#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فَلْنُبسِّطها :
يَسحَبُ المواطِنُ مبلغاً من مالهِ المودَعِ بالدولارِ، على سعرِ المنصَّةِ ( الهرطقةِ ) أي 3900 ليرةٍ لكلِّ دولارٍ أميركيٍّ .
يدفعُ بالليرةِ اللبنانيةِ ثمنَ السلعِ وفي تسعيرةِ السوقِ أي 12 الف ليرةٍ لكلِّ دولارٍ اميركيٍّ .
الفرقُ بين منصةِ المصارفِ و" منصةِ السوقِ " 8 آلاف ليرةٍ في كلِّ دولارٍ ، فإلى أينَ تذهبُ ؟
هل لمصرفِ لبنانَ ؟ هل للمصارفِ ؟
تذهبُ إلى ايٍّ كانَ ولكن بالتأكيدِ ليسَ إلى المودِعِ .
أليسَ هذا هو " الهيركات " ؟ عملياً ، وبهذهِ العمليةِ، تُقتَطَعُ من اموالِ اللبنانيينَ ، في كلِّ سحبٍ ثمانيةُ آلافِ ليرةٍ عن كلِّ دولارٍ:
المودعُ يأخذُ من " دولارهِ " 3900 ليرةٍ، عدا الفائدةِ المصرفيةِ . يُقتَطَعُ منهُ 8 آلافِ ليرةٍ ، فهل هناكَ " نصبةٌ " أكبرُ من هذهِ " النصبةِ " ؟
لو كانَ المواطنُ يدفعُ باللبناني على السعرِ الذي يأخذهُ من المصرفِ ، لكانت الأمورُ بسيطةً ، ولكنهُ "يُذبحُ" مرتين : مرةً من المصرفِ ، ومرةً من اسعارِ السوبرماركت المعتمدةِ على سعرِ صرفِ 12 الفِ ليرةٍ ، في ظلِ فلتانِ الأسعارِ ، فهذهِ قمةُ الظلمِ .
***
السؤالُ الذي يُطرَحُ في هذهِ الحالِ : ما هو الدعمُ ؟
الدعمُ هو مبلغٌ من المالِ تمنحهُ الدولةُ لإبقاءِ سعرٍ منخفضٍ لسلعةٍ معينةٍ ،
ولكن هل يعرفُ المواطنُ من أينَ كانَ ياتي الدعمُ ؟ من اموالِ الناسِ !
كانَ المواطنُ يعتقدُ بأن الدعمَ يأتي من خزينةِ الدولةِ لكنهُ عملياً يأتي من أموالهِ .
كانت الدولةُ تضحكُ على المواطنِ ، تُعطيهِ باسعارٍ منخفضةٍ وتأخذُ شيئاً فشيئاً من ودائعهِ.
ما هذا العقلُ الشيطانيُّ الجهنميُّ المجرمُ ؟
وحينَ وصلتِ الودائعُ الى الحضيضِ ولم يعد موجوداً سوى الأحتياطِ الإلزاميِّ أي ما لا يتجاوزُ 15 مليارِ دولارٍ، دقتْ ناقوسَ الخطرِ .
ولكن يا فاسدي الفسادِ يتمُ دقُّ ناقوسِ الخطرِ عندَ بدءِ الحريقِ لا عندَ نهايتهِ وبعدَ أن يكونَ قد أكلَ الأخضرَ واليابسَ .
نحنُ اليومَ في هذا الوضعِ ، يَدقُّونَ ناقوسَ الخطرِ بعدَ وقوعِ الخطرِ وليسَ قبلهُ .
***
السلطةُ ، بتراخيها واستهتارها وعدمِ تبصُّرها أتاحت هذا "النصبَ" المنظَّمَ بالتكافلِ والتضامنِ بينهم "كلهم يعني كلهم" ،إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليهِ من " شحار وتعتير"
***
ويحدِّثونكَ عن المنصةِ التي سيُطلقها مصرفُ لبنانَ :
من أينَ سيأتي مصرفُ لبنانَ بالدولاراتِ ليُغذي المنصةَ ؟
إذا كانَ من أموالِ المودعينَ ، فحريٌّ بهِ أن يعيدها إليهم لأنهم بكلِّ بساطةٍ هم اصحابها .