#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
هل قررتُ ان إنهي حياتي بالأتهامِ؟ مع أني بكلِ بساطةٍ من شعبِ لبنان الحضاري المقهورِ، المتعبِ، اليائسِ، البائسِ، المحجوزُ جنى عمره كسائرِ المودعين البسطاءِ.
حتماً لا ، بل قررتُ ان أجاهرَ بالحقيقةِ.
الحقيقةُ المرّةُ اليائسةُ، البائسةُ، القاهرةُ التي نعيشها نحنُ شعبُ لبنان الصامدُ، المقبلُ على فوضى كاسحةٍ... وتذكّروني...
وبوجداننا منذ ايام الرئيس الراحل فواد شهاب صديقُ والدي الغائبُ الحاضرُ سعيد فريحه ايامَ الشهابيةِ التي بنتْ جميعَ مؤسساتِ الدولةِ وبقيت لليومِ، الى حين سقوطها بالجملةِ،
وهي التي جعلتنا نحبُ الجيش اللبناني وعناصرهُ بمثابة ابنائنا .
***
اول ما نشيرُ اليه دورُ المؤسسةِ العسكريةِ في حفظِ الامن والدفاعِ عن لبنان، ونعني الجيش اللبناني قيادةً وضباطاً وافراداً، ومديرية المخابرات التي لها دورٌ فعالٌ في كشفِ الشبكاتِ الارهابيةِ ، وباقي الاجهزةِ الامنيةِ من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي الى المديرية العامة للامن العام، والى المديرية العامة لامن الدولة، وهم جميعاً صمامُ امانٍ للدولةِ،
***
اصدقاءٌ كثرٌ يلومونني بأنني أستقوي فقط على الرئيس الحريري، "لأنكِ في زمنٍ ما، كنتِ معهُ بالحقِ وبالباطلِ، واليومَ تصبينَ نارَ جهنمِ غضبكِ عليه وحدهُ"،
الحقيقةُ انه الآمرُ الناهي كونهُ رئيسَ السلطةِ التنفيذيةِ بعد اتفاقِ الطائف ولديهِ كافةُ الصلاحيات.
***
اصدقاءٌ آخرون يقولون لم تأتي يوماً على ذكرِ رئيسِ البلاد العماد ميشال عون وتسليمهِ البلادَ الى صهرهِ جبران باسيل.
لأنك يومَ كنتِ فيهِ مع العماد ميشال عون بكلِ مراحلهِ قبل مغادرتهِ الى فرنسا ، لم يكن احدٌ معه ، "لاعبتيها صولد" ، وكذلك كثرٌ سواك من محبيهِ من شعبِ لبنانَ العظيم.
آخرونَ يقولون لم تقربي يوماً من صهرهِ جبران باسيل وانت تعرفينَ المستورَ، وليس لديكِ معه أيةُ مصالحَ،
الحقيقةُ ... يكفيهِ ما صدرَ ضدهُ من عقوباتٍ،
***
تبتعدينَ كل البعدِ عن ذكرِ حزب الله وكأنك تعيشينَ في كوكبٍ آخر...
لا تنتقدينهُ لا في حروبهِ الكلاميةِ او الحربية ،ولا تقتربين منه إن بتسلّطهِ ، او بقرارهِ دخولَ الحربِ دون اذنٍ من أحدٍ من كلِ السلطةِ.
الحقيقةُ... حزبُ الله دولةٌ ضمنَ دولةٍ، وهو بصددِ تدعيمِ دولتهِ في لبنان، بالغذاءِ والدواء، ووضعِ ماكيناتِ ATMفي كافةِ مناطقِ نفوذهِ والسحب بالدولار الاميركي.
***
انما لبُّ المشكلِ في لبنان انه اليوم محكومٌ بسياسةِ حزب الله سواءٌ بالداخلِ او بالخارجِ، كلهم أي الاحزابُ يتخبطون بين بعضهم البعض وقد سلّموا الامانةَ للحزبِ عند انتخابِ الرئيس ميشال عون وبفريقين اساسيين كتلةُ المستقبل والقوات اللبنانية،وكل الباقي توابع، الى ان وصلنا الى الافلاسِ والآتي اكبرُ واعظمُ.
إذا قلنا الحقيقةَ كما هي: يقعُ الاتهامُ على جميعِ الساسة الذين اعادوا لبنان 100 عامٍ الى الوراءِ.
الفساد مستشرٍ في كل اداراتِ الدولةِ، وكل من بوسعهِ "غرفُ" ما يستطيعُ، لم يقصرْ سابقاً حتى يومنا هذا، الى بدعِ بيعِ المعوناتِ التي أتت بعد انفجار المرفأ وكذلك كل ما هو مدعومٌ لغايةِ اليوم ..
***
اني مقتنعةٌ بشيءٍ واحدٍ :
خسرنا الأخوة العرب، ولم يأتنا فلسٌ واحدٌ من احدٍ.
كل الاخوةِ العرب لطالما اغدقوا على لبنان الهباتِ والمساعداتِ والمشاريع الحيويةِ للبنى التحتيةِ، على مرِ العقودِ.
وإذا كان المواطن اللبناني لا يزالُ يعيشُ بكرامتهِ فذلك من جراءِ ما يرسلهُ ابناؤه من تلك الدول وبلادِ الانتشار .
***
استطاعَ حزبُ الهب المضي جهاراً مع ايران دون أذنٍ مما يسمى الدولةُ اللبنانيةُ، ليصارَ الى حصارِ لبنان من الاخوةِ العرب واميركا المهتمةِ بتداعياتِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ، وشغلها ان تفرضَ العقوباتِ من اللوبي اللبناني المتواجد بواشنطن، على جميع "سياسيي الفسادِ" دون إستثناءٍ.
***
الثورةُ الحقيقيةُ آتيةٌ لا محالَ ، بدافعِ الجوعِ والحرمانِ لكل الشعبِ وليس هناك أيةُ مبادرةٍ ستنجحُ آنيا بحكومةٍ لا يكون بصلبها حزب الله،
ولا عقلَ لبنانيٍ واحدٍ مبدعٍ ولد من رحمِ المعاناةِ، للملمةِ الشملِ وتناسي الصراعاتِ السياسيةِ العقيمة، التي نهشتْ الوطنَ عن بكرةِ أبيهِ.
ان لبنانَ بلدٌ رائعٌ وقطعة سما ، رونقهُ كان بتعدديةِ وتنوعِ طوائفهِ، وكان نموذجاً رائعاً للعيشِ المشترك، الى أن حرقتم كلَّ ما يُسمى فيهِ حباً، روحاً، املاً، واعتدالاً.
فاذا كان حبنا للبنانَ " لبنان الكرامة والشعب العنيد" لا يجمعنا، فلا احدٌ على الاطلاقِ يستطيعُ ذلك.