#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الوقتِ الذي كانت فيه الطائراتُ الاسرائيليةُ تحلِّقُ بوقاحةٍ كاملةٍ وعلى علوٍّ منخفضٍ في سماءِ لبنانَ كانَ المؤتمرُ الصحفيُ للنائب جبران باسيل الذي كسرَ كل القواعدِ واطلقَ المخيِّلةَ لسيناريوهاتٍ كثيرةٍ ليس آخرها اعتذارُ الرئيس الحريري عن تشكيلِ الحكومةِ الا اذا اراد الحريري الاحتفاظَ بورقةِ التكليفِ الى ما لا نهاية.
عملياً، الحملةُ العنيفةُ التي اطلقها باسيل ضد الحريري وحلفائهِ والادانةِ العنيفةِ، لكل السياسات التي انتهجها الحريري الاب والحريري الابن، قطعتِ الأملَ في ايٍ وساطةٍ قد يستأنفها غبطةُ البطريرك الراعي او الجانبُ الفرنسي ..
حجمُ الشرخِ كبيرٌ، فكيف يمكنُ لرئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون ان يستمرَّ بانتظارِ رئيسٍ مكلّفٍ ادانهُ رئيسُ اكبرِ تكتلٍ مسيحيٍ داعمٍ لرئيسِ الجمهورية.
وكيفَ يمكنُ لسعد الحريري ان يُشكِّلَ حكومةً وفقَ المفاهيمِ والمعاييرِ التي اطلقها باسيل والتي تتنافى تماماً مع روحيةِ ترشيحِ الحريري نفسهِ لرئاسةِ الحكومةِ.
***
لكنَ الكلامَ الخطيرَ وبعيداً عن الحائطِ المسدودِ امامَ ولادةِ الحكومةِ هو ما اطلقهُ باسيل حولَ جريمةِ مرفأ بيروت،
أدان عملياً المسارَ القضائيَّ للملفِ لكنه فتحَ البابَ واسعاً حولَ اسئلةٍ خطيرةٍ تلتْ ما قاله وليد جنبلاط منذ ايامٍ .
كيفَ وصلتْ هذهِ الموادُّ الى بيروت منذ سبعِ سنواتٍ!
ومَن ادخلها ومن استعملَ الالفي طنٍ من النيتراتِ؟
نعم، الجديدُ الخطيرُ هو استعمالُ هذه الالفي طنٍ من النيتراتِ، فمن الذي استعملها، وكيف خرجتْ من عنبر رقم 12 ولصالحِ مَن، وبتسهيلٍ مِن مَن؟
اضافةً الى ذلك، القنبلةُ التي فجَّرها باسيل هي عندما قال:
انه تمَ تفجيرُ الموادِّ عندما بدأتْ تتفتحُ الاعينُ على وجودها في المرفأ.
***
انطلاقاً من هنا نحن امام فرضيتين:
ما سبقَ ان قالهُ سليمان فرنجيه بشكلٍ غيرِ مباشرٍ، واكد عليهِ جبران باسيل ايضاً بشكلٍ غيرِ مباشرٍ، ان المتفجرات هي لدعم المعارضة السورية منذ اندلاع الثورة .
اما الفرضيةُ الثانيةُ فهي تسهيلُ فريقٍ اخر ادخالَ هذه النيتراتِ الامونيوم لاستعمالها في دحرِ الارهابِ في سوريا ولاعتباراتٍ اخرى.
***
فهل يتجرَّأُ القضاءُ اللبنانيُ على كشف المحظورِ بين هاتين الفرضيتين!!.
أم يتمُ الاكتفاءُ بالاهمالِ الذي ادّى الى الانفجار.
***
نحنُ الشعبُ "المضروبُ" والمستسلمُ لقدرهِ يتلقى الضربةَ وراءَ الضربةِ واخرها ما سمعهُ من حاكمِ مصرفِ لبنانَ حولَ تعويمِ سعرِ صرفِ الليرةِ رغم انه وضَّح الامرَ في اليومِ التالي .
***
ولعلَ انتظارَ الشعبِ الحضاريِ المرهقِ ما سيؤولُ اليهِ التحقيق، وكيف سيتعاطى القاضي صوان في المرحلةِ المقبلة!
وبانتظارِ كيف سيتعاطى سعد الحريري مع التطوراتِ الاخيرةِ المستجدةِ.
وكيفَ سيردُّ؟هل يعتذرُ؟
وقد صدرَ عن تيار المستقبل ردٌ سريعٌ يقولُ فيه: انه يتركُ للشعبِ اللبناني تصديقَ الوزير باسيل او عدم تصديقهِ ، فنحنُ كتيارٍ لن ندخلَ في مهاتراتٍ سياسيةٍ لا تأتي بالبلادِ بلقاحٍ ضد الكورونا، ولا اعادة العجلة الاقتصادية الى مسارها الصحيح ولا اعادة اعمار بيروت والتعويض على المنكوبين من انفجار المرفأ.
وما زالَ الجوابُ الاسرعُ للشعبِ اللبنانيِّ الحضاري:بئسَ المصيرُ...