#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ماذا عسانا نقولُ، في آخرِ مقالٍ من العام 2020؟
هل نقولُ: كانَ عامَ الشّؤمِ والفقرِ والجوعِ؟
أو عامُ خيبةِ الشبابِ الذين انتفضوا في 17 تشرين الأول 2019، فتراجعوا ليضربوا موعداً مع الحريةِ، سيأتي ذاتَ يومٍ؟
أو عامُ حكومةِ النحسِ الكبيرِ… والمُقيمِ؟
أو عامُ الـ200 شهيدٍ والـ5000 جريحٍ ومعوَّقٍ وعشراتِ آلافِ المشرَّدينَ، وخاصرةِ الأشرفيةِ- المرفأ المطعونةِ في انفجارِ 4 آب المشؤومْ؟
أو عامَ العدالةِ المحاصَرةِ بمنظومةِ الفسادِ حتى الاختناقِ؟
باختصارٍ، إنه عامُ الوجعِ الكبيرِ. لكن كلماتنا في وداعهِ هي كلماتُ الأملِ الكبيرِ.
***
على الشاشاتِ وصفحاتِ الجرائدِ، سيناريوهاتٌ لا حصرَ لها عمّا ستكونُ السنةُ 2021.
البعضُ يقولُ: سوف نعيشُ الويلَ والثبورَ وعظائمَ الأمورِ، بالجوعِ والوجعِ، وسنترحّمُ على المرحومةِ 2020 ونقول: يا ما احلاها على رغمِ مراراتها!
والبعضُ يقولُ: نِصفُها الأولُ عذابٌ، ونِصفُها الثاني قد يحملُ الفرجَ… إذا اتفق الأميركي مع الإيراني.
والبعضُ يقولُ: لا تتفاءلوا بشيءٍ. 2021 ستمهِّدُ لتعطيلِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ والنيابيةِ والبلديةِ في 2022، فيعمُّ الخرابُ!
كلها سيناريوهاتٌ مرعبةٌ. ولكن، يحقَ لنا أن نقولَ، وباستغرابٍ: ما شأننا بواشنطن أو بطهران، ولماذا نربطُ مصيرنا بالشرقِ والغربِ؟
مشكلتنا هي المنظومةُ الفاسدةُ والمُفسِدةُ، فقط لا غير. وسنكونُ بألفِ خيرٍ إذا رحلت عنّا.
***
كتبنا أمس أن هذه المنظومةَ أسوأُ من "الكورونا"، وأنها هي الوباءُ متلبِّساً، وأن البلدَ لن يطيبَ إلا باستئصالها.
اليومَ نُضيفُ: التخلّصُ من فسادِ الفاسدينَ هو الحلمُ الكبيرُ.
وإذا تعذّرَ تحقيقهُ في الـ2020، فسيتحققُ في الـ2021 أو العامِ الذي يليهِ أو يليهِ. ولكن، وكما يقول الأخوان رحباني، "مَهْما تْأخَّر جايي".
سيتحققُ الحلمُ لأن الأجيالَ المؤمنةَ بالوطنِ لن يستطيعَ أحدٌ تيئيسها وخنقَ طموحها بوطنٍ على قياسِ أحلامها.
وسيتحقّقُ الحلمُ غصباً عنكم ، ولو بعدَ حينٍ، وستندحرونَ لأن الحقَّ معنا وإرادةَ الخيرِ والجمال.
***
فكلُ عامٍ وأنتم بخيرٍ يا أيها المؤمنونَ بالوطنِ،
كل عامٍ وأنتم بخيرٍ يا أبناءنا، طلابنا، الذين ترسمونَ المستقبلَ بنقاءِ قلوبكمْ وأفكاركمْ وعزيمتكمْ،
كل عامٍ وأنتم بخيرٍ يا أهلنا الطيّبينَ الذين غدرَتْ بكم "حَفنةُ فاسدينَ" وسلَبتْ مدّخراتِ اعماركم بوقاحةٍ لا مثيلَ لها،
كل عامٍ وأنتم جميعاً أقوياءَ في وجهِ الفساد، "اوبئةِ الوباءِ"،
وكل عامٍ وأنتم أحرارٌ ومؤمنونَ بأنكم ستنتصرونَ، وستنتصرونْ!
***
على مسافةِ شهرين من وصولِ اللقاحِ لـ"الكورونا"، ثمةَ من يقولُ:
حبذا لو نحصلُ على لقاحٍ أو دواءٍ من نوعٍ آخر، يقضي على حاكمينَ متسلّطينَ هم أصلُ الوباءِ والبلاءِ.