#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
بعد أن بشّر وزير الصحة الدكتور الصيدلي حمد حسن عموم اللبنانيين بأنه ضبط بالجرم المشهود مستودعات مليئة بالأدوية المدعومة، وكان آخرها في بلدة العاقبية، مستودع تعود ملكيته للحج عصام خليفة، عاد عن قرار مصادرة الأدوية ومبرراً ذلك بحجة ضعيفة مُخزية، ليقول في مقابلة على تلفزيون لبنان : « لقد وجدنا أن المستودع مرخّص وأنه يبيع بعض الأصناف ولو بشكل قليل إلى الصيدليات ، ولا يبيع بعض الأصناف، ولا أريد الدفاع عن أحد، لذا تقرر بأن يبيع ما في المخزن بالسعر المدعوم وبوجود مراقبي وزارة الصحة»
نذكر جميعاً قصة لقاح الماء والملح بدل فايزر في مستشفى البترون، ولم يرمي القضاء اللبناني ووزارة الصحة سيلين زكريا بطبق ورد، وما زالت حرة طليقة . أما الحاج خليفة فلم يجرؤ وزير الصحة أن يقول له أكثر من كلمة «ولو يا حج»، والأمر سينسحب طبعاً على حسين مشموشي صاحب مستودع جدرة الذي خزّن أطناناً من الدواء أيضاً.
أطفال بعمر الورد ؛ جوري السيد، وزهراء طليس، وغيرهم كُثر ماتوا بسبب جرائم الحج خليفة ومشموشي ورفاقهم في عصابة استيراد وتهريب واحتكار الدواء.
هؤلاء المجرمون ليسوا وحدهم ، فكل واحد منهم بات معروفاً بالأسم والدليل القاطع من يحميه من نواب ووزراء وأحزاب، وقاعدة ٦ و٦ مكرر مُطبّقة بالكامل في توزيع حصص مافيا الدواء والمواد المدعومة، التي لم يصل منها إلى المواطن سوى النزر القليل.
إن احتكار الدواء والامتناع عن تسليمه، الذي نتج عنه حالات وفاة، هو جريمة وجناية تنطبق عليها أحكام المواد ٥٦٤-٥٦٧ من قانون العقوبات في القتل عن غير قصد، أما في الجانب الوطني فهذه جرائم خيانة عظمى.
فشل حمد حسن وسقط وسقطت معه هيبة الدولة، أمام تاجر محتكر كان ينظر إلى الوزير بضحكة صفراء، تحمل كل معاني الاستهزاء والإزدراء والثقة بأنه محمي وفوق القانون، وثبت أن مافيا التجار والبنوك وأصحاب الوكالات الحصرية هم الدولة العميقة الفاسدة التي تتحكم بلبنان منذ عقود، وهم من أذلّ وأفقر شعبه، ولا أمل بانقاذ لبنان إذا لم تتم محاسبة هؤلاء وما دام النواب يستنكفون عن تشريع القوانين اللازمة لحماية الوطن والمواطن من هـؤلاء المجرمين، وما دام الوزراء والقضاء يتقاعسون عن ملاحقتهم ووقف هذه المجزرة بحق الوطن.
الدعم ذهب ويذهب إلى جيوب التجار، والدولة معتكفة ولم تضع خطة ليستفيد المواطنون فعلياً من هذا الدعم . ما يجري هو مؤامرة لإفقار الشعب وتجويعه وكذبة الدعم لم تعد تنطلي على أحد.
أوقفوا هذه المهزلة وكفّوا عن المماطلة والكذب ، وليكن بينكم رجلٌ شجاعٌ واحدٌ ، يحمل ضمير الوطن ، ويضرب بسيف العدل، ويقطع يد السارق، ويزجّ بالخونة في السجن ؛ من محتكرين ومهربين وسماسرة ومتقاعسين.
أما الوزراء والقادة ، من متسكّعين ومتخاذلين جبناء، فلا حاجة للبنان وشعبه بهم أبداً، فليرحلوا إلى بيوتهم والجحيم غير مأسوف عليهم.