بالتفاوضِ الايجابيِّ وكأنَ شيئاً لم يكنْ؟
أليسَ في هذا انفصامٌ في الشخصيةِ يضافُ الى صفاتِ السياسيينَ اللبنانيينَ الذينَ لم يشبعوا بعد من حجمِ الالقابِ والنعوتِ والشتائمِ التي رُميتْ عليهم..
فإذا بهم يحبونَ ان يُجلدوا بعدُ تماماً كما يَجلدونَ شعوبهم...
ساعاتٌ مفصليةٌ امامَ الحكومةِ...
هل يأتينا ايلولُ بحكومةٍ تَقينا شرَّ الآتي من استحقاقاتٍ؟
وهل هذهِ الحكومةُ المعروفةُ الانتماءاتِ والولاءاتِ قادرةٌ على ردِّ حمم الانهيارِ عنَّا؟
علينا ان نكونَ مؤمنينَ ولكنْ... هنا علينا ان نكونَ واقعيين.
ايُّ واقعٍ نحنُ فيهِ وايُّ مستقبلٍ ينتظرنا؟