#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
موجعةٌ وحزينةٌ الكلمةُ التي توجّهَ بها بابا روما للبنانَ واللبنانيين ليلةَ الميلادِ...
اذا احتسبنا عددَ المرّاتِ التي يتحدثَ فيها أيُّ بابا عن لبنان منذُ عشراتِ السنين، فلن نتمكنَ من التعدادِ لأن هذا البلدَ منذُ نشأتهِ كان في وجهِ العواصفِ وكانت الدولُ بمن فيها الفاتيكان تحملُ لنا الأملَ والرجاءَ نظراً لما يشكلّهُ هذا البلدُ من رسالةٍ..
يتحدثُ بابا روما عن الشبابِ والقلقِ والهجرةِ من وطنِ الارز ويدعو المسؤولينَ ليكونوا عملياً مسؤولين وينتهي برسالةِ املِ ورجاءِ بالغدِ..
***
مَن مِمّنْ يقودونَ البلادَ اليومَ يحملُ همومَ الناسِ والشعبِ والشبابِ؟ .
مَن فكَّرَ ويُفكِّرُ بما آلت اليهِ الاوضاعُ وباليأسِ الذي يحفرُ قلوبَ المواطنينَ وهم لا يجدونَ ملاذاً ولا مخرجاً من الازمةِ او الازماتِ التي يغرقون فيها؟.
انتظر الناسُ على مضضٍ ولادةَ حكومةٍ عشيّةَ الاعيادِ مع أننا لم نكن واثقينَ ابداً بالامرِ ومع ذلك تركنا البابَ مفتوحاً على بقعةِ ضوءٍ فاذا بالشروطِ التعجيزيةِ والنكاياتِ تعصفُ من جديدٍ وتحرقُ كل جهودِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واللواء عباس ابراهيم...
لِمَ العجلةُ؟ نعم لِمَ العجلةُ... فالبلادُ بخيرٍ والسيّاحُ يملأونَ فنادقَ بيروتَ رغم كورونا والمحالُ التجاريةُ تعجُ بالمتسوِّقينَ وفرصُ العملُ متوافرةٌ للشبابِ والكهرباءُ 24/24 واجراءاتُ وزارةِ الصحةِ والحكومةِ كافيةٌ ووافيةٌ لمواجهةِ كورونا بموجتها الجديدة...
انها احلامٌ واوهامٌ بحدٍّ أدنى يطلبهُ الناسُ فيما بعضُ الطبقةِ الحاكمةِ المتحكّمةِ التي تدّعي ادارةَ البلادِ تسرحُ وتمرحُ بالصفقاتِ والاحقادِ والنكاياتِ وتنسى الاهم:
كرامةُ اللبناني...
***
على مدى سنواتٍ وعقودٍ... تخلّى اللبنانيُّ عن كلِ شيءٍ إلاّ عن عزةِ نفسهِ وعن كرامتهِ... وهذه قِيَمٌ أورثها الاهلُ لابنائهم وصارَ اللبنانيُّ مضربَ مثلٍ بأنهُ صاحبُ الأنفِ العالي والجبين العالي الذي لا يتنازلُ لاحدٍ..
اليوم... هل هكذا يُكافأُ اللبنانيُ بعد سنواتِ الحربِ؟
هل الذي صمدَ بوجهِ كلِّ اقنعةِ الاحتلالاتِ والحروبِ الصاخبةِ سيسقطُ امامَ جوعٍ وفقرٍ وبطالةٍ وافلاسٍ وعتمةٍ وقلَّةٍ وعطشٍ؟
***
اخبرني بعض الاصدقاء كيف كانَ يتسوَّقُ ربُ العائلةِ عشيّةِ الاعيادِ.. بخجلٍ، بقلقٍ، بخوفٍ وبارتباكٍ كان يمرُّ ربُّ العائلةِ امامَ الصندوقِ حاملاً كيساً صغيراً فيه ما قلَّ ودلَّ على فقرٍ وعوزٍ فيما الزوجةُ، وهذهِ حالُ الاغلبيةِ، تقفُ بعيدةً ممسكةً بالاطفالِ الذين يطالبون بالهدايا واللُّعَبِ بينما همُّ الزوجة اسكاتُهم فيما الزوجُ يدفعُ للاولويّاتِ.
هذه عيِّنةٌ من عيّناتٍ ومثلٌ من امثلةٍ لانهيارِ اللبنانيينَ في الدولةِ الفاشلةِ العاجزةِ والتي لا ينقصُ الاعلانَ عنها أيُّ عنصرٍ..
***
لا نعرفُ ماذا تخبىءُ لنا 2021... ما نعرفهُ اننا سنبقى طويلاً من دونِ حكومةٍ... اننا سنذهبُ الى تعقيداتٍ اكثرَ حتى لا نُخيفَ الناسَ بسيناريوهاتٍ اكثرَ خطورةً... من دونِ ان نزيلَ من الحسبانِ أيَّ سيناريو لأيِّ تدهورٍ اقليميٍ..
هل سمعَ المسؤولونَ ليلةَ الميلادِ اصواتَ الطيرانِ الاسرائيلي تجتاحُ سماءَنا اللبنانيةَ من دونِ ايِّ رادعٍ..
لا نعرفُ على اي امرٍ سنصحو...
لم نعدْ نملكُ إلا الاملَ... والصلاةَ .... "اي في امل".