#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الخفّةُ إينما كان.
استسهالُ التعاملِ مع القضايا الكبيرةِ التي يرزحُ تحتها لبنانُ صارَ معمّماً وأينما كان. ليس هناك أيُّ ملفٍّ وأيُّ قضيةٍ تُعالج إلاّ بالترقيعِ وتسوياتٍ مركّبةٍ مؤقّتةٍ من دونِ الوصولِ الى ما يُطعمُ الناسَ.
راقبوا كيفَ والى ما انتهت اليهِ توصيةُ التدقيقِ الجنائيِ في كلِ الاداراتِ: هل هي ملزمةٌ ام لا ؟
هل هي ملزمةٌ لرياض سلامة أم سيتحججُ مرةً جديدةً انه بحاجةٍ لتعديلاتٍ بالقوانينِ خصوصاً ان لا التوصيةَ ولا القرارَ سيشملانِ تعديلاتٍ في قانونِ النقدِ والتسليفِ؟ هذا في مصرفِ لبنانَ فماذا عن بقيةِ الاداراتِ وكيفَ ستتعاملُ الاداراتُ الاخرى التي بدورها "فالتة" ولا حسيبَ ولا رقيبَ عليها بدءاً من ديوانِ المحاسبة وصولاً الى التفتيش الاداري...
***
الخفّةُ التالية
هي مسألةُ الدعمِ او رفعهُ عن السلعِ الاساسيةِ والمحروقاتِ ودورُ مصرفِ لبنان.
لم يفهمْ الناسُ وقد لا يفهمون الى أينَ سارَ والى أين سيسيرُ هذا الملفُّ وهل تمَ تجميدُ رفعِ الدعمِ جزئياً واقتطاعِ الـــ 15 % من احتياطي المصرفِ المركزي والتي هي ودائعُ الناس بعد اجتماعِ الحاكمِ بالرئيس ميشال عون، أم سيعودُ الامرُ ليطلَّ من النافذةِ مع انهيارِ الوضعِ اكثرَ خصوصاً مع تراجعِ وارداتِ الدولةِ بشكلٍ جنونيٍ اواخرَ العامِ ومع تفاقمِ ازمةِ الكهرباء بشكلٍ لم يعد يطاقُ فيما الآتي اعظمُ...
***
الخفّةُ ايضاً
في ملفِ تشكيلِ الحكومةِ... هل يعرفُ أحدٌ إين صارتْ الاتصالاتُ لولادةِ الحكومةِ؟ في المعلوماتِ ان الرئيسَ المكلفَ وبعد فشلِ الالتزامِ بكلِ المعاييرِ التي يعرضها الافرقاءُ سيذهبُ بتشكيلةٍ كاملةٍ الى رئيسِ الجمهوريةِ هذا الاسبوع: تشكيلةٌ من 18 وزيراً تبعاً للمعاييرِ التي ارتآها الحريري والتي طبعاً سيجدُ الرئيس عون الفَ سببٍ وسببٍ لرفضها...
عندها سيعودُ الحريري ادراجهُ على حكومةٍ لن تعلنْ وعلى تكليفٍ لن يتخلّى عنه، أقلُّهُ في الوقتِ الراهن.
***
الخفّةُ ايضاً
في التعاطي مع ملفِ العزلةِ العربيةِ التي يعيشها لبنان. هل من مسؤولٍ كلّفَ وسيطاً او مندوباً او حاول بنفسهِ الاستفسارَ او السؤالَ او العلاجَ..؟ صحيحٌ اننا نعرفُ من المسؤولُ وما سببُ العزلةِ واستحالةِ الخروجِ من حالِ الخطفِ التي نعيشها وعلى يدِ من ولكن هل هناكَ دورٌ لوزيرِ الخارجيةِ حتى ولو كان مستقيلاً او لرئيسِ الحكومةِ المستقيلِ والمعتكفِ اساساً؟ واساساً هل لدينا سياسةٌ خارجيةٌ، واتحدى هنا ان يقولَ لنا احدٌ ما هي هذه السياسةُ الخارجيةُ؟
***
من معالمِ الخفّةِ
ايضاً كيف ادارَ اللبنانيون ظهورهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، واذ بهم وهم يستشهدونَ بمبادرتهِ يعملون عكسها ويترجمونها على اذواقهم فيما لم يقولوا لنا ما هو وماذا سيكونُ دورُ الدولةِ اللبنانيةِ في مؤتمرِ المساعداتِ الفرنسيةِ الانسانيةِ الذي تنظمهُ باريس في الثاني من كانون الاول المقبل، واساساً لماذا يكونُ المؤتمرُ لمساعداتٍ انسانيةٍ فيما كان الرهانُ على اكثرَ من ذلك؟
واستطراداً... من سيقدِّم العونَ الكبيرَ للبنان اليوم حتى على الصعيدِ الانساني؟ اميركا بين رئيسين؟ وهي ستفرضُ عقوباتٍ جديدةً على سياسيين ومتعهّدينَ لبنانيين هذا الاسبوع؟
اليابانُ التي تعاملنا معها في قضية غصن باستخفافٍ ما بعدهُ استخفاف؟ اوروبا الغارقةُ في انهياراتها الماليةِ والاقتصاديةِ نتيجةِ كورونا؟
أم دولُ الخليجِ التي غادر أبرزُ سفرائها لبنان ولم يحرِّكوا ساكناً بعد الانهياراتِ اللبنانيةِ لانهم سبقَ ان حذّروا وكتبوا واعطوا وقدّموا ولكن من دونِ آذانٍ صاغيةٍ لبنانيةٍ ولا تفاعلٍ مع ايَّ قضيةٍ كانوا يطالبون بها....
ماذا ننتظرُ بعد من معالمِ الخفّةِ اللبنانيةِ؟
وطنٌ منهارٌ في كلِ القطاعاتِ، طبعاً هذه امثلةٌ عن نماذجَ طويلةٍ عريضةٍ من الاستهتارِ بالناسِ... قلنا بالأمس انهم طغاةٌ.. لم نعد نعرفُ ماذا نضيفُ على نعوتهم...ربما متآمرونَ علينا...