#الثائر
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم، وزراء ومسؤولي الإعلام العرب، من بينهم وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد ، وذلك على هامش انعقاد الدورة العادية ال51 لمجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية، بحضور رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، فقال: "إن السيد الرئيس رحب بالسادة وزراء الإعلام العرب، مؤكدا حرص مصر على تعزيز دور الإعلام العربي والوطني ليواكب الطفرات السريعة التي شهدها مجال الإعلام خلال السنوات الأخيرة، ونظرا لأهميته الاستراتيجية في مساندة الجهود الوطنية في مختلف المجالات لتحقيق الاستقرار والتنمية، وذلك من خلال المساعدة في رصد مطالب الجماهير وتوعية الرأي العام على دعم مؤسسات الدولة ومخاطر التماشي مع الدعوات الهدامة التي تستهدف نشر الفوضى والتحذير من الأهداف الخبيثة للجماعات الإرهابية، وتفنيد مزاعمها المغلوطة التي تتعارض كليا مع تعاليم الدين الإسلامي، وتستهدف في الأساس المساس بكيان الدولة الوطنية".
أضاف: "إن المشاركين أعربوا عن تشرفهم بلقاء السيد الرئيس، مثمنين الإنجازات الملموسة التي تشهدها مصر تحت قيادته على الأصعدة كافة، سياسيا وتنمويا واقتصاديا واجتماعيا، والتي تقدم نموذجا يحتذى للأمة العربية في التقدم والازدهار والرؤية المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، فضلا عن الدور التاريخي المقدر لمصر كمركز ثقل للحفاظ على أمن واستقرار الوطن العربي بأكمله".
وأشار إلى أن "اللقاء شهد حوارا مفتوحا مع الرئيس المصري شمل أهم المواضيع المطروحة على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، والذي شهد التوافق بشأن إعداد استراتيجية عربية إعلامية موحدة، خصوصا في ظل بزوغ الإعلام الرقمي والمحتوى الإعلامي العصري وضرورة النظر في أنسب آليات للاستفادة منه، وذلك بهدف العمل على التوعية الإعلامية للأجيال المستقبلية، فضلا عن الدور الحيوي للاعلام في دعم الأمن القومي العربي وتعزيز بناء المؤسسات، وكذا ترسيخ أواصر الأخوة بين العالم العربي".
ولفت إلى أن "الحوار تطرق الحوار إلى التجربة المصرية التنموية، حيث أكد السيد الرئيس في هذا السياق أن مصر اتخذت قرارا استراتيجيا بالمضي قدما في مسارين متوازيين، هما: مسار مكافحة الإرهاب ومسار البناء والتعمير، إلى جانب مواجهة مشاكلها بتجرد حقيقي، ثقة في وعي الشعب المصري وتفهمه لجدوى مسار الإصلاحات الهيكلية، مع إدراك حتمية تطوير البنية التحتية على كل المحاور للارتقاء بتنافسية الاقتصاد، والذي قطعت الدولة فيه شوطا كبيرا، إلا أن مصر لا تزال في بداية مشوارها التنموي، حيث تتجاوز طموحات الشعب المصري ما تحقق حتى الآن".
وقال: "على صعيد استعادة الأمن والاستقرار، أكد السيد الرئيس مبدأ إعلاء منطق ومفهوم الدولة الوطنية لتحقيق مصالح الشعوب، والانتصار دائما لدولة المؤسسات على حساب كل فكر آخر يهدف إلى بث الفرقة والانقسام والفتنة بين أهل البلد الواحد، آخذا في الاعتبار أن قوى الإرهاب والتطرف والميليشيات لا تستطيع أن تقود الدول، فهي غير مسؤولة وغير مدركة لمتطلبات الدولة وغير منسجمة مع توجهاتها. ولذلك، هناك أهمية كبرى لدور الإعلام الرشيد في هذا الإطار لتوعية الشعوب بصورة مجردة وواقعية".
وختم: "بالنسبة إلى التحركات الخارجية المصرية، أكد السيد الرئيس أن الهدف الأساسي لمصر هو الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها والتضامن العربي كمنهج راسخ، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كأحد ثوابت السياسة المصرية، وليس مجرد توجه مرحلي، معربا سيادته في هذا السياق عن التقدير لما يوفره الأشقاء العرب من دعم ومساندة لمصر في كل ما يؤثر على أمنها القومي، لا سيما في قضية سد النهضة، التي انخرطت مصر من أجل حلها في مفاوضات مضنية لفترة توشك على تجاوز عشر سنوات سعيا للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وعادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن عدم إلحاق ضرر جسيم بالأمن المائي لمصر والسودان الشقيق ويحقق في الوقت ذاته متطلبات التنمية لاثيوبيا".