#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عافاكمْ اللهُ ، أدليتمْ بما أدليتمْ بهِ، عَلا صراخكم على بعضكم البعض ، تبادلتم الإتهاماتِ واحياناً الشتائمَ ، وفي المساءِ جلستمْ أمامَ الشاشاتِ تتفرجونَ على أنفسكم، والأطايبُ أمامكم ممَّا لذَّ وطابَ ، فيما المواطنونَ بمعظمهم " ناموا بلا عشا ".
***
لا احدَ منكم " بيعتل" هَّم الكهربا والمي والبنزين والمازوت والدواء وحتى اللقاحَ كلُّهُ متوافرٌ ، وما صُراخكم سوى مسرحياتٍ لشدِ عصبِ ناسِكم ، " العترة عالمواطنين " الذينَ يشعرونَ بان العدَّ العكسيَّ قد بدأ لنفادِ الأدويةِ وشحِّ الموادِ الغذائيةِ ورفعِ الدعمِ .
***
بِربِكّمْ ، ماذا استفدنا من سجالاتكم ؟
لا شيءَ !
الرهانُ عليكم جميعاً... سَقطتمْ " السَّقطةَ المُريعةَ" .
كلُّ صُراخِكم ناجمٌ عن أن الخارجَ باتَ " آخر همهِ " ماذا تفعلون ، وكلما صرختمْ اكثرَ كلما أصمَّ آذانهُ أكثرَ ... لا يريدُ ان يسمعَ بِكمْ .
المعادلةُ باتت واضحةً ، لا حلولَ بالمدى المنظورِ إذا لم ينكفئ كلُ مَنْ يشكلونَ الطبقةَ السياسيةَ في كلِّ المواقعِ الوزاريةِ والنيابيةِ والحزبيةِ والتياراتِ ،
الخيارُ هنا والقرارُ هنا ، فماذا يقررُ المواطنونَ، وماذا يختارون ؟
لم يعد هناكَ مجالٌ للتردُّدِ والخوفِ :
إما المواطنونَ وإما الطبقةُ السياسيةُ .
فهذهِ الطبقةُ تُحب الفولكلور ، والفولكلورُ منها براءٌ .
تصل 28 الف جرعةِ لقاحٍ ( تكفي لـــ 14 ألف مواطن من أصل 6 ملايين مواطنٍ ونازحٍ ولاجيءٍ ) فيُعلَن أنه يومٌ تاريخيٌّ وانتصارٌ عظيمٌ،
باللهِ عليكمْ هل انتم لكم يدٌ ببراءةِ اختراعِ اللقاحاتِ؟
أم الادمغةُ اللبنانيةُ المنتشرةُ التي سمحت لها الظروفُ ان تُهاجرَ وتبرُزَ وتَلمعَ، بدلَ الموتِ معكم على البطيء.
" يا عمي عن ايِّ انتصارٍ عم تحكو ؟ " أموالُ اللقاحِ من البنكِ الدوليِّ .
الدفعةُ الاولى من اللقاحاتِ بالكادِ تكفي الجسمَ الطبيَّ والممرضينَ والممرضاتِ وبعضَ كبارِ السنِ ، فهل هذا هو الإنتصارُ ؟
واللهِ عيبٌ ! بالكادِ تستطيعونَ تأمين الكهرباءِ للبراداتِ التي سيوضَع فيها اللقاحُ الذي يحتاجُ إلى 70 درجةٍ تحتَ الصفرِ،هل أمنَّتمْ هذا " الإنجازَ "؟.
لكن تذكَّروا ان دولاً في المنطقةِ تكادُ أن تُنهي عمليةَ التلقيحِ لمواطنيها وللمقيمين على ارضها.
أنتمْ طبقةٌ سياسيةٌ سَقطتمْ "السَّقطةَ المُريعةَ" بأعينِ المواطنينَ.