#الثائر
النهار: الرئيس " ميشال سليمان "
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ "إنّ الخير العامّ هو المبدأ الذي يخلق المجتمعَ الإنسانيّ والعاملُ الذي يحفظه" (البابا لاون الثالث عشر) لا يسمح لجوءُ القادة السياسيّين اللبنانيّين المألوف إلى الحجّة الميثاقيّة بتثبيت مرجعيّة الدستور لتحديد اختصاصات السلطات بغية تجاوز الخلافات على نحوٍ يعزّز تنظيم الدولة ويحسّن عمل مؤسّساتها، كما هو الحال في البلدان التي تحترم دستورها ومرجعيّته المعياريّة النهائيّة. فالميثاقيّة بحدّ ذاتها ملتبسة، ويؤدّي توظيفها في العمل السياسيّ، وبوجه خاصّ في الخلافات السياسيّة، إلى نقيض وظيفة الدستور؛ فاختصاصات السلطات تتداخل بعضها ببعض، وقد تحوّلت تلك السلطات إلى حقوق طائفيّة. ولا عجب، بالتالي، أن يتراجع تنظيم الدولة ويتهاوى عمل مؤسّساتها. وممّا لا شكّ فيه أنّ الابتعاد عن الخطاب الوسطيّ أو المعتدل الذي يسمح وحده باستمرار قيام مؤسّسات الدولة بوظائفها بحدّها الأدنى، كما يتّضح في تاريخ لبنان المعاصر، لصالح خطاب شعبويّ يرفع شعار الدفاع عن الحقوق الطائفيّة في السلطة - في حين أنّ حقوق الناس الأساسيّة تُنتهك بلا رحمة- سيؤدّي، لا إلى ضياع الحقوق الطائفيّة في السلطة التي يدَّعي الخطاب الشعبويّ الدفاع عنها فحسب، بل إلى انهيار الدولة الميثاقيّة نفسها. وفي ظلّ غياب بديل عن الدولة الميثاقيّة، فإنّ انهيارها يعني الفوضى والجنون.