#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هو إنفجارُ الناسِ في يوم الذكرى...اللحظاتُ تُستعادُ ومعها حِمَمُ الغضبِ والثورةِ والوجعِ والنحيبِ والقلقِ والخوفِ...
ما من شعبٍ عانى ما عاناهُ شعبنا، حتى جاءَ زلزالُ الرابعِ من آب ليدمِّرَ في الناسِ الرجاءَ... هذهِ الخيبةُ، هذا الوجعُ، فجرَّا غضبَ الناسِ لينزلوا صارخينَ للمحاسبةِ...
حاولَ كُثُرٌ من اصحابِ النوايا الخبيثةِ والخبرةِ الطويلةِ في ترهيبِ الناسِ وتخويفهم، حاولوا تجويفَ الذكرى لجعلِ الناسِ يعيشونَ الخوفَ ولا ينزلونَ الى الشارعِ للصراخِ...
لكنَ بركانَ غضبِ الناسِ إنفجرَ، مذكِّراً مَنْ يتنصلونَ من المحاسبةِ أن مشانقهم ستعلَّقُ وأن المقصلةَ بانتظارهم، وأن سيفَ العدالةِ ولو تأخرَ سيقطعُ اعناقهم بعدما عاثوا في البلدِ فساداً واهمالاً وسرقاتٍ ومؤامراتٍ...
***
دموعُ الناسِ، صيحاتهم.. لا تغيبُ عن البالِ.. لا يهمُّهم من يكونُ وزيراً للداخليةِ او وزيراً للعدلِ او وزيراً للماليةِ...
لا يهمُ الناسُ الثكالى بفقدانِ أغلى من عندهمْ وأثمنَ ما يملكونَ، ثرثراتُ الخطاباتِ الرنانةِ لمسؤولينَ يدَّعونَ المسؤوليةَ وهم اقربُ الى اعضاءٍ في "اخطبوطِ الفسادِ"،
ما يهمُ الناسَ هو العدالةُ، والمحاسبةُ... وها هو المحققُ العدليُّ طارق البيطار يَعدهمْ بأنه لن يتنحى وبأنَ الملفَ شارفَ على النهايةِ...
الاسماءُ صارتْ معروفةً وهناكَ المزيدُ على اللائحةِ...
***
لا يهمُ معرفةُ اذا كانت الحصاناتُ الرسميةُ ستسقطُ عنهم ام لا .. ما نعرفهُ ان الحصاناتِ الشعبيةَ سقطتْ عنهم... واصبحوا عراةً امامَ حقيقةٍ واحدةٍ:
غضبُ اهالي الضحايا...
الحصاناتُ سقطتْ،وغداً وبعدهُ وما بعدهُ سيعرفُ الناسُ من كانوا مسؤولينَ عن إنهيارهم وموتهم، وسيقترعونَ في الانتخاباتِ ضدَّ كلِّ من ساهمَ في القتلِ العمديِّ إن بالاهمالِ او بسوءِ الادارةِ.
سيقترعونَ ضدَّ كلِّ من سرقَ واستغلَ نفوذاً وسمسرَ وعقدَ صفقاتٍ على حسابِ اموالِ الناسِ واحلامهم...
اليومَ وغداً لا مكانَ إلاَّ للحزنِ.. والغضبِ...
المهمُ ان لا ننسى، وان لا نسامحَ، وان لا نغفرَ لمن قتلَ وشرَّدَ وجرحَ الافَ الاشخاصِ، ودمَّرَ الافَ المنازلِ والمؤسساتِ .. دمَّرَ عاصمةً وحوَّلها ركاماً للاشباحِ...
***
امامَ هولِ الكارثةِ... ربما هو قليلٌ غضبُ الناسِ، وربما حتى الساعةِ هي طبيعيةٌ رداتُ فعلِ الناسِ، وتحرُّكاتِ الثوارِ الابطالِ...
***
هذه السلطةُ الفاسدةُ تستحقُ ان تُرمى بالحجارةِ اليومَ، رغمَ الغلاءِ من كثرةِ "سرقاتِ" بعضِ مَن في هذهِ السلطةِ ...
وبفعلِ الإنهيارِ النقديِّ والماليِّ الذي وصلنا اليهِ والذي دفعَ الناسَ الى الجحيمِ.
***
لا يَهمنا مَن يكونُ رئيسَ الحكومةِ وبمنْ يأتي بوزراءٍ..
اساساً لم يعدْ هناكَ دولةٌ لتكونَ فيها حكومةٌ برئاسةِ هذا او ذاكَ...
الناسُ في الدولةِ الفاشلةِ تديرُ شؤونها بنفسها، وتؤمِّنُ الطحينَ والدواءَ والكهرباءَ والمياهَ بنفسها..
الا يجبُ، في الدولةِ الفاشلةِ، على الناس ايضاً ان تأخذَ حقها بيدها كما يُقالُ!
ما داموا يتلطُّونَ خلفَ حصاناتهم التافهةِ، ويخترعونَ كلَّ يومٍ سبباً للهروبِ... فلماذا لا ينتقمُ الناسُ لشهدائهم بتلقينِ الهاربينَ بعضَ الدروسِ؟
لا ندعو الى القتلِ،
ندعو الى تمريغِ وجوهِ هؤلاءِ "بوحولِ" فسادهم،
ولْنتركْهمْ لعدالةِ السماءِ، إذا كانوا لا يَهابونَ عدالةَ الارضِ.