#الثائر
نجت نيكول بأعجوبة من انفجار مرفأ بيروت، بعد أن كُسرت عظامها، وقُطع وريدها، ونزفت حتى أشفق عليها قلبها الطري، فأبطأ دفق الدماء، كي تصل إلى المستشفى وفيها شيء من رمق الحياة.
تتكلم عن بيروت وحياتها ومأساتها فيها، بحرقة وغصة تكاد تسحق فيك آخر صلابة، وتكبلك بالحزن والغضب، فيغلبك الدمع وتلويك المرارة. لكنها تضحك رغم الألم والجراح، وعندما يسألونها تقول : «أحب أن أضحك لا احب أن أبكي».
«لا أحب بيروت، وعندما أرى سيارة على جانب الطريق، أخالها ستنفجر الآن»
هذا ما تقوله نيكول! نيابة عن كل اللبنانيين، الذين باتوا يرزحون تحت هاجس الموت على الطرقات، فيما يتنعّم المسؤولون بمواكب حراسة جرارة فاخرة، ويسرح المجرمون ويعيثون بالوطن وأمنه وشعبه، والقضاء أصابه الوهن، فأضحى عاجزاً عن تحقيق العدالة وإحقاق الحق، ولا تكفه الشجاعة حتى لإعلان أسماء المجرمين.
تسعة أشهر انقضت على انفجار المرفأ ولم يصل التحقيق إلى نتيجة، ولم يكشف المجرمين الحقيقيين، ويبدو أنه لن يصل إلى ذلك أبداً، لأنه ممنوع عليه. وحتى الدول الكبرى لم تزود لبنان بصور الأقمار الصناعية، ولم تُسهم في كشف الحقيقة. أفلا يدعو ذلك للعجب؟.
إضحكي نيكول رغم جراحكِ!
فضحكتكِ مبعث أمل، ورصاصة في صدر المجرمين. نريدك أن تضحكي وتبتسمي للحياة، التي ابتسمت لكِ رغم هول ما حصل.
نحن شعبٌ يحب الحياة، وإذا كان للباطل جولة، فللحق الف جولة، وبيروت ستبقى «ست الدني يا بيروت».