#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الانَ وقد تلاشتْ احتفاليةُ الناسِ بذكرى الرابعِ من آبِ على الرغمِ من كلِّ الوجعِ والألمِ الذي عشناهُ مع اهالي الضحايا عشيةَ ويوم الذكرى...
نعودُ الى ارضِ الواقعِ الملَّبدِ بالإنهياراتِ...
من الحدودِ الجنوبيةِ المتوتِّرةِ وصولاً الى الحدودِ الفالتةِ بقاعاً وشمالاً على كلِّ انواعِ التهريبِ، وأبرزها المازوتُ والبنزين..
صدَّقَ الناسُ ان هناكَ مؤتمراً دولياً يفكرُ عنهم، ويدفعُ لبلدهم ويساندهم.
ولكنَ الناسَ ربما نسيتْ ان هذهِ الدولَ الداعمةَ تنتظرُ من دولتنا الفاشلةِ مجموعةَ اجراءاتٍ واصلاحاتٍ وانجازاتٍ.
لذلك جاءَ الدعمُ المحصورُ مشروطاً بإنجازِ هذهِ الاصلاحاتِ وهذهِ الانجازاتِ.
ولكنْ كيفَ تُنجزُ في عامٍ ومَن سينجزها؟
هل حكومةُ تصريفِ الاعمالِ التي يبدو انها ستستمرُ حتى الانتخاباتِ النيابيةِ اذا جرت؟
***
أم ان هذهِ الاصلاحاتِ ستنجزها حكومةُ الرئيسِ الثالثِ المكلَّفِ،
نجيب ميقاتي الذي ورغمَ توقعاتهِ "النجيبةِ العجيبةِ" المتفائلةِ،
بعد لقائهِ الاخيرِ في بعبدا، الاَّ ان المؤشراتِ تؤكدُ انهُ سيلحقُ بِركابِ الرؤساءِ المعتذرينَ، نظراً لاستمرارِ العِقَدِ على حالها خصوصاً وان التوافقَ جرى مع رئيسِ الجمهوريةِ للعملِ على كلِّ النقاطِ السهلةِ وابقاءِ توزيعاتِ الوزاراتِ السياديةِ كالداخليةِ والماليةِ والعدلِ حتى النهايةِ...
ولكن ما الذي سيحلْحلُ الامورَ ولماذا يُعطى "النجيبُ العجيبُ" ما لم يعطَ لسعد؟
إلاَّ اذا كانت الضغوطاتُ وسيوفُ العقوباتِ الدوليةِ الاميركيةِ والاوروبيةِ ستفعلُ فعلها برقابِ المعرقلينَ..
في الانتظارِ... يشعرُ الناسُ اكثرَ فاكثرَ كم هم متروكونَ ومشاهدُ الدمارِ، في النقلِ المباشرِ يومَ الاربعاءِ لبيروت بركامها، كانَ محزناً ومبكياً وموجعاً.
هل يعقلُ ان مدينةً لا يزالُ سبعونَ بالمئةِ من ابنيتها مهدماً، وان ربعَ الذينَ شُرِّدوا لم يعودوا،
وان تعويضاتِ التأميناتِ تنتظرُ القرارَ الظنيَّ وافراجَ شركاتِ التأمينِ عن الاموالِ باللولارِ ام بالفريش FRESH؟
هل يعقلُ ان مرفأ بيروتَ لا خطةَ حتى الساعةِ لاعادةِ ترميمهِ، رغمَ كلِّ العروضِ الدوليةِ بشأنهِ، وهل مسموحٌ ان يبقى الركامُ من حديدٍ وسياراتٍ محطمةٍ ومستوعباتٍ مدمَّرةٍ ومحروقةٍ في الارضِ؟
وهل يعقلُ ان يكونَ مرفأ بيروتَ في قسمهِ المهدمِ مسرحاً للجراذينِ والقططِ والافاعي تأتي لتسترزقَ بما تبقى من اهراءاتِ القمحِ المَّسممةِ؟
***
ماذا يمكنُ القولُ للناسِ في آب، وقد حرقَ حرُّ آبٍ قلوبهم... في الليلِ لا ينامونَ بسببِ توقُّفِ المولِّداتِ نظراً لانقطاعِ المازوت. وفي النهارِ يحرقهم الانتظارُ امام محطاتِ الوقودِ والصيدلياتِ ومحطاتِ الذلِّ الكثيرةِ...
إنهارَ كلُّ شيءٍ... واذا كنا بالامسِ حدَّثنا اللبنانيينَ وكتبنا بمسحةِ تفاؤلٍ، فهذا لا يعني اننا لا نعرفُ حجمَ المأساةِ ونحنُ فيها..
كانَ ينقصنا التصعيدُ الامني جنوباً، حتى يزيدَ عددُ "علاماتِ الازمنةِ" كما يُقالُ واحداً.
سقوطُ القطاعاتِ الصحيةِ والآتي قد يكونُ اعظمَ مع ارتفاعِ معدلاتِ الاصابةِ بموجاتِ كورونا المتحوِّلةِ،
ولا سيما ايضاً مع اضطرارُ المواطنينَ كما العسكريينَ لدفعِ فروقاتِ ايِّ معاملةٍ طبيةٍ من جيوبهم...
فهل هُم قادرونْ؟
ومن القطاعاتِ الصحيةِ الى القطاعاتِ السياحيةِ التي تقفلُ الواحدَ بعدَ الاخرِ بسببِ إنعدامِ القدرةِ الشرائيةِ لدى الناسِ وبسببِ إنقطاعِ الكهرباءِ، وبسببِ غيابِ السيَّاحِ، وبسببِ فقرِ اللبنانيينَ .
اما عن القطاعاتِ التربويةِ فحدِّثْ ولا حَرَجْ ليكتملَ "النقلُ بالزعرور" مع إنهيارِ القطاعِ المصرفيِّ وحجزِ اموالِ الناسِ والهيركات اليومي على اموالهم...
***
ماذا بقي من لبنانَ غيرُ سمومِ هذهِ الطبقةِ السياسيةِ الفاسدةِ التي تنفخها في صدورِ اللبنانيينَ وتقتلهم؟
اما آنَ الاوانُ لاقتلاعِ هذا السرطانِ القاتلِ...؟