#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل " سَلكَ " الحيادُ الذي طرحهُ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ؟
من المخاطرةِ الإجابةُ بنعمٍ أو لا ، لكنَ مسارَ الأمورِ يُفضي إلى المعطياتِ والمؤشِّراتِ التاليةِ :
بدأت شخصياتٌ فكريةٌ وسياسيةٌ ، مستقلةٌ وتنتمي إلى أحزابٍ وتياراتٍ تناقشُ هذا الطرحَ بصوتٍ مرتفع سواءَ في المنتدياتِ أو على شاشاتِ التلفزةِ ( وأحدثُ هذه النقاشاتُ كان على شاشةِ محطةِ OTV الناطقةِ باسمِ التيارِ الوطني الحر ،
بينَ وزيرِ الاعلام السابق ملحم رياشي احد"عرَّابي" تفاهمِ معراب، وبين المحامي كريم بقرادوني القريبِ من رئيسِ الجمهوريةِ والذي أنهى إعدادَ كتابٍ عنهُ.
الحيادُ ، إذاً ، لم يعد مجرَّدَ طرحٍ اكاديميٍّ يُعطى كمادةٍ في اختصاصِ العلومِ السياسيةِ وانظمةِ الحكمِ ، بل اصبحَ طرحاً جدياً من طروحاتِ المستقبلِ السياسيِّ للبنان ،
فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لم يتقدَّمْ بهذا الطرحِ إلاّ بعدَ ان رأى كلَّ الطرقِ مقفلةً خصوصاً في ظلِ الصراعِ الإقليمي والدولي على أرضِ لبنانَ وتحديداً بين الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ وإيران ،
وهذا الصراعُ لا تُعرَفُ نهاياتُهُ ، سلبيةً أو إيجابيةً ، في ظلِ المفاوضاتِ الجاريةِ راهناً بينَ الطرفين في فيينا برعايةٍ أوروبيةٍ . الهوةُ مازالت عميقةً بينَ الطرفينِ بدليلِ أن المفاوضاتِ لا تجري على طاولةٍ واحدةٍ بل كلُّ طرفٍ يقيمُ في طابقٍ في المبنى حيثُ تجري المفاوضاتُ ، ويتنقلُ الوفدُ الأوروبي بينهما .
إذا كانَ هذا هو المشهدُ في فيينا ، وإذا كانَ تشكيلُ الحكومةِ في لبنانَ ينتظرُ تَبلورَ المفاوضاتِ سلباً أو إيجاباً، فمَن مِن اللبنانيينَ سيكونُ قادراً على البقاءِ على قيدِ الحياةِ.
لهذا السببِ يطرحُ الكاردينال الراعي الحيادَ ، فلو كانَ لبنانُ اليومَ على الحيادِ ، لَما كانَ عليهِ ان ينتظرَ أن تنتهي المفاوضاتُ بين الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ وإيران لمعرفةِ ما سيؤولُ إليهِ الوضعُ اللبنانيُّ .
***
حرامٌ ان يبقى هذا الوطنُ وهذا الشعبُ رهينةَ مصالحِ الدولِ الكبرى :
هذه سويسرا تعتمدُ الحيادَ، حتى أنها ليست في الإتحادِ الأوروبي ، " فمين قرَّب صوبها " ؟ هذهِ النمسا تعتمدُ الحيادَ ايضاً ، فهل يتدخلُ معها احدٌ ؟
***
لبنانُ عالقٌ بين دولٍ لها تاثيرٌ ومصالحَ عندنا ، فإذا استمرَ نظامهُ على هذا المنوالِ ، سيبقى يدفعُ الثمنَ في كلِّ مرةٍ .
أما إذا كانَ نظامهُ حيادياً فيُفترضُ الاّ يتأثَّرَ بأيِّةِ أزماتٍ خارجيةٍ ،
ويُفتَرَضُ ايضاً ألاّ يتدخلَ في أيَّةِ ازماتٍ خارجيةٍ ،
لأن الدولَ الصغرى غالباً ما تدفعُ الثمنَ قبلَ الكبرى ، وهذهِ هي حالُ لبنانَ .