مقالات وأراء

ثلاثة أخطار تهدد لبنان

2021 نيسان 02
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "**

لم تعد أزمة لبنان محصورة بمكافحة جائحة كورونا، وتأمين اللقاحات، أو الخلاف على مقعد وزاري ، أو عدد وزراء الحكومة، أو الانتخابات النيابية الفرعية ، أو إقالة حاكم مصرف لبنان والانتقام منه ، أو من غيره من الموظفين. لقد بات لبنان يواجه ثلاثة أخطار كارثية، قد تنسف وجوده بشكل كامل، وتجعل مصيره كمصير سفينة «التايتنيك» الغارقة على أنغام رقصة الموت الأخيرة لركابها، وفقاً لتوصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري.

لا شك أن الخطر الأول هو اقتصادي، فحجم الأزمة التي تستفحل كل يوم، في ظل غياب كامل للسلطة، وجشع التجار، واستباحة المهربين للحدود وتفلّتهم من أي رقابة، وبلطجة المصارف ، ومضاربات الصرافين، وحالة الخوف والهلع لدى المواطنين الذين فقدوا ثقتهم بهذه الطبقة السياسية بالكامل، كل ذلك بات يُنذر بالتحوّل إلى النموذج الفنزويلي، لجهة انهيار كبير لسعر العملة الوطنية، يؤدي إلى تفشّي الفقر والجوع والفوضى، فيزول لبنان الدولة، ليسود بعد ذلك منطق الأمن الذاتي في كل منطقة وقرية وحي .

الخطر الثاني: هو ما سمعناه بالأمس عن عودة الإرهاب، ومحاولات دخول عناصر من داعش إلى لبنان، فهذا الخبر ليس عابراً في هذا الوقت بالذات، خاصة مع الكلام عن عودة آلاف المقاتلين من ليبيا إلى سوريا. فمن المعروف أن هناك فئات لبنانية غارقة ومتورطة في المأزق السوري ،وإذا أضفنا ذلك إلى حالة الفقر والجوع ، سيُشكّل لبنان بيئة ملائمة وحاضنة لنمو الحركات الأصولية والإرهابية ، خاصة في ظل هذا الوجود الكبير للنازحين واللاجئين، من فلسطينيين وعراقيين وسوريين وغيرهم ، والوضع المتدهور من حولنا، وتشابك المصالح الدولية.

أما الخطر الثالث :والأكبر: فهو انحلال السلطة في لبنان ، وخطر تفكك الدولة. ففي ظل هذا الانقسام الحاد بين الأفرقاء اللبنانيين، والخلاف على معظم القضايا الأساسية، حتى بات متعذراً الحوار فيما بينهم، أصبح من غير الممكن تسيير شؤون الدولة ، وباتت الوزارات والمؤسسات والمرافق العامة كلها مشلولة، وغير قادرة على القيام بواجباتها.

الكل يزايد، والغالبية تحاول التنصل من المسؤولية، وربما البعض بات ينتظر الانهيار الكبير، أملاً بكسب بعض الشعبية ،وزيادة حصته في انتخابات تشغل باله، وهي قد لا تحصل أبداً اذا ما استمر التدهور والانهيار.

سمعنا الكثير من الشروط والشروط المضادة، وتقاذف التُهم والمسؤوليات بالتعطيل، ولكن في الحقيقة لم يعد كل ذلك مهماً ولا يشغل بال اللبنانيين، ولا مَن معه الحق ومَن سينتصر على مَن، فالشعب يبحث عن لقمة عيشه وأمنه واستقراره ومستقبل ابنائه، بعيداً عن الخطابات الرنانة للمسؤولين ، وإطلالاتم التلفزيونية المملة، وتغريداتهم المملوءة بالتحريض والحقد والضغينة.

لقد شكل بيان الخارجية الفرنسية بالأمس، جرس إنذار أخير للمسؤولين اللبنانيين، هددهم بالضغط والعقوبات، ودعاهم إلى التصرف بمسؤولية، لانقاذ الشعب والوطن، الذي بات في مواجهة خطر الزوال والتفكك، فهل سيستيقظ ضمير هؤلاء؟ أم سيبقى في سبات، بانتظار تحقيق انتصاراتهم الوهمية، والتمترس خلف شعارات الطائفية والقوة المزعومة، والعناد والمخاصمة ؟

**رئيس التحرير

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
فلنصبرْ… وستمرُ "الكورونا المالية والاقتصادية"!
المزيد
دريان: التضامن العربي مع لبنان يحفز على انتخاب رئيس بأسرع وقت
المزيد
قائد الجيش: يجب فهم الواقع السياسي وتحليله تمهيداً لاتخاذ القرار كما في ملفّ ترسيم الحدود البحرية
المزيد
إيران: مستعدون لمساعدة لبنان في استثمار نفطه وغازه
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية