#الثائر
كتبت وفاء ابو السعود
«لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها» بهذه الكلمات صرحت المستشارة الألمانية ميركل حيث ابدت تنديدها الواضح و الشديد باستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وأكدت لرئيس الوزراء الاسرائيلي تضامنها و الحكومة الالمانية معهم . وجددت تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات ونددت بإرهاب حماس الصاروخي ضد المدن الإسرائيلية، حيث يموت مواطنو إسرائيل كما قالت ، وان هذا يعطى إسرائيل الحق في حماية مواطنيها والتصرف دفاعا عن النفس .
والسؤال الذي يخطر في بال كل من سمع كلام ميركل ،، كيف تحكمون على الأمور ؟؟ ، و تحت أي معايير تزنون الحقيقه لديكم ، وكيف ترونها في عتمة هذا الظلم الذي تمارسونه بالشراكة مع إسرائيل ؟؟؟
ألا ترون أن للفلسطينيين الحق في الحياة أيضاً؟ ، الم يكن للدم الفلسطيني لديكم أي قيمه؟ هل قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة مباح في فهمكم للقانون الدولي الإنساني الذي وقّعت عليه حكوماتكم ؟ ، ماذا بعد تلك المدارس والمنازل والمستشفيات التي ُتدك في وضح النهار وعلى مراي ومسمع من العالم ؟ ،، وماذا عن أولائك الاطفال الذين لم يحصلوا من هذا العالم سوي على الوحشية الإسرائيلية؟؟ وماذا عن تلك الارواح التي تُزهق ،، وماذا عن تلك الدماء التي ُتراق ،، امام عالم تخلي عن معنى الإنسانيه وآثر أن يزن الأمور بميزان مصالح، لا يعرف للعدل طريق ؟ عالمٌ يُغلق عينيه عن الحقيقة ، ويصمّ آذانه عن تلك الصرخات التي تشق القلوب .
الحقيقة لديكم لها مقاييس خاصه لاتمت للواقع بصلة، وطبقا لأهوائكم فإن كل شيء مستباح في سبيل تحقيق اهداف استعمارية خُطط لها منذ أكثر من سبعة عقود دون كلل او ملل . خطط ممنهجة موضوعه بكل دقه، وتسير بكل نجاح، فلا يكفي ما تمت السيطرة عليه حتى الآن من أراضي وثروات، فلاتزال الاطماع تمتد الى كل شيء حتي يتم تهويد القدس بشكل كامل ، ويتحقق حلم ،، ""لن يكون ""
اليوم ظهرت الحقيقة جليه وبات العالم يعرف جيداً من المعتدي ومن المعتدى عليه، ومن الظالم والمتجبر ومن الشعب المغتصبة حقوقه، ولم يعد بوسع إسرائيل التعمية على الحقيقة وخداع العالم .
لم تكتفي اسرائيل بمصادرة الأراضي، وبناء مستوطنات غير قانونية، وسلب الممتلكات، خلال سبعين عاماً ،، سبعون عاماً من القهر لشعب بأكمله ،، سبعون عاماً من الذل والاضطهاد ، فلم يعد الاحتلال يُمارس جرائم فقط وانما يسعي وبكل قوة لإبادة أصحاب الأرض تحت مظلة و سند الدول الداعمة له على مر الزمان، ووسط تغطيه واضحة ممن يتحد معهم في أفكارهم الهدامة ، التي لا تتوافق مع أي شرع ولا أي دين ولا أي انسانية ،، ولا يخضع لأي معايير أخلاقيه أو إنسانيه أو قانونيه
اليوم تظهر الحقيقه جلية ، فكيف يكون المغتصب صاحب حق ؟؟ وكيف يكون الضحية جلاد ؟؟ ، وكيف يكون صاحب الأض ذليلاً في أرضه ؟
لقد اتحدت قوى الشر بمحاولاتها في وضع حد نهائي للقضيه الفلسطينيه ووأدها ومحوها من قلوب الأجيال وذاكرة الشعوب، حتى تموت وتندثر .
وقامت باشغال كل بلد عربي بشأنه الداخلي، سواء بالصراعات الداخليه والطائفيه والعرقية أو بالإرهاب والانقسامات.
هي تمعن في استفزاز العرب في كل بقاع الأرض من أقصي الشرق إلى أقص الغرب و لاتعلم أنها تُستنهض الهمم وتجمع شتاتهم ليتحدوا في وقت بات قريباً وعندها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
لقد آلمني ما قرأت لأحد الفلسطنين الذي استبدل طفليه بطفلين لاخيه تحسبا انه وفي حال لاقدر الله قُصف احدهما فيبقى نسل كل منهم على قيد الحياة
أي قلوب تحملون في صدوركم ، وإلى أي دين تنتمون ، وعن أي حق تدافعون ؟ تفتح اسرائيل الجروح في صدر كل عربي وبمنتهي الهمجيه. لكن مهما فعلتم ستبقى فلسطين عربية والقدس قبلتنا ، والنصر قادم باذن الله ، لأن قضيتنا عادلة، ونضالنا واجب، ولا شيء أسمى و اشرف من أن يموت الإنسان دفاعاً عن وطنه وأرضه .