#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بماذا نتأملُ بعدُ ؟
لم يعد ينفعُ الشِعرُ الذي يقول :
" لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ"
صحيحٌ ، " النطقُ " أي الكلامُ المعسولُ ، لم يعد ينفعُ .
الناس يئسوا من الكلامِ ومن الوعودِ ، خصوصاً ان المراجعَ وكبارَ المسؤولين صدرَ عنهم كلامٌ لا يبشِّرُ بالخيرِ ، ليس من اليوم بل منذُ شهورٍ .
وقبلَ ذكرِ اقوالِ حُكّامِنا، ضروريٌ ذكرُ أغلاطِ فريقِ الرئيس ماكرون، وهي الاتكالُ على الرئيس الحريري وفريقِ حكوماتهِ، التي أغرقتنا كلّنا مراراً بِكِبَرِ طموحهِ وقلّةِ قدرتهِ.
فرئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون ، حين سُئِلَ :
إلى أينَ نحنُ ذاهبونْ؟
فأجاب: نحن ذاهبونَ إلى جهنمٍ .
بالأمسِ ، أكملَ وزيرُ المال غازي وزني هذهِ " المناحةَ "، فنعى الأوضاعَ متحدثاً عن " نهايةِ لبنان " .
في حالِ استمرّتِ الطبقةُ السياسيةُ في البلادِ في تأجيلِ الإصلاحاتِ الأساسيةِ لإطلاقِ المساعداتِ الخارجيةِ،
فإن ذلك قد يعني "نهايةَ" لبنان.
إن اتباعَ سياسةِ البطءِ هذه، تعني الموتَ للشعبِ اللبناني. وستكونُ حتماً النهايةَ . "
***
هل من مزيدٍ من فضلكم "لنستهابَ آخرتنا" على يديكم بجرعةِ سُمٍ واحدةٍ.
" جهنمٌ ، نهايةُ لبنانَ ، الموتُ للشعبِ اللبناني "
إذا كانت هذهِ هي التعابيرُ المستخدمةُ من قبلِ كبارِ المسؤولين في البلدِ ، فماذا على الشعبِ اللبناني ان ينتظرَ؟
هل يعرفُ هؤلاء الكِبارُ الذين يستخدمونَ هذه المصطلحاتِ أن أكثرَ من نصفِ اللبنانيينَ باتوا تحتَ خطِ الفقرِ ؟ هل يعرفونَ ان 40 % منهم اصبحوا عاطلينَ عن العملِ ؟
هل يعرفونَ أن اللبنانيين لا يستطيعونَ استردادَ ودائعهم ؟
هل يعرفونَ أن فرنسا كانت " اكثرَ حناناً " على طلابنا في جامعاتها فمنحتهم مساعداتٍ فيما دولتنا العليَّةُ تراوغُ وتناورُ لتضعَ طلابنا امام مصيرهم المحتوم !
***
أقلُ ما يُقالُ: وصلنا الى حدِ الموتِ بشكلٍ بطيءٍ رويداً رويداً لأنكم بلا ضمائرَ .
ليس فقط انكم فاشلونْ ،
بل إن معظمكم تنطبقُ عليهِ صفةُ " فاسدينَ" واكثر ...
فنعمةُ مواقعِ التواصلِ الإجتماعيِ اتاحت للناسِ أن تكشفَ انكم تُعلّمونَ ابناءكم وأحفادكم في أهمِ الجامعاتِ الأميركيةِ والأوروبيةِ ، حيث كلفةُ الطالبِ في السنةِ تكفي لتعليمِ خمسينَ طالباً في لبنانَ ، والاموالُ التي تدفعونها هي في معظمها " اموالٌ حرامٌ " لأنها من الهدرِ والفسادِ ومدِّ اليدِ على خزينةِ الدولةِ .
***
أنتم مَن؟
وكيف قضيتم على دولةٍ وشعبٍ.. لا يجوزُ ان يُقالُ عنكم :
لندعِ التاريخَ يحاكمكمْ ، جهنمٌ للهادرينَ والفاسدينَ، نهايتكمْ هي المفترضةُ وليسَ لبنانُ الوطن،
اما موتُ شعبٍ بالجملةِ فهذا ما قد نعوِّضُ عنهُ يوماً...
امنياتٌ ... وغداً ستحصلُ ... ولن يكونَ أحدٌ منكم عصيّاً على الملاحقةِ والمحاكمةِ .