#الثائر
شهد مبنى الكونغرس الأمريكي، مشاهد صادمة أثارت دهشة العالم في مناسبات عدة، ليس أولها ما حدث أمس الأربعاء تزامنا مع جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أكدت فوز الديمقراطي جو بايدن .
وكانت حشود من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقتحموا المبنى حتى بلغوا القاعة حيث اجتمع النواب والشيوخ لعرض نتائج التصويت والتصديق عليها، مثيرين فوضى وهلعا في المكان، أدى إلى وقف الجلسة وإجلاء النواب على عجل، تاركين خلفهم وثائق ومتعلقات شخصية.
وتدخلت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وأطلق الرصاص، ولم تنتهي أحداث الشغب إلا بعدما وجه ترامب نداءه إلى مناصريه، بالتوقف والعودة إلى البيوت.
ورغم غرابة المشاهد التي تثير اليوم استنكاراً أمريكيا وعالمياً، إلا أن الأجواء لم تكن هادئة على الدوام داخل الصرح التشريعي الأمريكي، حتى إن قاعاته شهدت مشادات واعتداءات بين أعضاء الكونغرس أنفسهم.
حقل الدماء
وفقا لموقع "the nation"، طرحت المؤرخة جوان فريمان، كتاباً مصوراً في الأسواق عام 2018، ناقشت خلاله مجريات تلك الحقبة تحت عنوان "حقل الدماء: العنف في الكونغرس والطريق للحرب الأهلية"، ففيما يتعلق بمسألة العبودية، وصلت المشاحنات بين ممثلي الشعب أحياناً أن يرفع أحدهم سلاحه في وجه معارضه، إذ إن النائب بريستون بروكس من ولاية ساوث كارولينا اعتدى على السيناتور تشارلز سومنر من ولاية ماساتشوستس بأداة صلبة على الرأس، كادت تقتله عام 1856، بعد أن عارض الأخير قانوناً يترك لبعض الولايات الحق في التصويت المحلي على مسألة العبودية، وتعرض لبعض زملائه أثناء الخطاب بالسب.
مشهد مؤسف ومخز
ويوثق الموقع الرسمي لمجلس النواب الأمريكي نزاعاً آخر حول القضية ذاتها، نشب بين ويليام تشرشويل وويليام كولوم الممثلين لولاية تينيسي، إذ أدى احتدم النقاش بينهما داخل قاعة المجلس في أحد أيام شهر يونيو من عام 1854، إلى انفعال الأخير، ليقفز من مكانه في اتجاه خصمه تشرشويل، الذي مد يده في تلك اللحظة إلى جيبه لرفع مسدسه، إلا أن النائب بيرتون كريج ممثل نورث كارولاينا أمسك بيده ومنعه من استخدام سلاحه، في واقعة وصفتها الصحافة آنذاك بأنها "مشهد مؤسف ومخزٍ".
إطلاق نار
وفي حادث عنف آخر، حاول الرسام العاطل ريتشارد لورانس إطلاق النار على الرئيس أندرو جاكسون في جنازة في يناير 1835، لكن الرصاصة فشلت في الخروج.
قنابل وغاضبون
أما خلال القرن العشرين فقد تحولت دفة العُنف إلى حوادث أكثر دموية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عام 1998، إذ شهدت قاعات الكونغرس اضطرابات وحوادث عنيفة شتى، ما بين زرع قنابل منزلية الصُنع احتجاجاً على بيع الولايات المُتحدة للسلاح، مثلما حدث في عام 1915 من قِبل أستاذ جامعي، وحتى إطلاق الرصاص على ممثلي الأمريكيين اعتراضاً على السياسات الاقتصادية والخارجية.
فخلال الحرب العالمية الأولى، زرع أستاذ جامعي يدعى إيريك مونتر، قنبلة في غرفة استقبال مجلس الشيوخ، في يناير 1915 وانفجرت قرب منتصف الليل لكنها لم تسفر عن إصابات.
وفي عام 1947، أطلق عضو سابق بقوات تأمين المبنى النار على سيناتور ولاية أوهايو، جون دابليو بريكر، بعد أن خسر الأول أموالاً استثمرها في شركة صُفيت بالولاية.
أما في مارس عام 1954، فأطلق 4 أفراد ينتمون للحزب القومي البورتوريكي النار على أعضاء مجلس النواب احتجاجاً على ضم الولايات المُتحدة لبلادهم قبل عقود وعلى خلفية مطالبات بالاستقلال وفقاً للموقع الرسمي لمجلس النواب، الأمر الذي أسفر عن إصابة 4 نواب ومحاكمة المنفذين.
تفجير
وفي عام 1971، تعرض مجلس الشيوخ لتفجير في دورات المياه امتدت آثاره لستة غرف أخرى، وأعلنت منظمة "weather underground" (الطقس تحت الأرض) مسؤوليتها عن التفجير، ردًا على نشاط الولايات المتحدة العسكري في كمبوديا، وذلك وفقاً لما أوردته "نيويورك تايمز".
وفي عام 1983 انفجرت قنبلة في الجناح الشمالي للمبنى، لكنها لم تُحدث إصابات، واتُهم على إثر الواقعة 7 أشخاص وصفوا أنفسهم بأنهم أعضاء في منظمة شيوعية مسلحة، إلا أن 3 منهم فقط أقروا بكونهم مذنبين بشكل رسمي.
سبوتنيك -