#الثائر
شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل على "ضرورة بناء لبنان جديد على أسس جديدة ترتكز على الحقيقة والصراحة"، مؤكدا "عدم القبول بأن نعيش وكأنه مغلوب على أمرنا أو بحسب إرادة البعض".
كلامه جاء خلال قسم اليمين لانتساب عدد من المنضوين الجدد من إقليم كسروان- الفتوح، الى حزب الكتائب، في حفل أقيم في ميروبا، وقد حملت الدورة اسم "الشهيد نزار نجاريان".
واستهل الجميل كلامه بتوجيه "تحية الى الرفيق جو عقيقي الذي تركنا وترك عائلته ورفاقه وذهب لملاقاة باقي الشهداء في السماء". ثم توجه الى المنتسبين الجدد بالقول: "تنتسبون اليوم الى مؤسسة لا تهتم إلا لمصلحة لبنان، كانوا يقولون إن الكتائب رهبنة، ومن يدخل إليها ينتسب الى مؤسسة لا تبتغي الربح، الا ربح البلد والناس وتأمين مستقبل افضل".
ورأى أن "التحدي اليوم مزدوج: الأول أن نصمد امام كل الصعوبات التي نعيشها في حياتنا اليومية، أي ألا نستسلم ولا نترك بلدنا ونتمسك بقرانا وبيوتنا وببلدنا ولا نتركه، وخلال وقت الصمود ان نواجه بكل ما اعطينا من قوة على كل الجبهات، سياسية وفي الشارع وفي الانتخابات، وما دمنا نتعذب ونواجه ونصمد فلنحدث فرقا اليوم. أما التحدي الثاني، فهو ألا نقبل في نهاية هذه المعركة بأي شكل من الاشكال تأجيل مشاكلنا مرة اخرى، ففي نهاية هذه الازمة يجب بناء لبنان مختلف، فلا نقبل بأي اتفاق من الاتفاقات التي أرجأت مشاكلنا، لا باتفاق قاهرة ولا طائف او دوحة، يجب بناء لبنان جديد على أسس جديدة، على الحقيقة والصراحة. نريد أن نصارح بعضنا بعضا كلبنانيين، اذا كنا مستعدين للالتزام بالدستور والقانون أم لا والعيش بمساواة، واذا كنا مستعدين للعيش ببلد حضاري وسيادي ولامركزي أم لا، لكن الأكيد اننا لن نقبل بأن نعيش وكأنه مغلوب على أمرنا، ولن نقبل العيش بحسب إرادة البعض، أي من يريد أن يجرنا الى حرب ويعزلنا ويعطل المؤسسات ويجعلنا نعيش الحياة التي نعيشها اليوم، هذه الحياة لسنا مستعدين لكي نعيشها".
وقال: "الوقت حان لنصارح بعضنا بعضا ونعرف في أي بلد نريد أن نعيش. نريد العيش متساوين في بلد ال10452، في بلد حضاري متطور ديمقراطي حيادي لامركزي، نريد بناء اقتصاد قوي وإعادة شبابنا والمستثمرين إلى لبنان واعداد خطط اقتصادية، وجعل بلدنا هونغ كونغ وموناكو لا هانوي وفييتنام ولا العيش بالقتل والذل والحروب، ومن يريد ذلك فأهلا وسهلا به ومن لا يريد فليخبرنا لكننا لن نعيش رهينة له، وممنوع أن يذل أهلنا في لبنان".
أضاف: "المسؤولون اليوم يقومون بكل شيء لكي ننسى القضية الاساسية، ينتقلون بنا من أزمة كهرباء الى بنزين الى دواء الى دولار الى ازمة الليرة، بحيث يتم الهاؤنا بنتائج الأخطاء المميتة التي ارتكبوها بحقنا لكي ننسى محاسبتهم وننسى المشكل الاساس الذي نعاني منه. المحاسبة ضرورية لأنهم مسؤولون عما وصلنا اليه، وتسوياتهم وتنازلاتهم واستسلامهم أوصلنا الى هذا المكان ويريدون ان ننسى ذلك. سلمونا لحزب الله وأبرموا تسوية رئاسية اوصلت العهد الى ما وصل اليه، وقاموا بمساومات ومحاصصات دمرت البلد، يريدوننا أن ننسى أننا بلد بلا قبطان، ما من مسؤول وراء مكتبه يفكر في كيفية إنقاذ الناس والبلد، وما من مسؤول يفكر بكيفية انهاء الذل في المحطات، لانهم مستقيلون من مسؤولياتهم ولا يهتمون إلا بالكراسي. هكذا هم من يتولون المسؤولية في لبنان اليوم، أول يريد أن يؤمن وصول صهره إلى رئاسة الجمهورية، وثان يخطط كيف يساوم لكي يصبح رئيسا للجمهورية، وواحد يخطط كيف يريد الاستيلاء على البلد، وآخر كيف يكون رئيس حكومة وثالث رئيس مجلس نواب، لكن لا أحد يسأل عن حياة الناس والدمار والذل الذي نتعرض له اليوم".
