#الثائر
- " الهام سغيد فريحة "
موقفٌ مختصرٌ ، ولكنهُ حازمٌ وحاسمٌ لوزيرِ الخارجيةِ الفرنسي جان إيف لودريان ، كانَ كافياً لأحداثِ شيءٍ من الإرتياحِ للشعبِ اللبنانيِّ ، ولكثيرٍ من البلبلةِ بالنسبةِ الى الطبقةِ السياسيةِ اللبنانيةِ .
يقول لو دريان :"أودُ أن أكرَّرَ القولَ: على المسؤولينَ عن العرقلةِ أن يُدركوا أننا لن نقفَ مكتوفي الأيدي ، باشرنا نقاشاً في إطارِ الاتحادِ الأوروبيِّ حولَ الأدواتِ التي يمكنُ استخدامها "لتشديدِ الضغطِ" على المسؤولينَ المستهدفين".
ونحتفظُ بالحقِّ في إتخاذِ إجراءاتٍ إضافيةٍ في حقِّ كلِّ من يمنعونَ الخروجَ من الأزمةِ، وسنفعلُ ذلكَ بالتنسيقِ مع شركائنا الدوليين".
الاسماءُ التي ستشملها الاجراءاتُ والعقوباتُ الفرنسيةُ ضدَّ لبنانيين يُعرقلونَ تشكيلَ الحكومةِ والتي أعلن عنها وزيرُ الخارجيةِ جان إيف لودريان ستصدرُ هذهِ الليلةَ وستتبعها عقوباتٌ ستصدرُ من دولٍ اوروبيةٍ اخرى مثل المانيا.
كما سنتخذُ إجراءاتٍ مماثلةً بحقِّ المتورطينَ في الفسادِ في لبنان. "
وهذا أهمُ بندٍ أدى الى افلاسِ البلدِ.وهل سنطَّلعُ قريباً على الاسماءِ المعروفةِ لدى الشعبِ ونستعيدُ منهم ودائعنا؟
***
كيفَ يمكنُ قراءةُ هذا الموقفِ المتشدِّدِ ؟
في الظاهرِ:لا اسماءَ،لا مهلَ،لا تواريخَ ... في هذهِ الحالِ،كيفَ يمكنُ التعويلُ عليهِ؟
في عِلمِ الديبلوماسيةِ لا يُقالُ كلُّ شيءٍ ، لكن ما لا يُقالُ أحياناً يكونُ أكثرُ أهميةً مما يُقالُ،
وهذا ما يستدعي تَتَبُّعَهُ للوصولِ إلى حقيقةِ الموقفِ وإلى إكمالِ الـــ PUZZLE ما قالهُ رئيسُ الديبلوماسيةِ الفرنسيةِ .
***
في الكواليسِ ان فرنسا تعملُ مع الاتحادِ الأوروبيِّ على إنشاءِ نظامٍ للعقوباتِ خاصٍ بلبنانَ قد يتضمنُ في نهايةِ المطافِ تجميدَ الأرصدةِ وفرضَ حظْرٍ على السفرِ.
آخرُ همٍّ لدى شعبِ لبنانَ الحضاريِّ فرضُ حظرِ السفرِ، فليسافروا الى جهنمٍ!
وهل جهنمٌ عندهم مَنعُهمْ من السفرِ الى باريس مثلاً؟
وفي الكواليسِ ايضاً "إن قائمةً بأسماءِ المعنيينَ وضعتْ بالفعلِ "!
وليسَ خافياً على احدٍ ان كثيرينَ من المسؤولينَ اللبنانيينَ البارزينَ يملكونَ منازلَ ولهم حساباتٌ مصرفيةٌ واستثماراتٌ في الاتحادِ الأوروبيِّ وفرنسا ويُوفدونَ أبناءهم للدراسةِ في الجامعاتِ هناك، فإن منعهم من ذلكَ يُمكنُ أن يشكِّلَ عقوبةً لا بأسَ بها بالنسبةِ إلى هؤلاءِ .
لكنَ أهمَّ ما كُشِفَ عنهُ أن الاسماءَ التي ستشملها الاجراءاتُ والعقوباتُ سيتمُ الكشفُ عنها قريباً جداً وقد تكونُ المسألةُ مسألةَ ساعاتٍ ربما .
ولن يقتصرَ الأمرُ على فرنسا بل ربما تحذو اكثرُ من دولةٍ اوروبيةٍ حذوَ فرنسا وفي الطليعةِ المانيا ،
وستتبعها عقوباتٌ ستصدرُ من دولٍّ اوروبيةٍ اخرى مثلَ المانيا.
***
حينَ يطَّلعُ اللبنانيُّ على مثلِ هذهِ الإجراءاتِ المرتقبةِ ، يقولُ بينهُ وبينَ نفسهِ وبأسى وبحزنٍ :
لماذا لا تُتخذُ مثلُ هذهِ الإجراءاتِ في لبنانَ أيضاً ؟
فحينَ تكونُ لدى فرنسا " داتا" بالمعرقِلينَ والفاسدينَ ،الاّ تملكُ دولتنا العظيمةُ الداتا ايضاً ؟
بالحديثِ عن معرقِلي تشكيلِ الحكومةِ ، فإن الذينَ يُشاركونَ عملياً في التشكيلِ هُم بينَ بعبدا وبيت الوسط ، فهل هُم المعنيونَ بالعرقلةِ؟ وهل هُم الذينَ تقصدهم فرنسا ،فهل هناكَ معرقلونَ حقيقيون آخرون؟
***
أما بالنسبةِ إلى لائحةِ الفاسدينَ فإنها تطولُ وتطولُ وتطولُ،
والمواطنُ اللبنانيُّ الذي أفلسوهُ بسلبِ اموالهِ وأذلُّوهُ وجوَّعوهُ،على أحرَّ من الجمرِ لكشفهم،
مع ان شعبَ لبنان الذكي يعرفهم اسماً إسماً،
لكنهُ ينتظرُ اللائحةَ رسمياً ،
وباللغةِ الفرنسيةِ وربما الالمانيةِ ايضاً .