#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بكلِّ صدقٍ نقولُ ونسألُ: ماذا يمكنُ ان يُعمَلَ بعدُ مع هذهِ التركيبةِ وهذهِ السلطةِ؟جرَّبتْ كلَّ شيءٍ،حاولتْ وفشلتْ!
هذا عنادٌ وهذا تعنُّتٌ وهذا أداءٌ غيرُ مسبوقٍ لا في لبنانَ ولا في أيِّ دولةٍ في العالم .
ومع ذلكَ تبقى هناكَ محاولاتٌ. فبعدَ "جلسةِ الرسائلِ" في مجلسِ النوابِ الاسبوعِ الماضي ، هل من خطواتٍ أخرى ؟
رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون سيوجِّهُ كلمةً إلى اللبنانيين .
ماذا ستتضمَّنُ هذهِ الكلمةُ؟ تُرجِّحُ المعلوماتُ أن الرئيس عون سيصارحُ اللبنانيينَ بحقيقةِ تعقيداتِ الأزمةِ الحكوميةِ التي تُشكِّلُ أحدَ الأسبابِ البارزةِ للأزمةِ المعيشيةِ ، وهناكَ احتمالٌ بأن يُسهِبَ رئيسُ الجمهوريةِ في شرحِ اسبابِ خيارِ رفعِ الدعمِ .
***
وقد لا تكتفي كلمةُ الرئيس التي سيوجهها إلى اللبنانيين بالمواضيعِ السياسيةِ ،وتركيزها المحتملِ على الهاجسِ المعيشيِّ ، وتحديداً ملف رفعِ الدعمِ ، فهذا يعني أن الرئيسَ يُولي الملفَ المعيشيَّ أولويةً توازي الملفَ السياسيَّ ،
خصوصاً ان المؤشراتِ ليست مريحةً على الإطلاقِ لجهةِ تضاعفِ أعدادِ العائلاتِ الواقعةِ تحتَ خطِ الفقرِ .
ففي المعلوماتِ أن آخرَ هذا الشهرِ ، أي بعدَ اسبوعٍ تماماً ،
ستتوقفُ المنصةُ الالكترونيةُ التابعةُ لوزارةِ الشؤونِ الاجتماعيةِ عن تسجيلِ العائلاتِ الاكثرِ فقراً والتي تستفيدُ من قرضِ البنكِ الدولي .
لماذا ستتوقفُ المنصةُ عن التسجيلِ؟
لأن عددَ الطلباتِ المقدَّمةِ بلغَ الحدَّ الأقصى وهو 750 ألفَ طلبٍ. ومن اصلِ هذا العددِ سيتمُ قبولُ 150 الفَ طلبٍ ، ما يعني ان 600 الفِ طلبٍ لن تستفيدَ من المساعداتِ ،
وهذا الرقمُ من شأنهِ ان يُشكِّلَ أكبرَ قنبلةٍ اجتماعيةٍ .
هنا الرقمُ لم يعد وجهةَ نظرٍ على الإطلاقِ ، لا بل اصبحَ الهاجسَ الذي ستتوجَّهُ إليهِ كلُّ الأنظارِ . المطلوبُ حلٌ عاجلٌ تساهمُ فيهِ الدولُ المقتدرةِ والمنظماتُ الدوليةُ لأننا إذا اصبحنا بلداً منسياً فوجودنا على الخارطةِ وعدمُ وجودنا هما سيَّانٌ .
والخطرُ ان يُصبحَ بلدنا بلداً منسياً، واردٌ في كلِّ لحظةٍ، فهناكَ ملفاتٌ اقليميةٌ ودوليةٌ استجدتْ وتقدمتْ على الملفِ اللبنانيِّ ،
فحربُ غزَّةَ جعلتِ العالمَ يركِّزُ كلَّ اهتمامهِ على هذا الصراعِ ، وهناكَ مفاوضاتُ فيينا حولَ النووي الإيراني ،
هذا بالإضافةِ إلى جائحةِ كورونا التي تُشغلُ العالمَ كلهُ وتجعلُ كلَّ بلدٍ يهتمُ بنفسهِ .
***
إن اخطرَ ما سيواجههُ البلدُ هو تراكمُ الأزماتِ وغيابُ الحلولِ ،
وحتى لو تشكلتْ حكومةٌ اليوم فماذا ستفعلُ؟
يُخشى ان تكونَ الأزمةُ قد استعصتْ!