وتابع: "هؤلاء الزعران، بدل ان يجولوا العالم لمساعدة شعبهم والقيام بإصلاحات لتأمين حياة للناس، لا أحد منهم يعمل، لا يستطيعون تشكيل حكومة، البلد يدمر يوميا ومنذ سنة لا يشكلون حكومة. بسببهم لا يوجد دولة وجيشنا بدأ يجوع، وخوفي أن يكون هدفهم المقبل بعد تدمير الصحة والتربية والدولة والمؤسسات هو تركيع جيشنا والجنرال جوزاف عون، لكننا نقول لهم ان هذا الأمر خط أحمر ولا نقبل المساس بالجيش اللبناني الذي هو جيش كل اللبنانيين".
وأكد أن "الالتزام السياسي امام كل مواطن لبناني على الاراضي اللبناني هو خيار سهل، الخيار بين اثنين اما تعويم كذابين ومساومين وإما أن نقوي المقاومين الصامدين الذين يريدون حماية البلد وهذا هو الخيار الحقيقي. ولدى حزب الكتائب رؤية واضحة لبناء لبنان، فهذا الحزب يقوى بكل واحد منكم، والخيار واضح، اما نبقى كما نحن ونعيد الكرة أو نقوم بخيار صعب وهو خيار المواجهة ودعم من لم يساوموا لبناء بلد يليق بالتضحيات التي بذلت. في هذا الحزب ننظر فقط لمصلحة لبنان وسنعمل ليل نهار لتأمين حياة افضل لكل واحد منكم، نعيش في هذه الهموم كل يوم ونتخبط يوميا لنقوم بخطوة من هنا وهناك، وعندما يصبح لدينا امكانات دولة عندها يمكن الالتزام، لكن هذا يتطلب الوصول الى مكان المسؤولية".
كما أكد "اننا الى جانبكم بالقهر والمعاناة، نقدم انتفاضتنا للشعب اللبناني ونضع يدنا بيد طلاب كسروان وكل لبنان لنقدم للبنانيين خيارا بديلا عن 30 سنة ذل وانحطاط وانهيار في بلدنا، 30 سنة من الخلافات والانقسامات، فقد قسموا مجتمعنا بالكذب، وقد ظهر الكذب على قالب الحلوى والشمبانيا".
وختم الجميل: "كفى كذبا، فنحن نريد اشخاصا يعملون بصدق لبناء مجتمع متعاف وبناء بلد حضاري ومتطور، وهذا ما تقوم به الكتائب. اتكالنا عليكم في كل قرية في هذه المنطقة التي هي أمانة في أعناقنا وعليها أن تبقى صامدة وتقاوم الذل".
الصايغ
كما كانت كلمة لرئيس اقليم كسروان الوزير السابق سليم الصايغ الذي استرجع محطات من تاريخ الكتائب، فقال: "لا تنسوا يوما حصار بيروت في العام 1978 وكيف وقف اهالي البوار والعقيبة والصفرا وجونية والزوق وامنوا طريق البحر وخرقوا الحصار وامنوا خط امداد استمر الى ما يقارب المئة يوم تحت القصف. ولا تنسوا حصار زحلة وكيف كانت كسروان هي الظهير الحامي للابطال، ولا تنسوا حصار الجبل وكيف دافعت كسروان عن سوق الغرب وليس عن المسيحيين فقط بل عن الجمهورية اللبنانية لانه كان المطلوب يومها اسقاط الجمهورية ورئيس الجمهورية، فصمدت الجمهورية وصمد لبنان ال10452 كلم2".
أضاف: "حصلت انتصارات وهمية في الماضي من حرب التحرير الى حرب الالغاء ودفعت كسروان الثمن الاغلى، وكان الاهم وقتها السلطة لا القضية والسلاح لا الانسان. الاهم كان عبادة الصنم لا تمجيد الرب، وهكذا سقطت المقاومة اللبنانية وهكذا سمحوا لسوريا ان تحكم وكأن المهم ان يخسر الخصم اللبناني ولو ربح الغريب. ليس المهم الربح او الخسارة بالموقع السياسي فاختصاصنا هو انقاذ لبنان وهذا امر ليس بجديد علينا".
خليل
وتحدث رئيس قسم ميروبا شربل خليل، فقال: "بلادي بحاجة الى تحرير، فجامعاتنا مقفلة والمستشفيات لا اسرة ولا دواء فيها، منتوجاتنا الزراعية مهددة ولا محروقات للتبريد، ابناؤنا بشهاداتهم مهددون بالهجرة، بيروتنا دمروها ولا احد يتكلم، الى اين نحن ذاهبون، لكن أملنا ما زال كبيرا، فهناك طلاب شباب يقسمون اليمين في حزب الكتائب، عاشت الكتائب ليحيا لبنان".
ميرزا
من جهته، قال مسؤول مكتب الطلاب انطوني ميرزا: "من جرد كسروان اتينا اليوم لتجديد قسمنا، تحية اجلال لكل شهدائنا وكل من قاوم ودافع لنكون هنا. التغيير آت لأن الشعب بات واعيا ولن يقبل ان يكون أسير تسويات تورطه من جديد، التغيير آت من اجل العدالة". والى المنتسبين الجدد، قال: "معكم نضخ دما جديدا في حزب لا يشيخ".