لبنان

العريضي: أوقفوا انتهاك حرمة الكلمة، واحترموا عقول وكرامات الناس

2021 حزيران 04
لبنان

#الثائر

كتب الوزير السابق غازي العريضي في" الانباء": مؤلم القول: لم يعد ثمة سياسة. وفكر سياسي. وخطاب سياسي. وثقافة سياسية. واحترام للمسؤولية والمواقع في لبنان. ثمة تعميم للتفاهة السياسية. والإنحطاط والمصطلحات الخارجة عن الأدبيات لدى المعنيين بتشكيل الحكومة خصوصاً، وفي تصريحات وبيانات وخطابات وتعليقات عدد من رموز ومسؤولي الأحزاب والتيارات عموماً. جميلة هي المعارك السياسية. ضرورية هي للتعبير عن حيوية السياسة، وحرية الفكر والمعتقد والتعبير والتنوّع، وعن الإيمان الصادق بقضية أو رسالة أو موقف. والأجمل أن نحترم ذاتنا والناس ونحن نتوجه إليهم. الأجمل أن نستخدم لغة العقل والمنطق، وقوة الحجة ونحن نقارع الآخر. الدفاع عن القضايا النبيلة والمحقة والتاريخ والذاكرة والحاضر والموقف والقناعة لا يكون بالعشوائية والغوغائية والشعبوية والشتيمة والصراخ لأن ليس ثمة أحد إلا وبإمكانه أن يمارس هذا الأسلوب.

قوة الإقناع بالهدوء. واللوذعي أو السليط لا يكون انفعالياً أو شتّاماً أو دونياً في موقفه ليصيب خصمه ومن يريد انتقاده ومقارعته وصدّه!!

أذكر مرة وأنا في "صوت الجبل" أكتب تعليقاً سياسياً في اليوم الذي ارتكبت فيه مجزرة بحق الضاحية وذهب ضحيتها أطفال ومواطنون أبرياء وعمّ خراب ودمار كبيران، وبعد وعود من المسؤولين باعطائنا "ما يدهش العالم"، فاستخدمت كلمة "فاجر". مزقت الأوراق أكثر من مرة وأنا أقف عند هذه الكلمة. كنا في حرب. نتخاطب بالمدافع والصواريخ والقنابل والمتفجرات والأفكار، وكنت تحت هول المجزرة وفكرت كثيراً في استخدام تلك الكلمة في يوم كان كل شيئ فيه مباحاً. في النهاية قلتها. ويوم قررت إصدار "كلمات الزمن الصعب" وهي مجموعة التعليقات السياسية، فكرت في شطب الكلمة. لكنني قلت: هي مسجلة بصوتك. وموجودة لدى كثيرين. والأمانة تقضي بإبقائها. ولكن قررت في الوقت ذاته كتابة مقدمة سياسية سردت فيها خلاصة ما تعلّمته وكنت أحرص منذ بداية وعيي السياسي على قياس الكلمة بميزان دقيق، والوقوف عند كل مصطلح وتعبير وأراجع ذاتي وأتعلم من تجاربي وتجارب الآخرين. أقول ذلك لأضيف: ليس مقبولاً ما يجري اليوم. ليس مشرّفاً لأحد في أي موقع كان، رسمي، أو حزبي، أو على علاقة بإدارة شؤون الناس أو توجيههم، أن يتجاوز حدود كرامة الكلمة أو يعتدي على شرفها ومكانتها أياً تكن المبررات. ما سمعناه منذ أيام من مصطلحات "فشرتم" "وطويلة على رقابكم" "أنتم ومن يشد على مشدكم" "لا تنالون من كذا وكذا" ومصطلحات "الأحذية" "والصرامي" وال "تحت الزنار" و"لا تطالون قدم هذا أو ذاك" و"السوقية" و"الوقحة" و"السطو" "على الصلاحيات" و"الفجور" و"محاولات الاستيلاء على الدستور" و"تحريف الأمور" و"المستنقعات" و"الوحول"، إضافة الى "فوضى القضاء" بل "قضاء الفوضى" للأسف وووو... .

كل هذه البطولات والعنتريات وهمية لا قيمة لها ولا تنفع بعد الخطايا التي ارتكبت في الخيارات والقرارات والسياسات والشراكات والشركات يوم كانت ثنائية متماسكة بين المتصارعين اليوم والمتطاولين على الكلمة وحرمتها وعلى السياسة وحرفتها. وهذه هي النماذج والنتائج أمامنا. وعندما وقعت العدائية بينهم نقف أمام أبواب موصدة وآفاقاً مسدودة. ولا مخارج. فأين أولوية لبنان؟؟ وأين قوة لبنان؟؟ وأين قوة الجمهورية؟؟ وأين نبل وعمق رسالة الكبار في مدارسنا السياسية؟؟

خطاب الشتيمة، شتيمة الخطاب. والقوة الحقيقية في الموقع هي قوة الموقف. قوة التواضع والتهذيب والأدب. أما الاندفاع بالخطاب الى التهور ونشر الغسيل الوسخ بما يزيد التلوث والوساخة –مع الاعتذار– فهو الغرق الحقيقي في المستنقعات ووحولها ولا يعطي امتيازاً لأي من اصحاب الشأن المعنيين سوى الشهادة بالتسبب بالمزيد من الكوارث ليغرق لبنان أكثر.

حبذا لو يفكر المعنيون في كل مواقعهم أو الذاهبون في كل مواقفهم نحو مزيد من التهور والتوتر واستباحة كل الأصول والأعراف والقيم، بحجم الخطيئة ومخاطر ما يفعلون ويرتكبون وأية تربية يعممون، مع التذكير بأن مساحيق الدنيا كلها لن تنجح في تنظيف سجلاتهم، وكأن الشياطين قد نفثت على ألسنتهم، وهم بدورهم ينفثون كلماتهم دون وعي أو رادع ضميري!!

ألا أوقفوا انتهاك حرمة الكلمة واحترموا عقول وكرامات الناس!!

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
الذهب... بأعلى مستوى تاريخي!
المزيد
طحين مدعوم غير مطابق للمواصفات؟
المزيد
رؤساء الحكومة السابقون: المبادرة الفرنسية فرصة مهمة يجب العمل على إنجاحها
المزيد
حرائق لبنان ... محمية أرز الشوف تحذر ... وهذه هي خريطة لتوقعات الخطر في اليومين المقبلين
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية