#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أقلُ ما يمكنُ ان يُقالَ عن الوضعِ في لبنانَ انهُ " كارثةٌ" ! لماذا ؟
لأنه عندما يُكتَشفُ أيُّ ملفٍّ، "بالصدفةِ" ، تظهرُ الكوارثُ التي تكتنفهُ والتي تدورُ حولهُ ، ومن الامثلةِ :
حينَ كشفت المملكةُ العربيةُ السعوديةُ عن شحنةِ الرمانِ المحشوِّ بحبوبِ المخدِّراتِ ، بدأت تتكشَّفُ تباعاً معاملُ التصنيعِ ،
فهل هي صدفةٌ ان تتكشفَّ هذهِ المعاملُ في غضونِ ايامٍ معدودةٍ ؟
ليسَ الأمرُ كذلكَ بل كلُّ ما في الأمرِ أن كلَّ هذهِ الملفاتِ معروفةٌ، لكن هذهِ " النعمةَ " بدأت تتحوَّلُ على "الحاميين" إلى " نقمةٍ " بعدما إنكشفت سكةُ التهريبِ إلى الخارجِ ، فلم يعد بالإمكانِ تغطيتها ، لكنَ السؤالَ هنا :
هل سيقتصرُ الأمرُ على "صغارِ القومِ" كما يحدثُ في كلِّ مرةٍ ؟
الموضوعُ خطيرٌ جداً.
كانَ يُقالُ إن لبنانَ اصبحَ " كولومبيا الشرق الأوسط " لجهةِ الفقرِ ، اليومَ اصبحَ " كولومبيا الشرق الأوسط " في المخدراتِ .
لا يعملُ هؤلاء التجارِ من دونِ حماياتٍ من كلِّ القطاعاتِ "المتحكِّمةِ برقابنا"، فهذا الذي يَستوردُ ماكيناتِ التصنيعِ والموادَ الاوليةَ ويقيمُ المصانعَ ويؤمِّنُ حمايتها،
مثلُ هولاءِ الأشخاصِ يكونون هُم " القادةُ " الحقيقيون ، فمَن يجرؤُ على المسِّ بهم ؟
***
هؤلاء ليسوا " من مبارح العصر " بل شبكاتٌ منظمةٌ لها امتداداتٌ في الخارجِ ، فلماذا لم يُبتُّ بوضعها وملاحقتها إلاّ اليوم ، وبعدَ فواتِ الأوانِ ؟
ألم يفتْ الأوانُ ايضاً حينَ أنفجرَ مرفأُ بيروت ؟ من خلالِ الشهاداتِ والإفاداتِ ،
الجميعُ كانوا يعرفونَ بوجودِ نيتراتِ الامونيوم ، فلماذا لم يتحركوا الاّ بعدَ وقوعِ الكارثةِ ؟
الموادُ موجودةٌ منذُ أكثر من ستِ سنواتٍ ! فكيفَ بقيتْ على حالها على رغمِ تعاقبِ المسؤولينَ ؟
إستخفافٌ وإستهتارٌ وتمييعُ المسؤولياتِ، وتغطياتٌ وحماياتٌ ، إلى ان وصلنا الى ما وصلنا اليهِ ،
ولكن ماذا ينفعُ بعدَ خرابِ البصرةِ ؟
***
والأمرُ ذاتهُ ينطبقُ على القطاعِ المصرفيِّ :
تطميناتٌ من جهةٍ وتحذيراتٌ من جهةٍ اخرى، الى أن وصلنا إلى ما وصلنا اليهِ :
" كابيتال كونترول " لمنعِ او لضبطِ إخراجِ العملاتِ الصعبةِ ،
ولكن بعد فقدانِ هذه العملاتِ.
منصةُ الدولار من مصرف لبنانَ ولكن بعدَ عدمِ وجودِ الدولار .
***
إنها ملحمةُ وطنٍ وشعبٍ صامدٍ مقهورٍ يُعاني الأمرَّينِ،
كلُّ شيءٍ يأتي متأخراً :
العدالةُ ، والقوانينُ والإجراءاتُ والأَحكامُ .
" العدالةُ المتأخرةُ ليست عدالةً "!
بالاضافةِ... ألم يقلْ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون" أننا ذاهبونَ الى جهنمٍ"!