#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الانفجارُ البركانيُّ يكشفُ تورُّطَ "الجميعِ"، لأنهم جميعهم مسؤولونَ ولو بدرجاتٍ متفاوتةٍ عن هذا الأنهيارِ.
رؤساءٌ ، وزراءٌ ، نوابٌ ، إداراتٌ ، اجهزةٌ قضائيةٌ .
وليُسأل أيُّ واحدٍ ممن سبقَ ذكرهم :
ماذا فعلتم لوقفِ الأنهيارِ منذُ ثلاثِ سنواتٍ ؟
عملياً لا شيءَ ،كانوا يتفرجونَ عليهِ لأنهم كانوا يتوهمونَ أن الأنهيارَ لن يصلَ إليهم ، لأنهم "مرسملين " وزيادة.
***
الأنهيارُ كتسونامي ، لا يمكنُ ان يَضربَ منطقةً ويستثني اخرى ( إذا كانتا متجاورتين ) ، كما هي الحالُ في لبنان وبين اللبنانيين .
وقعَ الأنهيارُ فتحمَّلوا المسؤوليةَ، الشعبُ يعرفكم واحداً واحداً، فلا تتلطُّوا خلفَ أيِّ شيءٍ.
***
اليومَ وقعَ الأنهيارُ ولم يعد بمقدورِ أحدٍ توقيفهُ او الحدِّ من كدماتهِ .
وأهمُ شيءٍ في هذا التسونامي ان لا يكونَ يحملُ أيَّ إستثناءٍ ، فإذا حملَ استثناءً واحداً فهذا يعني ان المشروعَ كلهُ يكونُ قد ضُربَ .
***
هل من قيامةٍ من هذا الانهيارِ، بالطبعِ هناكَ امكانيةٌ ولكن شرطَ البدءِ بالمعالجةِ .
وصلَ البلدُ إلى الأنهيارِ الكبيرِ ، فماذا بعدُ ؟
ان المعالجةَ لا تبدأُ من الناسِ بل من الطبقةِ السياسيةِ التي هي قبل غيرها قد تسببت بكلِّ ذلك :
أفقروا الشعبَ بعد ان أمَّنوا كلَّ اموالهم في الخارجِ، وضربوا كلَّ مكوناتهِ فما هو المنتظرُ منهم بعدَ ذلك ؟
***
ان الطريقةَ الوحيدةَ لأعطاءِ شيءٍ من الأملِ للناسِ يكمنُ في ان يروا ان هذه الطبقات السياسيةَ قد بدأتْ تسقطُ الواحدةَ تلو الاخرى. وحين يبدأ هذا السقوطُ يكونُ الشعبُ قد بدأ يستعيدُ عافيتهُ ويأخذُ حقهُ ولو بالحدِّ الأدنى .
هذا أملُ كلِّ لبنانيِّ مقهورٍ لكن اذا حَكَّمْنا عُقولنا نقولُ علينا الصبرُ على الصبرِ كي يرحلوا.
***
ما لم يحدثْ هذا الأمرُ سنبقى ندورُ في حلقةٍ مفرغةٍ .
من يُحاسبُ مَنْ، مِنْ كلِّ الطبقةِ السياسيةِ،
لأن المحاسبةَ كالعدالةِ ، إذا وصلتْ متأخِّرةً فإنها لا تحققُ اياً من أهدافها لا بل تُصبحُ عبئاً .
***
وما نشهدهُ من دخولٍ إلى متاجرَ ومستودعاتٍ ما هو إلا بدايةُ الترياقِ ، وسنصلُ إلى يومٍ يَدخلُ فيهِ الناسُ إلى كلِّ المتاجرِ والمستودعاتِ من دونِ استثناءٍ، وهي بدايةُ العقابِ على جشعِ التجارِ،ومن جهةٍ اخرى عدمِ وجودِ وزيرٍ للاقتصادِ يُحاسَبُ ويُحاسِبُ وتُلجَمُ الاسعارُ الجنونيةُ.
كلَّ ذلكَ يترافقُ مع بعضِ سيناريوهاتٍ عن توقيفاتٍ وما شابهَ ، هذهِ السيناريوهاتُ لا تَرقى إلى مستوى الوقائعِ إلا بعد أن تتحققَ ،
وما قبلَ ذلك ، ضغطٌ فوقَ تراكمِ الضغوطِ لمزيدٍ من إنهيارِ البلدِ.