#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عنوانُ تحركِ الاتحادِ العماليِّ العامِ ومَنْ واكبهُ من السلطةِ والمعارضينَ هو الضغطُ لتأليفِ حكومةِ انقاذٍ وطنيٍّ...
ليسَ في الأفقِ ما يشيرُ الى ان حكومةَ الانقاذِ الوطنيِّ ستولدُ للأنقاذِ السريعِ،
لأن ما هو مؤكدٌ ان رئيسَ الحكومةِ المكلفَ سعد الحريري سيعتذرُ عن تشكيلِ هذهِ الحكومةِ خلالَ اقلَّ من عشرةِ ايامٍ حتى لا نقولَ أقلَّ من اسبوعٍ،
وذلكَ افساحاً في المجالِ امامَ شخصيةٍ سنيةٍ محايدةٍ تنالُ رضاهُ ويتمُ التوافقُ مسبقاً على أسسها وبرنامجها الذي يكونُ حصراً التحضيرُ للانتخاباتِ النيابيةِ ووضعُ برنامجٍ سريعٍ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ لمعالجةِ الانهياراتِ النقديةِ الحاصلةِ.
***
هكذا ينصرفُ كلُّ فريقٍ سياسيٍّ بعدَ تشكيلِ الحكومةِ الذي قد لا يستغرقُ اكثرَ من اسبوعينِ اذا صحَّتْ التوقعاتُ للتحضيرِ للانتخاباتِ النيابيةِ كلٌّ على طريقتهِ.
وهنا بيتُ القصيدِ...
فأيِّ خطابٍ سيطلُ بهِ كلُّ فريقٍ سياسيٍّ لشحنِ الناخبينَ؟ وكيف ستكونُ الارضُ ومن سيموِّلُ هذهِ الانتخاباتِ؟
وما سيكونُ دورُ المجتمعِ المدنيِّ وكيفَ ستنقلبُ التحالفاتُ والتفاهماتُ...
نحنُ عملياً في سباقٍ بينَ تحضيراتٍ للانتخاباتِ النيابيةِ وبينَ انهياراتٍ متتاليةٍ للاوضاعِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ،
قد لا تنفعُ معها معالجاتُ أيِّ حكومةٍ حياديةٍ تأتي لفترةِ اشهرٍ مماثلةٍ لحكومةِ الرئيس نجيب ميقاتي في 2005 والتي نالت حينها اكبرَ تفاهمٍ دوليٍّ على تأليفها.
***
في الانتظارِ... هل يأكلُ اللبنانيونَ بياناتِ تراشقٍ واتهاماتٍ؟ هل يشبعُ اللبنانيونَ من الشتائمِ المتبادلةِ ومن تبادلِ وتقاذفِ المسؤولياتِ؟ هل يَشربُ اللبنانيونَ من سمومِ هذهِ الطبقةِ السياسيةِ التي اجتمعت في يومٍ واحدٍ للتظاهرِ وكأنَ الناسَ هم السلطةُ والسلطةُ هي الناسُ...
أيُّ إنفصامٍ في الشخصيةِ تعيشهُ هذهِ الطبقةُ السياسيةُ وأيُّ اغترابٍ عن الواقعِ المريرِ الذي يرزحُ تحتهُ الافُ اللبنانيينَ ذلاً وجوعاً وفقراً وبطالةً ويأساً واحلاماً مكسورةً...
ليسَ هناكَ ادنى شكٍّ ان الآتي من الايامِ سيحملُ الكثيرَ من التوتراتِ وحتى أن السيناريو الذي قد يرافقُ اعلانَ الحريري اعتذارهُ عن تشكيلِ الحكومةِ لن يكونَ حسبَ مراقبينَ هادئاً... فالشارعُ الذي حركتهُ البياناتُ المذهبيةُ والطائفيةُ والسياسيةُ لن يكونَ راضياً، الاّ بعدَ اجتماعِ دار الفتوى، عن خسارةِ سعد الحريري امامَ محورِ الرئاسةِ الاولى، كما يتمُ تصويرُ الامورِ... وهذا ما سيبنى عليهِ للانتخاباتِ النيابيةِ المقبلةِ...
***
هذا جزءٌ ممَّا يفكرُ به الناسُ... اما العينُ فهي على المؤسساتِ الامنيةِ والعسكريةِ التي من مسؤوليتها الحفاظُ على الامنِ فيما جيوبُ العسكريينَ فارغةٌ .
الرهانُ على ما اعلنَ عنهُ مؤتمرُ دعمِ الجيشِ من باريس وعلى ما ستقدمهُ تباعاً الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ دعماً للمؤسسةِ العسكريةِ...
بلدٌ يقومُ منذُ عشراتِ السنينَ على مساعداتِ الآخرينَ في السياسةِ وفي المالِ...
متى يتكلُ اللبنانيونَ على أنفسهم ويقرِّرونَ بناءَ دولةٍ؟إن قرَّروا!