#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
...وشعبُ لبنانَ الحضاريُّ المظلومُ والمقهورُ،
يتلقفُ منكم كلَّ كلمةٍ عبَّرتمْ بها،
عن غضبهِ وصُراخهِ وآلامهِ وغصةِ نعمةِ عيشهِ في الساحاتِ وفي التظاهراتِ وفي الإعتصاماتِ ،
المهمُ فخامةَ الرئيسِ ميشال عون قلتم المحظورَ الذي لا أحدَ يجرؤ على قولهِ او حتى البوحِ بهِ .
***
كلُّ ما يريدهُ شعبُ لبنانَ الحضاريُّ هو محاسبةُ كلِّ مَنْ مدَ يدهُ منذُ 25 عاماً،
نعم 25 سنةً ، على مالِ الدولةِ ومالِ الشعبِ ومالِ جيوبنا ومالِ حياتنا ومالِ واقعنا ومالِ مصيرنا ،
نعم، نريدُ ما صرَّحتم بهِ بالأمسِ وما ردَّدناهُ منذُ سنواتٍ طوالٍ ، نريدُ جنى عمرنا ...
إنما الشعبُ الأصيلُ لا يريدُ كبشَ محرقةٍ ولا يريدُ أن " يذهبَ الصالحُ بجريرةِ الطالحِ " ، الشعبُ الحضاريُّ يريدُ الفاسدينَ جميعاً ،
من مطلعِ تسعينياتِ القرنِ الماضي ، مَن تَسلَّمَ المسؤولياتِ، سواءٌ في السلطةِ التنفيذيةِ، وفي كلِّ الإداراتِ الرسميةِ ، وكلَّ وزراءِ المالِ والذين فرَّطوا بواجباتهم القانونيةِ وكلَّ من استغلَ مرافقَ واداراتِ الدولةِ .
***
اليومَ لم يعد الشعبُ اللبنانيُّ البطلُ الصامدُ،
يهمهُ أحدٌ ولا ينظرُ إلى أحدٍ وليسَ مهتماً بأحدٍ ،
الشعبُ اللبنانيُّ،
يريدُ منكم.. ميشال عون الجنرال..
ان تُستردَّ لهُ اموالهُ ، يريدُ حقهُ ، يريدُ ودائِعَهُ، يريدُ حقوقَ أبنائهِ وأحفادهِ ، يريدُ حَقَهُ حتى آخرِ قرشٍ.
***
فخامةَ الرئيس ، قلتم كلمتكم بالأمسِ ،
وقلتمْ ما يقولهُ الشعبُ اليأئسُ، البائسُ، المُحبَطُ، الموجوعُ، المنهوبُ، وما يريدهُ وما يسعى إليهِ .
فثورةُ 17 تشرين قامت بشعارِ " كلن يعني كلن".
من أجلِ أدنى حقوقِ الناسِ المدنيةِ المشروعةِ . سواءٌ بالإنتفاضاتِ أو بالإعتصاماتِ ، عندما ضاعت عليهم أدنى حقوقهم المصيريةِ والاجتماعيةِ .
نعم نريدها .
كيف ؟ هنا محورُ القضيةِ .
إذا تمَ تحميلُ المسؤوليةِ وتحديداً لشخصٍ واحدٍ،علماً أننا كتبنا صفحاتٍ وصفحاتٍ تعليقاً وجهرنا بادائهِ.
لكن للحقِّ وللضميرِ، المسؤوليةُ تقعُ دونَ مواربةٍ على كلِّ الطبقةِ السياسيةِ الفاسدةِ،
الذينَ من جيوبنا ومن خزينةِ الدولةِ، اصبحوا من اصحابِ ملياراتِ الدولاراتِ، وكانوا ما كانوا وتعرفهم فخامةَ الرئيس فرداً فرداً،
ونحنُ واثقونَ مما يطلبهُ الشعبُ الحضاريُّ: المحاكمةُ والمحاسبةُ للجميعِ دونَ استثناءٍ .
***
نحنُ معكم "جنرال عون " ، لأنكم ستُحاسبونَ كلَّ موقعٍ وإدارةٍ ووزارةٍ ومديريةٍ، تحتاجُ إلى تدقيقٍ جنائيٍّ :
من قضيةِ التلزيماتِ في مجلسِ الإنماءِ والإعمارِ إلى ملفِ الفيول إلى ملفِ باخرتي الكهرباء ، إلى ملف الاتصالاتِ ومبنى تاتش في وسط بيروت إلى ملفِ التوظيفاتِ .
جنرال عون،
لقد فتحتمْ ملفَّاً كبيراً يشكِّلُ زلزالاً لا بل بُركاناً يقذفُ حِمَمَهُ ،
لكنَ المهمَ النتيجةُ:
أن نجدَ المتورطينَ بالفسادِ والهدرِ ونهبِ الملايينِ بل ملياراتِ الدولاراتِ،
وراءَ قضبانِ السجونِ.
جنرال عون ،
إنها أفكارُ الشعبِ اللبنانيِّ الحضاريِّ ، الذي جسَّدتمْ آلامهُ، عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ في كلمتكم المعبِّرةِ .
وضعتمْ اليدَ على الجرحِ الذي ينزفُ منذُ 25 عاماً والذي أدمى الوطنَ حتى الهلاكِ.
لكن الأهميةَ الكبرى تبقى في التنفيذِ،
واستطراداً لتمتلىءَ السجونُ،
وإن لم تَسعْ، فهناكَ الفنادقُ المتعثِّرةُ الفارغةُ،
لاستيعابِ خاطفي أرواحِنا!.