#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
صَدِّقوا او لا تُصدِّقوا !
كنَّا ننتظرُ من البنكِ الدوليِّ ان يُقدِّمَ لنا قروضاً ميسَّرةً ، فإذا بكم أوصلتمونا ايها الفاشلون، العاجزون، الفاسدون، لأن نطلبَ منهُ حبراً للطباعةِ للإمتحاناتِ الرسميةِ !
نعم، وصلنا بفضلكمْ إلى هذا الدَرْكِ .
وللمزيدِ من الدِّقةِ ، إليكم هذا الخبرُ :
مديرةُ الارشادِ والتوجيهِ في وزارةِ التربيةِ هيلدا خوري تُطَمئِنُ :
" حبرُ الطباعةِ للامتحاناتِ الرسميةِ تأمنَ عبرَ البنكِ الدوليِّ، ونحنُ جاهزونَ لاجراءِ الامتحاناتِ، والمناهجُ المقلَّصةُ اعطيتْ في المدارسِ الخاصةِ والرسميةِ" .
نعم ، يعني لولا تأمينُ الحبرِ من البنكِ الدوليِّ لَما كانَ بالإمكانِ إجراءُ الإمتحاناتِ الرسميةِ.
تفضَّلوا "ايها الفشلةُ " أينَ صرنا !
نحنُ اخترعنا الأبجديةَ منذُ ايامِ الفينيقيين ، ونحنُ صدَّرنا الحرفَ إلى العالمِ،
صرنا ننتظرُ مَن يَهبُنا حِبراً لنتمكنَ من إجراءِ الإمتحاناتِ الرسميةِ .
"والخير لقدَّام" !
وكما الحبرُ ، كذلكَ الورقُ وسائرُ القرطاسيةِ.
يا ويلكم من يومِ الحسابِ، أصبحنا شعباً يحتاجُ إلى كلِّ شيءٍ بفضلِ السياسةِ المجرمةِ التافهةِ "باللَّتِّ والعجنِ" التي قامتْ بها السلطاتُ المختلفةُ في لبنان ،
بالتكافلِ والتضامنِ في ما بينها ،على مدى عقودٍ وليسَ من اليوم .
***
إذًا ماذا بعدُ ؟ إلى متى ستبقونَ على كراسيكم؟ إلى متى ستبقونَ في مرحلةِ تعذيبِ شعبكم ؟
واللهِ احترنا كيفَ نخاطبكمْ !
فعلاً لم يعد الحكي ينفعُ معكم ، لم يكنْ الشعبُ اللبنانيُّ في تاريخهِ على هذهِ الدرجةِ من الإذلالِ،
دقِّقوا في حقائبِ اللبنانيينَ الذين ياتونَ من الخارجِ؟ ماذا تحتوي ؟ ادويةٌ لأهلهم في لبنان لأن الجشعَ في الداخلِ لم يعد مقبولاً ولم يعدْ يُحتَمَلْ!
ومَن يدري ؟ قد نطلبُ من إهلنا واقاربنا واصدقائنا الآتينَ من الخارجِ أن يحملوا معهم حبراً لطابعاتنا وربما شموعاً إذا ما استفحلَ التقنينُ .
***
ماذا يمكنُ ان يُقالَ بعدَ كلِّ ذلكَ ؟
هل نقولُ : إنتهى الكلامُ ؟ هل نقولُ : لم يعدْ الكلامُ ينفعُ معكم؟
لقد بلغَ الشعبُ حداً من القرفِ بحيثُ لم يعد بإمكانهِ مشاهدةُ صورةِ سياسيٍّ او قراءةُ تصريحٍ لهُ ، واقلُّ ما يمكنُ ان يُقالَ :
فعلاً هَزُلَتْ .
***
ربما المقيمونَ من هذا الشعبِ اللبنانيِّ الأصيلِ، لم يعد بإمكانهم القيامُ بأيِّ شيءٍ ،
فبعدَ سنتينِ من المعاناةِ في الشارعِ ، وقمعِ الثورةِ ، وبعد أخذِ الودائعِ رهائنَ ،
ولم يعدْ بإمكانِ المواطنِ التصرفُ بها، لم يعد جائزاً ان يُطلَبَ من المقيمِ شيءٌ ، إنها مرحلةُ المغتربينَ بامتيازٍ .
المقيمُ، لا أحوالهُ الماديةُ تسمحُ ، ولا إنهيارُ الليرةِ يسمحُ، ولا فقدانُ الأدويةِ والموادِ الغذائيةِ والمحروقاتِ يَسمحُ .
المقيمُ انتهى ولكن مع وقفِ التنفيذِ ،
فإما ان ينتهي معهُ البلدُ ، وإما ان تكونَ هناكَ مبادرةٌ ما، في وقتٍ ما، من مكانٍ ما،
لكنَ الدولَ بأجمعها لن تقومَ بأيِّ مبادرةٍ لأنها فقدتْ الأملَ بهذهِ "التركيبةِ الهشَّةِ قلباً وقالباً" .
إذاً الى أين؟ الى المجهولِ...