#الثائر
بدأ الزوار في الفاتيكان بزيارة متاحف الفاتيكان الشهيرة ولو اقتصر الأمر على الإيطاليين دون الأجانب، بعد قرابة ثلاثة أشهر من الإغلاق تحت تأثير جائحة كورونا. وكانت إدارة المتاحف قد أعلنت في وقت سابق أنها ستعيد فتح أبوابها الاثنين بعد إغلاق دام 88 يوما بسبب قيود فيروس " كورونا ".
وفتح الموقع المشهور عالميا "كابيله سيستينا"، أبوابه للجمهور السبت الماضي، مع إلزامية حجز التذاكر مسبقا لزيارات محددة زمنيا، كما تفيد التعليمات التي نشرت على موقع المتاحف.
من جهة أخرى، يتهيأ الفاتيكان للاحتفال في الثاني عشر من شباط الجاري بالذكرى السنوية التسعين لأول رسالة إذاعية وجهها البابا بيوس الحادي عشر قائلا "اسمعي أيتها السماوات". شكل هذا الحدث ولادة إذاعة الفاتيكان برغبة من هذا البابا الذي أسند المهمة إلى غوليالمو مركوني، وأشرف على المشروع الكاهن اليسوعي جوزيبه جان فرانشيسكي كأول مدير للإذاعة.
في إطار الاستعدادات لإحياء هذه المناسبة، كتب المدير العام السابق للإذاعة الأب فدريكو لومباردي مقالا نشرته مجلة Civiltà Cattolica، فأكد أن "رسالة "إذاعة الفاتيكان" كانت في غاية الوضوح منذ البداية: أن تكون اداة في خدمة البابا الذي يعلن الإنجيل على العالم، ويدير شؤون الكنيسة الكاثوليكية في مختلف أصقاع الأرض". كتب لومباردي: "إذاعة الفاتيكان أبصرت النور في الثاني عشر من شباط من العام 1931، بالتزامن مع نشأة دولة حاضرة الفاتيكان. وكانت المحطةُ الإذاعية التي بناها ماركوني متقدمة تكنولوجيا في ذلك الزمن، وكانت قادرة على القيام بخدمة الإذاعة والتيليغراف بشكل مستقل تماما عن المملكة الإيطالية. وكان صوتها يصل إلى القارات كافة بفضل الموجات القصيرة، ما سمح للكاثوليك في مختلف أنحاء العالم أن يسمعوا صوت البابا للمرة الأولى".
ولفت الى أن "الثلاثينيات كانت مطبوعة بالأنظمة التوتاليتارية، وكان الكثير من الأشخاص يتطلعون بثقة إلى الكنيسة الكاثوليكية". وقال: "اقتضت الضرورة أن تبث الإذاعة بلغات مختلفة لتوجه وتعضد الكاثوليك المقيمين في القارة الأوروبية. كما نمت المؤسسة من حيث مضامين البرامج التي كانت تقدمها للمستمعين. وبدأ الكهنة اليسوعيون المنتشرون حول العالم بالتعاون مع الإذاعة في عملية تحرير المقالات وتقديم النصوص، واكتسبت أهمية كبرى البرامج باللغة الألمانية.
خلال الحرب العالمية الثانية كانت الإذاعة نقطة مرجعية بالنسبة للكنيسة التي عانت من تلك المأساة الرهيبة. فنددت بالعنف وحاولت الوقوف إلى جانب الضحايا ومن قاوموا الحرب، وقدمت للجميع بصيص أمل".
وتناول لومباردي الرسائل الإذاعية العديدة التي وجهها البابا بيوس الثاني عشر خلال سنوات الحرب، مشيرا الى أنها "كانت تلقى آذانا صاغية في أوروبا كلها. وكان صوت البابا يعلو على كل الأطراف المتنازعة، ويطالب بالعدالة والسلام".
ولعب راديو الفاتيكان دورا في عملية البحث عن المدنيين والعسكريين المفقودين والمعتقلين وسعى إلى التواصل مع عائلاتهم. وأوضح لومباردي أن "إذاعة الفاتيكان حاولت مرافقة عملية إعادة الإعمار المعنوية والروحية في البلدان التي دمرها الصراع مع أن كتلة أوروبا الشرقية سرعان ما وقعت تحت نير الأنظمة الشيوعية وعانت الكنيسة من الاضطهاد في العديد من الدول. وكان راديو الفاتيكان القناة الوحيدة لإيصال صوت البابا إلى المؤمنين الكاثوليك في تلك المناطق مع أن الاستماع إلى الإذاعة كان محظورا في العديد من البلدان وكان يعاقب عليه بالاعتقال أو حتى بالإعدام".