#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
غادرَ مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ دايفيد هيل بيروتَ، وقد تكونُ آخرَ مهمةٍ ديبلوماسيةٍ لهُ في الادارةِ الاميركيةِ، قبلَ أن تتسلَّمَ خليفتهُ المنصبَ عينهُ وتتسلَّمَ كُراتِ النارِ المشتعلةَ وأبرزها لبنان ...
ومع مغادرةِ هيل بيروت، تعودُ العناوينُ لتزدحمَ من الترسيمِ البحريِّ الى الاصلاحاتِ، الى الحكومةِ، وهذهِ نقاطٌ بحثها لا شكَ الموفدُ الاميركيُّ في بيروتَ مع كلِّ من التقاهم علناً او خارجَ الاعلامِ .
هيل المعروفُ عنهُ عدمُ صداميتهِ، يبدو انه أرخى بظلالِ المهادنةِ على المحادثاتِ التي أجراها، والتي تجلَّتْ بمواقفَ واضحةٍ غيرَ متشنجةٍ وقد تكونُ تعكسُ اتجاهاتِ الادارةِ الاميركيةِ الجديدةِ تجاهَ المنطقةِ... العناوينُ كانت واضحةً:
حكومةٌ مهما كلفَ الامرُ للحفاظِ على الاستقرارِ، ورسالةٌ واضحةٌ بضرورةِ انجازِ الاصلاحاتِ.
ولعلَّ الرسالةَ الأبرزَ التي تبحثُ عن اجاباتٍ هي اللقاءُ على مأدبةِ غداءٍ مع حاكمِ مصرفِ لبنانَ رياض سلامة،
فهل في الاعلانِ عن هذا اللقاءِ رسالةٌ ما للداخلِ والخارجِ، خصوصاً الخارجُ الاوروبيُّ حيالَ مستقبلِ التعاملِ مع حاكمِ المركزيِّ، ولا سيما في ضوءِ التعاملِ الاعلاميِّ والقضائيِّ معهُ،
إن في لبنانَ او في اوروبا...
ومع هذهِ الرسالةِ، لا بدَّ من الاشارةِ الى توقيتِ اطلاقِ منصةِ مصرفِ لبنانَ امس مع الصرافين والمصارفِ لضبطِ سعرِ صرفِ الدولار...
فهل سينجحُ ذلكَ وكيفَ، وما كلفتهُ من احتياطيِّ مصرفِ لبنانَ الذي سبقَ وحذَّرَ الحاكمُ من مخاطرِ المسِّ بهِ وفي الوقتِ نفسهِ بعثَ برسالةٍ الى الحكومةِ للتنبيهِ ولاستيضاحِ الطريقِ حولَ الدعمِ او عدمهِ...
***
وفي الانتظارِ... ما هي الخلاصاتُ مما جرى حولَ تعديلِ مرسومِ الترسيمِ البحريِّ؟
وهل كنا في حاجةٍ الى أفخاخٍ يرسمها أفرقاءُ السلطةِ فيما بينهم،
لفحصِ كميةِ السيادةِ في دمِ هذا وفي دمِ ذاكَ؟
عملياً... كيفَ سنتعاملُ مستقبلاً مع أيَةِ اعمالِ حفرٍ تقومُ بها اسرائيلُ في المساحاتِ التي أضيفت حسبَ التعديلِ في المرسومِ؟
هل ستتجرأُ اسرائيلُ على البدءِ بالحفرِ وكيفَ سيكونُ ردُّنا؟
واذا لم يتمَ التوقيعُ على التعديلِ في مجلسِ الوزراءِ مجتمعاً فما هو مصيرُ هذا المرسومِ؟
فهل نحنُ اليومَ امامَ تعديلٍ معلَّقٍ بانتظارِ جلسةِ مجلسِ وزراءِ تصريفِ اعمالٍ، أم بانتظارِ حكومةٍ ستولدُ ولا نعرفُ متى.
وأيُّ مسؤولٍ سيتجرَّأُ على التراجعِ متراً واحداً عن المساحاتِ التي أضفناها الى مرسومِ التعديلِ؟
وهل تعليقُ المرسومِ او عدمُ توقيعهِ من قبلِ الرئيسِ عون كان ينتظرُ محادثاتِ هيل حتى يُبنى على الشيءِ مقتضاهُ؟ وما علاقةُ ذلكَ بالعقوباتِ على البلدِ وسياسييهِ وعلى مستقبلِ الحكومةِ ؟
***
واستطراداً هل ما جرى على صعيدِ الترسيمِ وما يجري على صعيدِ الحدودِ البحريةِ مع سوريا،هل كانَ كلُّ ذلكَ الى جانبِ الحكومةِ في صلبِ محادثاتِ الحريري في موسكو؟
وكيفَ سيتعاملُ الحريري مستقبلاً مع هذا التعديلِ في حكومتهِ اذا شُكِّلت لا سيما ان البعضَ يعتبرُ اننا أصبحنا من جديدٍ امامَ شبعا بحريةٍ جديدةٍ...
فأيُّ بيانٍ وزاريٍ وأيُّ عباراتٍ سيتمُ أنتقاؤها تفادياً للاحراجاتِ التي لن ننتهي منها..
هذا اذا أفترضنا ان هناكَ حكومةً. ولكن من أين ستأتي هذهِ الحكومةُ طالما ان العصي لا تزالُ في الدواليبِ...
وحده المواطنُ ينطبقُ عليهِ ذلكَ القول:" اللي بياكل العصي مش اللي بعدها".
وحدهُ المواطنُ يدفعُ الثمنَ يومياً ذِلاًّ وقهراً وجوعاً..
أعتدنا هذا الاسبوع على استذكارِ الصلاةِ..
لا بأسَ بالاعادةِ...
يا ربُّ .. خلصنا...