#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما الشعبُ اللبنانيُ لا يعرفُ من أينَ تحاصرهُ الكوارثُ ولعلَّ اخطرها كورونا وسطَ انهيارِ القطاعِ الصحيِّ والطبيِّ وانكشافِ العجزِ الرسمي عن تأمينِ العلاجِ واللقاحِ.
تأتي مساعداتُ البنكِ الدوليِّ والتي تتجاوزُ المئتين وستةً واربعينَ مليون دولار لتضعَ اللبنانيين هذهِ المرة وبشكلٍ حزينٍ وبائسٍ امامَ الحقيقةِ الموجعةِ.
اموالٌ ستوزّعُ على مئةٍ وخمسينَ الفَ عائلةٍ لبنانيةٍ تحتَ خطِّ الفقرِ... تُضافُ الى المساعداتِ التي قرّرتها حكومةُ حسان دياب للعائلاتِ المحتاجةِ وقيمةُ كلِّ حصةٍ منها اربعمئة الف ليرةٍ لبنانية.
786 الف لبناني ولبنانيةٍ سيستفيدونَ من هذهِ المساعداتِ النقديةِ التي تصلُ الى مصرفِ لبنانَ بالعملةِ الاجنبيةِ ويصرفها البنكُ المركزيُ للافرادِ المعنيينَ بالليرةِ اللبنانيةِ على سعرِ صرفٍ حوالي 6500 ليرة لبنانية.
مما يحرمُ اللبنانيينَ من العملةِ الصعبةِ ولكنهُ في الوقتِ نفسه يعززُ احتياطهُ بالعملاتِ الصعبةِ .
عملياً تتلقّى الاسرُ المؤهَّلةُ مساعدةً شهريةً قدرها مئةُ الفِ ليرةٍ للفردِ الواحدِ بحدٍّ اقصى 800 الف ليرة لبنانية للاسرةِ بالاضافةِ الى مبلغٍ ثابتٍ قدرهُ مئتا الف ليرة لبنانيةٍ للاسرةِ الواحدةِ وذلك بموجبِ بطاقاتٍ مسبقةِ الدفعِ...
***
هذا ما وصل اليهِ اللبنانيونَ، ربعُ الشعبِ تحتَ خطِّ الفقرِ في 2021، بدلَ ان يُلاقي الشعوبَ التي تعبرُ الى الحداثةِ والتطوّرِ،
ها هو لبنانُ بعدَ مئةِ عامٍ يعودُ اجيالاً الى الوراءِ ويسيطرُ الفقرُ والوباءُ والجوعُ والعتمةُ على الناسِ فيه فيما تغمرُ الشوارعَ النفاياتُ، وتتكدّسُ الملفاتُ العالقةُ ولا املَ ببتِّ ايٍّ منها طالما لا حكومةَ في المدى القريبِ ومجلسُ النوابِ يشرِّعُ غبَّ الطلبِ وحسبَ الطوارىءِ.
هل على اللبنانيينَ ان يسامحوا ويغفروا لمن اوصلهم الى هنا؟ هل، على سبيلِ المثالِ، على اللبنانيينَ ان يسامحوا السلطةَ التي تتحكّمُ برقابهم لانها تأخرت بتأمينِ اللقاحِ او اللقاحاتِ اليهم لدرجةٍ سيكونُ لبنانُ آخرَ بلدٍ يتلقى اللقاحاتِ في العالمِ في وقتٍ تتكدسُ جثثُ الموتى من جراءِ كورونا في براداتِ المستشفياتِ العاجزةِ والمفلسةِ والمتعثِّرةِ..
***
لبنانُ، من جامعةِ الشرقِ ومستشفى الشرقِ وسويسرا الشرقِ ومصارفِ الشرق وجمالِ الشرقِ، الى اسوأِ بلدٍ في الشرقِ الاوسط..
هي الحقيقةُ الموجعةُ التي علينا ان نتقبّلها والتي على اللبنانيينَ ان يُحاكموا من اوصلهم اليها...
ولعلَّ الاسوأَ مع تسلُّمِ الادارةِ الاميركيةِ الجديدةِ الحكمَ في واشنطن هذا الاسبوعُ ما ينتظرُ لبنانَ من اشنع.
فمراكزُ الدراساتِ الاميركيةِ تتحدثُ عن ان اغلبيةَ الخُلاصاتِ التي خرجتْ بها كتوصياتٍ للادارةِ الاميركيةِ الجديدةِ تذهبُ، فيما يتعلقُ بلبنان، الى ضرورةِ الاستمرارِ بتصعيدِ الضغوطاتِ على الافرقاءِ المعرقلينَ مسيرةَ الدولةِ بما في ذلك زيادةُ العقوباتِ.
بغضِ النظرِ عن الازمةِ الماليةِ في لبنانَ او حتى بغضِ النظرِ عن ايِّ مبادرةٍ ديبلوماسيةٍ اقليميةٍ، اضافةً الى ضرورةِ عدمِ التعاملِ مع ايِّ حكومةٍ تضمُ بشكلٍ مباشرٍ او غيرِ مباشرٍ او تتأثرُ بشكلٍ مباشرٍ او غيرِ مباشرٍ بجهاتٍ معاديةٍ لسياسةِ واشنطن.
ويضافُ الى ذلكَ عدمُ زيادةِ المساعداتِ لاعادةِ البناءِ والنموِّ في لبنانَ، إن الثنائية منها مع لبنان او في اطارِ مؤتمراتٍ دوليةٍ.
***
وتتابعُ مراكزُ الدراساتِ توصياتها لتدعو واشنطن كادارةٍ جديدةٍ للاستمرارِ بممارسةِ الضغوطِ على الاتحادِ الاوروبي لتصنيفِ هذه الجهاتِ معاديةً لها.
ولعلَّ الاخطرَ فيما تتحدثُ عنهُ مراكزُ الدراساتِ في توصياتها الى الادارةِ الاميركيةِ الجديدةِ هو امكانيةُ تعليقِ المساعداتِ للجيش اللبناني، اذا استمرَ الوضعُ على حالهِ في لبنانَ مع عدمِ استبعادِ فيتو اميركي للتمديدِ لقواتِ الطوارىء الدوليةِ جنوباً في آب 2021... وصولاً الى عدمِ استئنافِ مفاوضاتِ الترسيمِ البحريِّ بين لبنان واسرائيل في 2021 انطلاقاً من ان الموقفَ اللبناني تبدّلَّ...
هذا هو مشهدُ الاشهرِ المقبلةِ الآتيةِ...
هل من سيناريو اسوأَ وابشعَ مما وصلنا اليهِ؟