#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
قد يكونُ عبثياً المشهدُ... او حتى التعبيرُ... في وقتٍ لم يعدْ للمليونِ قيمةٌ... طُرحَ اسمُ نجمِ مَن يربحُ المليونَ للتوزيرِ عن تيارِ المردة...
بغضِ النظرِ عن موهبةِ جورج قرداحي.. لعلَّ طرحَ اسمهِ في التداولِ للحكومةِ، يطرحُ معهُ الاسئلةَ الصعبةَ التي كانتْ تُطرحُ وترتفعُ معها ملايينُ الربحِ...
أليستْ كلُّ الاسئلةِ التي نطرحها في كلِّ لحظةٍ على أنفسنا، وعلى الآخرينَ، مستحيلةً وصعبةً وحتى الاجابةُ عنها مستحيلةٌ وصعبةٌ؟
مَن يملكُ منَّا الجوابَ على سؤالٍ اذا كنَّا نبقى او "منفل"؟
إذا كانَ الوضعُ سيزدادُ سوءاً أم سيتحسَّنُ تدريجاً؟
***
إذا كانَ الدولارُ سيتراجعُ في السوقِ السوداءِ أم سيعودُ ليحلِّقَ؟
إذا كانتْ ستُحَّلُ ازمةُ الكهرباءِ أم ستبقى العتمةُ موحشةً ليالي البلدِ؟
مَن بإمكانهِ الاجابةُ على اسئلةِ مستقبلِ البلادِ والقطاعاتِ التي كانتْ تعطيهِ الحياةَ؟
من المصارفِ الى المستشفياتِ، الى المدارسِ والجامعاتِ، وصولاً الى الخدماتِ والسياحةِ والمطاعمِ والفنادقِ..
مَن لديهِ الاجابةُ على الاسئلةِ المتعلِّقةِ بالغازِ المصريِّ والنفطِ الايرانيِّ وهو للصدفةِ وكأنهُ يفتحُ البابَ للسؤالِ حولَ خياراتِ السياساتِ الخارجية:
مع العربِ ام مع ايران؟
وإذا التزمنا سياسةَ النأي بالنفسِ على طريقةِ "النجيبِ العجيبِ"، فأننا لن نأخذَ الغازَ المصريَّ، الذي امامهُ عقباتُ خطِّ النقلِ في سوريا الى لبنان، ولنْ نأخذَ النفطَ الايرانيَّ الذي امامهُ العقوباتُ الدوليةُ والمحظوراتُ العربيةُ...؟
***
مَن لديهِ الاجابةُ على الاسئلةِ المتعلقةِ بمرفأِ بيروتَ واعادةِ اعمارهِ،
وقد مضى على تفجيرهِ اكثرُ من عامٍ ولا "حسَّ" ولا "خبرَ" من الذينَ قد يتقدمونَ لاعادةِ البناءِ، فهل تبقى المدينةُ مهدمةً والمرفـأُ مدمَّر؟
مَن لديهِ الاجابةُ على الاسئلةِ المتعلقةِ بالانتخاباتِ النيابيةِ،
وما إذا كانتْ ستجري كما تضغطُ المجموعةُ الدوليةُ وما إذا كانتْ النتائجُ ستأتي بالتغييرِ المطلوبِ...
ام ان بعضَ جمعياتِ المجتمعِ المدنيِّ غَرَفَتْ من مالِ المساعداتِ الدوليةِ،
وتركتْ الناسَ لتعودَ الى زعماءِ الحربِ وقادةِ الميليشياتِ وعصابةِ المنظومةِ الحاكمةِ؟
اسئلةٌ واسئلةٌ واسئلةٌ على طريقةِ كلماتٍ كلماتٍ كلماتٍ ...
لن يربحَ احدٌ في هذهِ الاسئلةِ "الملايينَ" لأنهُ يستحيلُ على احدٍ ان يعرفَ ماذا ينتظرنا...
***
ولادةُ حكومةِ "النجيبِ العجيبِ" هبَّةٌ باردةٌ – هبَّةٌ ساخنةٌ وترقصُ على "فالس" الرقصِ الاميركيِّ – الايرانيِّ في عرضِ البحرِ... فلو شُكِّلتْ حكومةٌ اليوم ماذا سيكونُ جوابُ الحكومةِ اللبنانيةِ على رسوِّ الباخرةِ؟.
وعليهِ سيستمرُ استيلادُ الازماتِ على صعيدِ الحقائبِ بإنتظارِ السفينةِ والضوءِ الاخضرِ القادمِ من الموفدِ الفرنسيِّ الذي "مانَ" على "النجيبِ" لتأجيلِ زيارتهِ الى بعبدا يوماً آخرَ...
تقولُ المعلوماتُ ان الرئيس ميشال عون يستعجلُ ولادةَ الحكومةِ قبلَ ان يسافرَ الى نيويورك ممثلاً لبنانَ في الاممِ المتحدةِ.. وقد تمَّ تحضيرُ العِدَةِ اللوجستيةِ لهذهِ الرحلةِ...
في ايلول، الكثيرُ من المحطاتِ المفصليةِ ليسَ آخرها حسْمُ الملفاتِ القضائيةِ المتعلِّقةِ بحاكمِ المركزيِّ رياض سلامة وصولاً الى تداعياتِ الرفعِ النهائيِّ للدعمِ عن المحروقاتِ...
ايلول طرفهُ بالشتاءِ "مبلول"، وفي الشتاءِ المزيدُ من الازماتِ ستُفتَحُ في وجهِ اللبنانيينَ، فمن يجرؤ على مصارحةِ الملايينِ بالآتي عليهم؟