#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إلى أينَ تُريدونَ الوصولَ بهذهِ السقوفِ العالية حضراتِ الحكَّامِ المتحكِّمين بنا، وإلى أينَ تأخذونَ البلدَ؟
مَن يسمعُكم "تتمرجلونَ"، يُصدّقُ أنكم فعلاً تُمسكونَ بقراركم، وأنكم أنتم مَن يقرِّرُ مصيرَ البلدِ، فيما البلدُ "سارحة والربُ راعيها".
بفضلِكم، البلدُ متروكٌ للقوى الخارجيةِ لتقرِّرَ له كلَّ شيءٍ. "يذهبُ العاشقُ ويأتي المشتاقُ" لمساعدتنا. وكلهم يَفشلونَ بسببكم؟
يَخرجُ الفرنسيُّ من البابِ، ليَدخلَ الروسيُّ من الشبّاكِ... فيما الجميعُ نائمونَ على ورقةِ مفاوضاتٍ قد تجري أو لا تجري بين واشنطن وطهران.
إذا كانَ تشكيلُ الحكومةِ يستلزمُ "هيئةَ أممٍ"، فكيفَ الحالُ في معركةِ رئاسةِ الجمهوريةِ التي بدأتموها باكراً جداً، وبأسلحةٍ من العيارِ الثقيلِ؟
***
أنتم المرتاحونَ على أوضاعكم، تتمتعونَ بالرفاهيةِ والنفوذِ والمالِ الذي تمَّ تخزينهُ أو تهريبهُ، "لِلولدِ ووَلدِ الوَلدِ"،
هل سمعتمْ يوماً بـ"البطونِ الخاويةِ"؟
أنتمْ الذينَ تختلفونَ على جنسِ المساعداتِ وقرضِ البنكِ الدوليِّ لمواجهةِ "الكورونا"، هل تسمعونَ صرخاتِ الفقرِ والجوعِ والتشرُّدِ؟
أكثرُ من ذلكَ، هل تظنّونَ الشعبَ اللبنانيَّ ساذجاً إلى هذا الحدِّ، عندما تصدرُ أرقامُ الإصاباتِ بـ"الكورونا" متراجعةً، فيما التلقيحُ لم يَشمل سوى بضعِ مئاتٍ أو آلافٍ من الطاقمِ الطبيِّ؟
ألهذهِ الدرجةِ صارَ الناسُ في أدغالِ سلطتكمْ، وأنتمْ عنهم غافلونَ؟
نقولُ لكم، وبصدقٍ، في الأدغالِ،
عندما تُحشَرُ الكائناتُ وتُصبحُ ضحيةً لشريعةِ الغابِ، تستشرسُ النحلةُ وتتحوَّلُ وكرَ دبابيرٍ… فَحَذارِ!
***
يتفرجُ اللبنانيونَ على زعمائهم يتباهونَ بأصواتهم العالية:
الرئيس عون يقول عن الحريري كلاماً "أبيض على أسود"، فيردُّ عليهِ بالألوانِ الطبيعيةِ "سيكام". وأما باسيل فقد طمأنَنا إلى ردِّهِ العاصفِ يومَ الأحدِ.
في الظاهرِ، هو "تقويمُ كلامٍ" عن الثلثِ المعطِّلِ وصيغةِ الــ 18. ولكن، في العمقِ، وبلا لفٍ ولا دورانٍ، إنها معركةُ الرئاسةِ: جبران أو لا جبران؟
قد يكون مُبكِّراً جداً إيجادَ جوابٍ. ولكن، بينَ الجميع، وقَفَ السيد حسن نصرالله وحسمَ موقفَ الحزبِ: لا ثُلثَ معطِّلاً ولا صيغة 18.
***
العيونُ شاخصةٌ على معركةِ الرئاسةِ في خريفِ العامِ المقبلِ، لكن الهمسُ بدأ يعلو عن "تطييرِ" المعركةِ النيابيةِ في الربيعِ.
يُقالُ في الكواليسِ إن طبخةَ الانتخاباتِ ستكونُ واحدةً، ولن يتقرَّرَ مصيرُ واحدةٍ إلا مع الأخرى.
يعني هذا أن الانتخاباتِ كلها قد تُصبحُ في مهبِّ الريحِ، ومعها الدولةُ والمؤسساتُ.
وحتى ذلكَ الحينِ، لا أحدَ يبدو مهتمّاً بالبلدِ أو مستعداً لسماعِ صُراخِ الناسِ.
***
هذه المرّةُ سيكونُ الوجعُ كبيراً. وذوو "البطونِ الجائعةِ" لن يتحمَّلوا التفرُّجَ شهوراً أخرى، بل عاماً وأكثرَ، على هذا الإذلالِ.
والشعبُ الأصيلُ الصامدُ لم يعد لديهِ ما يخسرهُ. فأموالهُ مسروقةٌ، وأعمالهُ معطَّلةٌ، وأولادهُ يتسكَّعونَ في بلادِ الغربةِ، والمستقبلُ غامضٌ. فما الذي يمكنُ أن يخافَ عليه؟
تذكَّروا أن هذا الشعبَ الذي كفرَ بكلِ شيءٍ سيفاجئُ الجميعَ، وسيفرضُ الحلولَ لأنهُ على حقٍّ، ولأن "صاحبَ الحقِّ سلطانٌ".