#الثائر
كتبت غادة الكاخي
لأول مرة في حياتي،
أعيش لحظات الفخر والعنفوان.
لأول مرة أشعر بذاك الانتماء المجبول بالعزّة والكِبَرِ ،
لأول مرة أشتّم رائحة الرجولة من بين سواعد شبابنا أبطال الجيش،
لأول مرة أتحسّسُ نبضَ قلبي يقرقع مع الأناشيد،
لا أستطع ترجمة ذاك الشعور الذي انتابني وأنا جالسة على مقعد في احتفال تعبّق بأرجائه روائح الكرامة وتلوح بين أطيافه مشاعر الاعتزاز...
نعم... كل من حضر هذا الحفل بمناسبة الأول من آب عيد الجيش ،كانت الأرزة تتراقص على جبينه.
بالأمس كانت حاصبيا ، عروسة وادي التيّم ، لأول مرة تشعر بانتمائها للوطن ،باعتزازها بالقوى العسكرية التي تسرح وتمرح بين شوارعها وأزقتها وعلى سطوح المنازل، وبين المداخل والمخارج ، حفاظاً على أمن العماد ونجاح الاحتفال...
كبُر القلب بكم، وتسمّرت العيون ترقب حركتكم، وأعينكم التي ما رمشت، كمية من الظلم لحقت هذا الشعب وهذا الجيش العتيد ،وهذه الكوادر التي تعمل لأجل بناء الإنسان، كرمى لعيون الوطن...
نعم، بالأمس عرفت كمية الأسى التي نعيش ونحيا، ألا نستحق العيش الكريم، في ظل قائد كالعماد جوزيف عون، وقيادة حكيمة وعناصر قمة في الانظباط والتحدي والرجولة والإقدام والشجاعة... ؟!
يقولون ثلاثة أقانيم تبني الوطن :" الأرض والشعب والجيش"
والثلاثة على قائمة انتظار التسويات والمحسوبيات والمحاصصات،
بربّكم كفاكم متاجرة بنا، حرام ما يحصل بنا،
دعونا نعيش ونحيّا في ظل جيش قوي وعلى أرضنا...!
لحظات ويبدأ احتفالنا، عند إطلالة القائد العماد عون، قرعت أجراس الكنائس في حضرة اجتماع الأطياف الدينية كافة، كالغضنفر بدا، واثق الخطوة، مبتسم المحيّا، كبير القلب وكأنه يوّد مصافحة كل فرد منا، بعد نشيدي الوطن والجيش ووقفة صامتة على أرواح شهداء انفجار مرفأ بيروت ، ترحيب على مستوى المناسبة من مقدّم الاحتفال الأستاذ الشيخ شوقي أبو ترابي الذي رحّب باسم أهالي المنطقة بالعماد عون وشكر قيادة الجيش ولفت النظر إلى أن حاصبيا تستحق كل عمل إنمائي حرمت منه .
أما رئيس بلدية حاصبيا، الأستاذ لبيب الحمرا ،الشاب النشيط، المهتم بالإنماء، المستقطب للمشاريع الكبرى، السريع في تلبية مهام تفيد البلدة، الساهر على نجاح مهمته من خلال موقعه، يثبت لنا في كل استحقاق أنه استحق وبجدارة ثقة الناس، لتصميمه على ملاحقة كافة الملفات العالقة ليُكتب لها النجاح فشكر بدوره قيادة الجيش اللبناني بشخص العماد عون على إنجاز هذا الطريق الذي طالما شكل حلماً لأهالي حاصبيا والجوار مؤكداً الوقوف خلف سياج الجيش الذي هو صمّام الأمان والضمان لوحدة الوطن والسلم الأهلي... وأعلن أن هذا الطريق سيُسمّى بجادة العماد جوزيف عون والساحة ساحة الجيش اللبناني وسط تصفيق حار أربك القائد الذي احتار خجلاً من دماثة أخلاقه...
بعدها حلّقنا مع الشعر والشاعر نزيه أبو الزوّر في حروف تفي بالمناسبة، ليطلب الكلام بعدها من قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون الذي أكّد بدوره على وحدة الصف والثقة التامة بالمؤسسة العسكرية التي هي بمثابة العمود الفقري للبنان وهو ركيزة بنيان الوطن في هذا الزمن الصعب طالبًا عدم الإنجرار خلف الأصوات الشاذة المفبركة والمشوّهة للحقائق التي تحاول حرف الجيش عن مساره ولا لانتقادات وإشاعات بتنا نعرف مَن وراءها بهدف جرّ البلاد إلى استفزازات لا تُحمد عقباها ، ووجّه تحية إلى أهالي منطقة حاصبيا التي يُحب ويحترم ويشعر بالحنين إليها كونه خدم في ثكنتها فترة من الزمن وشكر رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي على التزامهم تنفيذ ما طلب منهم لتسيير أمور العمل.
رُفعت الستارة عن الصخرة التي حُفر عليها الشكر والتقدير للمؤسسة العسكرية وللعماد عون وهي من نحت الشيخ يحيا أبو ترابي وتسلّم من فتاتين صغيرتين بلباس الجيش باقة ورد باسم الطفولة المهدورة الحقوق في هذا الوطن.
كلام العماد عون هذا جاء بمناسبة الأول من آب عيد الجيش اللبناني ، وبدعوة من بلدية حاصبيا لتدشين ساحة الجيش اللبناني عند المدخل الشرقي لمدينة حاصبيا بحضور النائب انور الخليل وممثلين عن نواب ووزراء المنطقة وحشد من الفاعليات البلدية والاختيارية، الدينية التربوية الصحية الاجتماعية والحزبية وذلك على الطريق المنفّذ والتي ساهمت قيادة الجيش بتنفيذها وبدعم كبير من العماد القائد.
وفي الختام تسلّم العماد عون درعًا تذكاريًا عربون وفاء وتقديرًا لخدماته المميزة ، تمّ تصنيعها في حاصبيا من قبل HE bladesmithing تحمل أيضًا شكر الشاب الشيخ هادي عز الدين بلمسة خاصة، السيف مصنوع من الفولاذ الصلب بشفرة حادة جداً طول ٧٨سم ، سماكة ٥ملم ،ومزيج من النحاس والخشب الثقيل (zebrano wood) والغمد حفر عليه كلمة الشكر لسيادة العماد...
انتهى الاحتفال، مع هذا الكم من الكرامة التي نستحق ويستحق الوطن ،آملين أن نتحرّر من كافة القيود ليبقى وينتصر الوطن...