#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نريدُ أن نعترفَ للناسِ، نعم، لقد قرِفْنا من الحكي، وتَعِبنا من التحليلاتِ.
فقط نريدُ معرفةَ الحقائق التي أوصلت شعبنا إلى جوفِ جهنّمٍ!
لم يعُد يهمُّنا ما يجري في كواليسِ الأقوياءِ من صفقاتٍ. ولم نعد نتحمّلُ تنظيراً من هنا وتحليلاً من هناكَ عمَّا يُحاكَ للبنانَ في المفاوضاتِ بين الدوَلِ…
فقط، نريدُ أن نفهمَ ماذا جرى ويجري في كواليسِ هذهِ المنظومةِ التي أوصلتنا إلى الجوعِ والذلِّ و"كراتينِ" الإعاشةِ!
وأكثرُ، نُريدُ أن نعرفَ ماذا فعلت حكوماتنا، وكيف تصرَّفَ أصحابُ الدولةِ رؤساءُ حكوماتنا المتعاقبةِ، منذُ عشرينَ عاماً، حتى وصلنا إلى هنا.
فيا أصحابَ الدولةِ، نرجوكم اخرُجوا من حالِ "الخرَسِ" التي تغرقونَ فيها، وافتحوا الأفواهَ لعلَّكم تُفسِّرونَ للمواطنينَ كيفَ أفرغتم خزينةَ الدولةِ، بالاضافةِ الى اموالِ المودعين .
***
نتذكرُ تماماً، في زمن العزِّ والمساعداتِ العربيةِ والدوليةِ، والمشاريعِ المموَّلةِ من البنكِ الدوليِّ، وفي زمنِ "الهندساتِ" العظيمةِ، كانت الدولاراتُ الطازجةُ تتدفَّقُ على البلدِ "مثل الشتي".
وكم طَرِبْنا وأنتم تخبروننا عن عشراتِ الملياراتِ تتكدَّسُ في المصارفِ والمركزيِّ، ومعها احتياطيٌّ من الذهبِ لا تأكلهُ النارُ.
فما الذي جرى، فجأةً، حتى انكشفنا بهذا الشكلِ المريعِ، وصِرنا نتسوَّلُ الدولارَ الواحدَ من أجلِ علبةِ دواءٍ أو ربطةِ خبزٍ أو تنكةِ بنزين؟
يا رؤساءَ الحكوماتِ المتعاقبينَ أنْطقوا:
كيفَ تبخّرتْ الملياراتُ، لعلّنا نفتشُ ونعثرُ عليها!
***
هل كانَ مخطَّطاً لإبقاءِ الدولةِ بلا موازنةٍ،
طوالَ 12 سنةً، حتى تتمَ "إضاعةُ الشنكاشِ" والملياراتِ؟
وهل كانَ مخطَّطاً لتعطيلِ أجهزةِ الرقابةِ والمحاسبةِ والقضاءِ، لتعميمِ الفسادِ وتطييرِ الملياراتِ؟
وهل كانَ مقصوداً إغراءُ الناسِ بفوائدَ عاليةٍ في المصارفِ لإغراقهم ونهبِ مدّخراتهم على حينِ غفلةٍ؟
"الخرسُ" الذي تَغرقونَ فيهِ هو الدليلُ على هذهِ الجريمةِ الفظيعةِ؟
وما الفائدةُ الآن من "النقِّ" الذي نسمعهُ منكم ومن سِواكم، ومن "بيع الحكي" والمزايداتِ على أبوابِ الانتخاباتِ؟
***
المواطنونَ مضروبونَ على رؤوسهم، مخروبةٌ بيوتهم،
فيما منظومةُ الحيتانِ تذرُّ في العيونِ رمادَ "الكابيتال كونترول" والدعمَ والمنصةَ المزعومةَ والبطاقةَ التمويليةَ التي لن ترى النورَ.
أضحكوا على غيرنا، فمَن سيصدِّقُ أن الذين نهبوا الودائعَ ومالَ الدولةِ والشعبِ سيعيدَ الأماناتِ إلى أصحابها، وبالدولارِ،وكيفَ ومن أين؟
كيفَ نصدِّقُ هذهِ المنظومةَ التي تفعلَ كلَّ شيءٍ لتهربَ من الإصلاحِ وتمضي في نهبِ ما تبقّى؟
***
هذا يُسمى إجرامٌ، وهل القتلُ فقط بتصويبِ مسدسٍ؟
إجرامكم قتلُ وطنٍ ودولةٍ وشعبٍ.
ولا نرتجي خيراً في وطننا ما دمْتمْ ممسكينَ بزمامِ أمورهِ.
بإنتظارِ انتفاضةِ شعبنا الأصيلِ من جديدٍ،
هذا الشعبُ الحضاريُّ العزيزُ الذي قمعتمْ ثورتهُ، لم يمُتْ ولنْ يموتَ.
واعرفوا أن اجرامَ نهبكم ربَّحكمْ جولةً تلو الأخرى.
لكن ما من حقٍّ الاّ وسينتصرُ في النهايةِ.
وعسى ألاّ تكونَ طويلةً معكم .