#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الآنَ، جاءَ الوقتُ. فِعلاً عثَرْنا على إنجازاتِكم أخيراً.
أليسَ إنجازاً منذُ 25 عاماً أنكم قطعتمْ لنا تذكرةَ دخولٍ واشتراكاً مجانياً طويلَ الأمدِ في جهنمٍ؟
أليسَ إنجازاً أن الدولارَ في عهدكم يقتربُ من الـ20 ألفاً، والحدُّ الأدنى للأجورِ سيساوي، بعدَ حينٍ، صفيحتي بنزين لا أكثرَ؟
أليسَ إنجازاً أنكمْ حوّلتمْ البلدَ من سويسرا الشرقِ إلى دجيبوتي الشرقِ والغربِ؟
في الحقيقةِ، أكبرُ إنجازٍ حقّقهُ الشعبُ اللبنانيُّ هو أنهُ جاءَ بكم، يا "منظومةَ جهنمٍ"، عبرَ صناديقِ الاقتراعِ… فكافأتموهُ بأن أخذتمْ منهُ كلَّ شيءٍ: المالُ والعمرُ والأحلامُ والمستقبلُ… وحتى الحياة!
***
العالمُ كلّهُ يتطوَّرُ، ونحنُ تأخذوننا إلى التخلُّفِ.
مثلاً، جارتنا قبرص، التي كانت دولةً ناميةً قبلَ عقدينِ أو ثلاثةٍ، صارتْ اليومَ سياحيةً من الطرازِ الأولِ ومثالاً باعتمادِ الطاقةِ البديلةِ.
وفيما نحنُ نهدرُ الملياراتِ على المحروقاتِ وتوليدِ الكهرباءِ، العالمُ يتحوَّلُ سريعاً إلى السيارةِ الكهربائيةِ.
فأينَ أنتمْ من العلمِ والعقلِ والتطوُّرِ يا "منظومةَ جهنمٍ"؟
***
نحنُ في لبنانَ، على دولار 20000، صارَ الحدُّ الأدنى أقلَّ من 30 دولاراً ... أي لا حياةَ!
***
"ما أفصحكمْ وأنتم تُحاضرونَ في الإصلاحِ"!
تتكلمونَ وتتفلسفونَ، لكنكم تقودونَ البلدَ الى الهلاكِ الجماعيِّ.
بطونُكمْ منفوخةٌ بما ابتلَعتمْ، وجيوبُكم منفوخةٌ بما نَهَبتمْ، ولا جفنَ يرفُّ لكم.
"جوعٌ عتيقٌ" يتآكلكمْ و"جنونُ العظمةِ يرفعُ البخارَ إلى رؤوسكم. وبكلمةٍ واحدةٍ: فاسدون!
***
العالمُ لن يتركَ لبنانَ، وقد بدأ يتصرَّفُ.
سفيرتَا الولايات المتحدة وفرنسا، تجاهلتا السلطةَ تماماً في زيارتهما للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ. وعلى طاولةِ النقاشِ في الرياضِ، منظومةُ الفسادِ اللبنانيةِ لم يكنْ لها مكانٌ.
واللافتُ هو تقريرُ لجنةِ الدفاعِ في البرلمانِ الفرنسيِّ، والذي يوصي بإرسالِ قواتٍ دوليةٍ الى لبنانَ "بشكلٍ طارئٍ تحتَ سلطةِ الأممِ المتحدةِ والبنكِ الدوليِّ"، لتعزيزِ الأعمالِ الإنسانيةِ والمساعدةِ "في مجالاتِ الغذاءِ والدواءِ والرعايةِ والتعليمِ، والتنميةِ في قطاعاتِ المياهِ والكهرباءِ" خاصةً لبيروتَ الحبيبةِ المدمَّرةِ.
التقريرُ يُوصي حكومةَ باريس بالسعي مع الشركاءِ العربِ والغربيين لدعمِ الجيشِ وقوى الأمن لتمكينهما من القيامِ بعملهما، بمواجهةِ "داعش" ومكافحةِ تهريبِ المخدراتِ.
ويشدِّدُ على ضرورةِ إجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ والبلديةِ والرئاسيةِ في العامِ المقبلِ، ليعبِّرَ الشعبُ اللبنانيُّ عن تطلعاتهِ بحرّيةٍ، وعلى مواكبةِ فرنسا لعمليةِ الانتقالِ الديموقراطيةِ إلى لبنانَ الجديد.
***
هذا التقريرُ يستدعي التفكيرَ والتأمُّلَ:
فهل هو أولُ الغيثِ في مسارٍ طويلٍ آتٍ؟
وهل آنَ الأوانُ لتحترقَ أوراقُ الفسادِ والفاسدينَ، بعدما أحرقتِ البلدَ وأهلهُ بنارِ جهنمٍ؟