#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا أعرفُ كيف ابدأُ بالكتابةِ في اولِ ايامِ السنةِ الجديدةِ، مع قرّائي سواءٌ في لبنانَ او في الدولِ العربيةِ الشقيقةِ ولاسيما الخليجيةِ منها ، فالوضعُ إلى مزيدٍ من التدهورِ في لبنان ، وهو يتدحرجُ بسرعةٍ إلى درجةٍ يمكنُ معها القولُ : لم تعدِ المعالجاتُ الداخليةُ تنفعُ ، صارَ المطلوبُ معالجاتٍ من الخارجِ على كلِ المستوياتِ ، ليس فقط الغذائي والمعيشي والاقتصادي والمالي والنقدي بل على المستوى السياسي وربما أكثر من ذلك .
***
ولنبدأ بالملفِ الأكثرِ خطورةً ، وباءُ كورونا : الإصاباتُ في لبنان بهذا الوباءِ أعلى بكثيرٍ من الأَعدادِ التي تصدرُ يومياً . الأعدادُ تصدرُ استناداً إلى فحوصات الــ PCR التي تُجرى ، ولكن كم من الإصاباتِ مازالت خارجَ العدّادِ لأن اصحابها لم يُجروا فحوصاتٍ بعد ؟ الخطرُ في ما يجري ان الكثيرينَ ممن يحملونَ الفيروس مازالوا منتشرين بيننا، وحين يُجرونَ الفحوصاتِ يبدأُ البكاءُ وصريرُ الأسنانِ ولكن بعد فواتِ الأوان .
بهذا المعنى يبدو الإقفالُ المدروسُ مطلوبٌ بقوةٍ ، ولكن لا بدَ من التنبيهِ إلى أن التجمعاتِ العائليةَ هي على درجةٍ كبيرةٍ من الخطورةِ حيث أظهرتْ الإحصاءاتُ أن 70%من الإصاباتِ ناتجةٌ عن التجمعاتِ العائليةِ .
***
مع كلِ الإجراءاتِ ، فإن وضع كورونا ينتقلُ إلى المرحلةِ الكارثيةِ .
الصفةُ الكارثيةُ لا تنطبقُ فقط على كورونا بل على مسألةِ الدعمِ ورفعِ الدعمِ .
حتى من دونِ قرارٍ فإن الدعمَ سيُرفَعُ تدريجاً بقوةِ الأمرِ الواقعِ ، والأمرُ الواقعُ هنا شحُّ الدولارات ، فما دام الدولار غيرُ موجودٍ فما نفعُ البحثِ في هذا الملفِ ؟ لقد كانت تجربةُ الدعمِ سيئةً جداً فاستفاد منها كثيرٌ من التجارِ ولم تستطع وزارةُ الإقتصادِ ضبطها .
***
ماذا يمكن أن نقولَ لشعبِ لبنانَ الحضاري؟
سهلٌ القول : تشبثوا بارضكم . تشبثوا بوطنكم . تشبثوا تشبثوا تشبثوا ... ولكن التشبثَ يحتاجُ إلى مقوماتِ صمودٍ، فمن أين تأتي ؟
لا صمودَ داخلياً من دونِ دعمِ خارجي ، ولنبدأ بأبسطِ الامور :
لو لم يأتِ عددٌ من المغتربين ، ويصرفوا fresh mony ولو لم يُرسِل عددٌ من المغتربين fresh mony ألى عائلاتهم ، لكان الوضعُ على ما هو عليه من سوءٍ ، لكن هذه الموجةَ امتدت لعشرةِ ايامٍ على ابعدِ حدٍ ، وبعدها ماذا سيحدث؟ سنعودُ إلى ما كنا عليهِ من " فقرٍ وتعتيرٍ " .
***
قرائي الاحباءَ الاوفياءَ ،
لاحظتمْ في كلِ ما تقدم ان لا ذِكرَ للسلطةِ التنفيذيةِ، هل تعرفونَ لماذا ؟ لأنه لا وجودَ للسلطةِ التنفيذيةِ . وفي احسنِ الاحوالِ هناك سلطةٌ مشلولةٌ : فلا حكومةَ تصريفِ الأعمالِ المستقيلةَ الفاشلةَ اساساً قادرةٌ على القيامِ بأي شيءٍ ، ولا الرئيسُ المكلّفُ الشيخ سعد الحريري في يدهِ ايُّ شيءٍ ، ولا رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون بعد الطائف له صلاحياتٌ مطلقةٌ وبالتالي ليس قادراً على فعلِ أيِّ شيءٍ ،
وإذا لم يكنْ هذا شللٌ، فكيفَ يكونُ الشللُ ؟