#الثائر
كتب المحامي كميل طانيوس يقول:
في لبنان نوعان من الجرائم ،
الاول فردي يرتكب لدافع شخصي وتنتهي التحقيقات فيه الى كشف الفاعل خلال ايام معدودة ويصير فيه الفاعل على كل شفة ولسان ويُشهّر به على كل منبر وشاشة وتتبارى الاجهزة في لعب ادوار البطولة وتتبارز في ادعاء الفوز بقصب السباق وكشف الحقيقة،
والثاني سياسي يرتكب خدمةً لمشروع واحدٍ معروف الوجه والانتماء والهوية ولا تصل فيه التحقيقات الى نتيجة ويمكن معه الجزم سلفاً بتواني الاجهزة عن كشف الفعلة وتقديمهم الى القضاء وبعجز القضاء عن تحقيق العدالة ووأد الحقيقة في ادراج النسيان،
فيما الفاعل ظاهر ومعروف ويجول ويصول ويتهدد ويتوعد ويبعث برسائل القتل والموت والتصفية والاغتيال لترهيب مناوئيه وترويع معارضيه وقمع قادة الرأي والقول وتدجين من لم يرتدع من الناس، وتوقيعه موسومٌ على أجساد ضحاياه،
وهذا النوع من الجرائم لا يستهدف قتل انسان بل قتل وطن، ولا يرمي الى استيفاء حق بل إخضاع شعب واستتباع كيان،
فلا تتوقعوا ابداً من الدولة الخاضعة والاجهزة الخانعة والقضاء المحكوم بالسياسة ان يقبضوا على الفاعل،
وإن شئتم ان تعلموا من قتل لقمان سليم ، فاعلموا ان جريمة تصفيته هي من تلك الجرائم التي لا يتوقع معها الكشف عن الحقيقة، وأن من قتله هو نفسه من قتل بالامس جو بجاني ومن قبله منير بو رجيلي وسمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي وكل الذين نادوا من قبل بالحرية فسقطوا ضحاياً لها، وجاهروا بالحقيقة فهُدرت دمائهم على مذابحها، وطالبوا بالانعتاق من الهيمنة فجعلت منهم درساً لمن لم يفهم وعبرةً لمن يعتبر،
وثقوا ان القاتل هو من اراد بالقتل والاغتيال والتصفية وإهدار الدم ان يواصل هيمنته ويزيل خصومه من طريقه كي يفرض نهجه وينجح خطته ويحقق مشروعه، فنجح وكان له من اراد،
وان نحن اردنا غير ذلك، فيجب ان ندرك جميعاً شعباً ومواطنين وقيادات وأحزاباً حرة، ان الصمت والمسايرة والتحفظ والمواربة لن تنجح في كبح جماح هذا المشروع الشيطاني، وأن الساكت عن الحق شيطاناً أخرس، وانه لم يعد هناك مفر من رفع الصوت والجهر بالحقيقة والتصويب على مكمن العلة والتصدي لها والوقوف في وجهها ومواجهتها ومجابهتها في كل المحافل والميادين الى ان يكتب لنا النجاح، والا فعلى الدنيا ولبنان السلام.