#الثائر
عقد نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في بيت الطبيب، أطلق خلاله النداء الأخير لهذا العام للتحذير من خطورة وباء كورونا وتداعيات عدم الالتزام بالاجراءات الوقائية، ومطالبا باغلاق النوادي والملاهي الليلية ليلة رأس السنة".
وقال: "نجتمع اليوم في اليوم الاخير من العام 2020 لنطلق النداء الاخير والتحذير الشديد، للاطباء والمواطنين على حد سواء، تداركا لكارثة وباء كورونا الذي يصيب الكرة الارضية ويشل الحياة في لبنان والعالم".
اضاف: "إن الصعود المطرد لعدد المصابين بالوباء، بالاضافة الى الاكتظاظ في المستشفيات والقدرة المحدودة للطاقة الاستيعابية في مختلف القطاعات الصحية المولجة الاهتمام بالمصابين بالعدوى، تدفعنا الى رفع الصوت لاتخاذ التدابير المتشددة خلال فترة الاعياد".
وأعرب عن قلقه "من ارتفاع الاصابات في صفوف الاطباء خصوصا، والعدد المتزايد لأعدادهم في المستشفيات او في الحجر وحتى الوفيات، وقد بلغ حتى اليوم 10 وفيات و15 في العناية المشددة، واكثر من 200 طبيب في الحجر المنزلي، والحبل على الجرار. وإذا بقي هذا العدد في التصاعد، فلن يبقى هنالك اطباء اختصاصيون يعالجون المرضى، ولا اماكن او اسرة في المستشفيات، فيصل المصابون الى باب المستشفى ولا يجدون سريرا او من يستقبلهم في اقسام العناية الفائقة، على الرغم من زيادة اعداد الاسرة فيها. كل ذلك ناتج في معظمه عن عدم تقيد المواطنين بالارشادات وإجراءات الوقاية المطلوبة وأهمها التقيد بوضع الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي وغسل اليدين، اضافة الى عدم اتخاذ التدابير الصارمة بحق المخالفين".
وقال: "من منبر نقابة الاطباء بالذات، أطالب باقفال النوادي الليلية والمقاهي والمطاعم التي لا تتقيد بنسبة الـ 50% إشغال المطلوبة، إما تنفذ وعدها بالتزام الاجراءات وإما تغلق، لأنه ليس عندنا اي امكانية لاستيعاب كثرة الاصابات والتي يبدو أنها الى تزايد في غياب العلاج الناجع وانتظار اللقاح الآمن. فماذا ننتظر حتى نتقيد بالاجراءات الضرورية، ان نموت؟".
اضاف: "ان تجربة عيد الميلاد لم تكن جيدة، بل كانت سيئة، والبرهان على ذلك هو تزايد عدد الاصابات. هرب الناس من الملاهي والمطاعم والمقاهي، وفتحوا البيوت حيث لا تهوئة ولا تباعد، وهو الامر الأسوأ. على المواطنين ان يعوا ان ما يفعلونه ويقومون به والذي سيرتد كارثيا عليهم وعلى المجتمع".
وتوجه الى المسؤولين الرسميين بالقول: "في رأس السنة أوقفوا الحفلات، اغلقوا النوادي والملاهي الليلية. تفتشون عن انقاذ الوضع الاقتصادي في حين يقتل الناس؟ مقابل الربح الاقتصادي هناك خسارة انسانية واجتماعية وصحية. لن نموت جوعا لكن الوباء قادر حتما ان يودي بنا وبأحبابنا، ونحن شهود على ذلك".
اضاف: "ان أعدادا كبيرة من المغتربين عادوا لتمضية الاعياد في لبنان، وهذا امر مفرح ان يلتئم شمل العائلة في هذه المناسبات، لكن هذا يدعوهم من ناحية ثانية الى ضرورة التشدد في تطبيق اجراءات الوقاية، حرصا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم وسلامة الاطباء والممرضات، وكذلك على سلامة المجتمعات التي سيعودون اليها".
ولفت الى ان نقابة الاطباء نظمت الاسبوع الفائت ورشة عمل لتقييم المرحلة السابقة والاستعداد للمرحلة المقبلة بالنسبة للاطباء والطواقم الاستشفائية، وابرز التوصيات كانت: التزامهم التباعد الاجتماعي للاشهر القليلة المقبلة ريثما نحصل على اللقاح، اتخاذهم الاجراءات الوقائية، وعدم القيام بأي عمل يعرضهم للخطر، الا اذا كانت حال المريض في خطر".
وقال: "هناك امر آخر مقلق وهو هجرة الاطباء المتزايدة، واتمنى عليهم البقاء والتعاون معا لنواجه كورونا، رغم الصعوبات التي يمر بها البلد، فالازمة لن تدوم، ولا بد ان نتخطاها صحيا واقتصاديا. وأتمنى وآمل ان تتحقق امنيات الاطباء في العام المقبل، حيث يطالبون برفع قيمة المعاينة الرسمية الهزيلة ودفعها ضمن مهلة زمنية قصيرة، وتأمين الحماية الاجتماعية بواسطة الضمان الصحي بعد التقاعد، وإقرار قانون حصانة الطبيب المجمد في مجلس النواب".
وختم: "إنه الانذار الأخير لهذا العام لكي نتفادى ونتدارك الكارثة الصحية والاجتماعية الكبيرة في العام الجديد"، متوجها الى اللبنانيين عموما، والطاقم الصحي وزملائه الاطباء خصوصا، بالمعايدة والدعاء، بعام افضل مشرق صحيا واقتصاديا واجتماعيا، وبلد افضل على قدر طموحات ابنائه".