#الثائر
أقيمت قبل ظهر اليوم مراسم تشييع الناشط لقمان سليم ، أمام النصب المقام في حديقة دارة والده محسن سليم في الغبيري في حضور سفراء وشخصيات سياسية واعلامية ودينية من مختلف الطوائف وافراد العائلة والاصدقاء.
بداية تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم صلاة على راحة نفسه تلاها الاب جورج صدقة اعتبر فيها "ان دمه هو فداء عن شعب لبنان المظلوم ونبراس للحرية ونور يهدي من يعيشون في الظلمة لا سيما هؤلاء الذين انتهكوا حرية الانسان والذين بأنانيتهم لا يحترمون حقوق الانسان ولا يقبلون بالحوار ولا بالرأي الآخر"، داعيا اياهم "للعودة عن غيهم والتوبة الى الله لينير عقولهم ويلين قلوبهم فيعرفون الحق ويتذوقون المحبة ويعيشون السلام الحقيقي".
بعد ذلك تلا احد رجال الدين الشيعة دعاء لروح سليم، طالبا له الرحمة، مذكرا بمزاياه وخصاله الطيبة. واعتبر انه "أضحى شهيدا، وهو صاحب فكر ايماني عميق بأبعاده الاخلاقية والاجتماعية والانسانية بعيدا من كل المستثمرين في الاديان". وعاهد بأن لقمان سليم "لن يموت فينا وسيبقى شعلة في سماء لبنان حتى بناء دولة الحق والقانون".
الوالدة
بعد تلاوة مجلس حسيني عن روح الفقيد وترتيلة الأم الحزينة وترتيلة اخرى باللغة السريانية، ألقت والدة الفقيد سلمى مرشاق كلمة العائلة، توجهت فيها الى الشباب اللبناني بالقول: "إن كنتم تريدون وطنا عليكم ان تستمروا بالمبادىء التي استشهد لقمان من اجلها وان تقتنعوا بها. الحمل ثقيل عليكم، اقبلوا فكرة الحوار ومنطق العقل لخلق وطن يستحقه لقمان. ابتعدوا عن السلاح الذي لا يفيدنا فقد أضاع ابني"، مبدية استعدادها "للمساعدة على تأسيس بلد يليق بالشعب اللبناني ويليق بلقمان".
السفير الالماني
وقال السفير الألماني اندرياس كندل: "التقيت لقمان مرتين فقط والمرة الأخيرة في هذه الحديقة ومن ثم تناولنا العشاء في هذا المنزل. خسارته هي خسارة شخصية لي، أعزي زوجة الفقيد ووالدته وشقيقته وشقيقه. نتذكر لقمان من خلال اعماله وانجازاته، التي شاركته بها عائلته، فأغنت الثقافة في هذا البلد من خلال المعارض والاعمال المسرحية". ودعا الى عدم نسيان ما حصل الاسبوع الماضي، مشددا على "ضرورة معرفة الحقيقة والحاجة الى تحقيق شفاف".
السفيرة الاميركية
من جهتها توجهت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى عائلة سليم واصدقائه بأشد تعابير التعزية، مؤكدة انها "فخورة ان تقف اليوم بينهم لايصال تعاطفها معهم بشكل شخصي". وقالت: "لقد خسرنا وصعقنا بفقدان شخصية عظيمة بسبب هذا العمل الوحشي غير المقبول والذي لن ننساه".
اضافت: "اليوم انا حزينة مثلكم، وسفارتي التي امثلها واعضاؤها تشاركني هذا العزاء والحزن"، مثمنة دور الراحل في "خدمة شعب لبنان وحريته والتي يجب الا تخضع للخوف ولا للعنف".
وشددت على "ضرورة الوصول الى حقيقة من ارتكب هذه الجريمة الشنيعة"، وتعهدت "بالاستمرار في دعم المؤسسات التي انشأها"، مبدية الفخر بهذه العملية التشاركية. وقالت: "ذكراه ستخلد فينا وسنستمر في اطلاق رؤيته".
السفيرة السويسرية
وقالت السفيرة السويسرية مونيكا كيرغوز: "من لا يعرف تاريخ لقمان سليم لن يفهم الحاضر ولن يعرف كيف يخطط للمستقبل، سويسرا خسرت صديقا وسنحرص على أن العمل الذي كان يقوم به سيتواصل". واشارت الى ان لقمان وزوجته بدآ كتابة تاريخ لبنان منذ 5 سنوات، وان سويسرا شريكة معهما من خلال دعمهما".
خلف
بدوره، ألقى نقيب المحامين ملحم خلف كلمة قال فيها: "نحن نتصف بالتنوع وهذا هو غنى لبنان. الاختلاف ليس خلافا، واختلاف الفكر هو غنى لكل من يرقى الى مستوى ترتقي به القيم داخل لبنان والتطاول على هذه القيم في لبنان، لان لبنان الرسالة قد يسقط من خلال سقوط هكذا قيم. لذلك علينا ان نلملم فقط جراحنا، بل ان نعود الى ذواتنا ، الى ذوات الكيان والجمهورية التي تجمع كل هذه الاختلافات".
وتابع: "أعتقد ان الرأي والرأي الآخر هما كنز لبنان الذي نريده. لا يمكن إقصاء الآخر، الكلمة لا تسقط بالرصاص ولا بالجريمة ولا بالعنف، وكلنا نعلم هذا الموضوع. اليوم علينا جميعا عدم الانزلاق نحو هذا الجحيم، علينا ان نتوقف امام ضمائرنا لحماية بعضنا البعض. أمام مثل هذه الكوارث التي يسقط فيها او يهدر فيها دم ابرياء، علينا ان نستعيد الحرب البغيضة التي لا يمكن ان نعود اليها، يجب ان نجنب كل بلدنا وأهلنا وأجيالنا الصاعدة هكذا دماء".
واكد ان "المطلوب اليوم هو العدالة، فهي التي تسمح بوقف هذا الجنوح غير المقبول لإسقاط القيم، قيم الإختلاف ضمن الوحدة في لبنان".
وردا على سؤال عن الثقة بالقضاء واذا كانت العدالة مضمونة في لبنان، أكد نقيب المحامين ان "المطلوب من القضاة ان يكونوا امام الامتحان الدائم، وهو امتحان امام الرسالة وامام القسم، لا تسقطوا العدالة لان اسقاطها هو ظلم آخر وجريمة كبرى. المطلوب اليوم ان نثق بقضاتنا المطلوب منهم ان يثقوا بأنفسهم قبل كل شيء".
وردا على سؤال عن مطالبة العائلة بتحقيق دولي، قال النقيب خلف: "في حال لم نعد نثق بأنفسنا سقط كل شيء، سقط الكيان والأمل وسقطت إمكان الانتقال الى ما نحلم به من بلد ومن قيم. امام هكذا جريمة علينا ان نعود الى انفسنا ونطالب بالعدالة، وهذه العدالة من قضاة لبنان، وهذه المسؤولية تقع عليهم".
وفي الختام تلقت العائلة والاصدقاء تعازي الحضور.