#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في ليلةٍ من ليالي الصّيفِ الماضي تم الاعتداءُ بادواتٍ وبإيعازٍ حكوميٍ على احدِ الناشطينَ في الثورةِ وهو محامٍ...
بالأمسِ تم اخلاءُ سبيلِ من اعتدوا بالضّربِ والشّتائمِ على محامٍ... بعضُ القضاءِ يعملُ ضدَ سلطةِ القانون وضدَ نقابةِ المحامين... بعدَ سنةٍ بالتمامِ على الثورةِ ضدَ ارتكاباتِ السلطةِ... ها هي السلطةُ التي تأمرُ في كثيرٍ من الاحيانِ بعضَ القضاةِ، وتحكمُ بقبضةٍ من حديدٍ على كراماتِ الناسِ وحقوقهم وعلى هيبةِ الدولةِ.
***
هذا نموذجٌ عن انحلالِ الدولةِ التي أقلُّ ما يُقالُ فيها انها فاشلةٌ.
دولةٌ ستنقطعُ فيها الكهرباءُ مع بدايةِ السنةِ لان البواخرَ لن تتمكنَ من قبضِ اموالها بالدولار ولان قِطَعَ الغيارِ في المعاملِ أستُنفدتْ والمطلوبُ تجديدها بالدولار فيما مبنى شركةِ كهرباءِ لبنانَ مدمّرٌ بالكاملِ ولا احدَ يعرفُ من سيبني الشركةَ شبهَ المفلِّسة..
انحلالُ الدولةِ عيناتْهُ كثيرةٌ فيما بدأ المزايدونَ الذين كانوا بالأمسِ يطبّلونَ للفاسدين بدأوا اليومَ فتحَ ملفاتِ الفاسدين لحمايةِ أنفسهم من تهمِ الشراكةِ بالفسادِ...
فضائحُ بالجملةِ، ملفاتٌ مفتوحةٌ والحجرُ الصّحيُّ على الابوابِ سيزيدُ من الانهياراتِ ويواكبهُ حجرٌ على الحكومةِ التي لا يبدو ان زيارةَ الموفدِ الفرنسيِّ ستقدِّمُ وتؤخِّرُ فيها....
عِقدٌ حكوميةٌ صارت ابعدَ من الحدودِ واكبرَ من المبادرةِ الفرنسيةِ، صارت بحاجةٍ الى مؤتمرٍ وطنيٍ واسعٍ لا نعرفُ أين ولا كيف ولا بأيِ اطارٍ... مؤتمرٌ يفتحُ كل الجروحِ وكل العِقَدِ لان النظامَ فعلاً في ازمةٍ ولا تحلُّ عِقدَهُ حكومةٌ او انتخاباتٌ نيابيةٌ...
***
الأنكى ان سياساتِ النكاياتِ ورداتِ الفعلِ تحكمُ اداءَ الطبقةِ السياسيةِ اللبنانيةِ...
في مقابلِ العقوباتِ، أتخذ لبنانُ كدولةٍ حكومتها مستقيلةٌ قراراً بالمشاركةِ رسمياً على مستوى وزيرِ الشؤونِ الاجتماعيةِ في مؤتمرِ اللاجئين في سوريا.
فما الذي تغيرَّ؟ وكيف استُبدِلَ إيفادُ موظفٍ لبنانيٍ بوزيرٍ؟
وهل بدأ الردُ على سياسةِ العقوباتِ بخروجِ لبنانَ من سياسةِ النأي بالنفسِ؟
وكيف ستتعاطى أيُ حكومةٍ اذا شُكِلَتْ مع سابقةِ مشاركةِ لبنان بوفدٍ رسميٍ في مؤتمرِ النازحين؟
وكيفَ يتعاملُ المجتمعُ الدوليُ الذي يقاطعُ المؤتمرَ مع خطوةِ لبنان....
اما ملفُ ترسيمِ الحدودِ الذي أُغرقَ، يبدو وعن سابقِ تصوّرٍ وتصميمٍ، بمزيدٍ من الخرائطِ وباضافةِ المزيدِ من المساحاتِ على خطِ "هوف" الذي كان منطلقاً للتفاوضِ فقد يهدِّدُ بجعلِ الحدودِ البحريةِ شبيهةً بمزارعِ شبعا؟
فهل صرنا امام شبعا بحريةٍ؟
وهنا يُطرحُ السؤال لماذا أطيحَ بمستشارِ رئيسِ الجمهوريةِ للشؤونِ الخارجيةِ قبل اسابيعَ وماذا كان دورهُ في هذا الملفِ؟
اشاراتٌ انفجارِ الملفاتِ الداخليةِ والخارجيةِ دفعةً واحدةً، كثيرةٌ ومقلقةٌ وحزينةٌ في الوقتِ نفسهِ!
ماذا يمكنُ لأي حكومةٍ اذا شُكِّلتْ ان تفعلَ ما دامت معاييرُ تشكيلها هي نفسها كما تحاولُ فرضها القوى السياسيةُ... واذا لم يشاركْ سعد الحريري في هذهِ المعاييرِ لن ينالَ حكومةً...
إلا اذا ساومَ وتراخى... فهل هو بهذا الواردِ؟
تبدو الامورُ معلَّقةً الى ما بعدَ الحكمِ بنتائجِ الانتخاباتِ الاميركيةِ وقد يكونُ الخوفُ الى ما بعد تسلّمِ الادارةِ الاميركيةِ بكلِ تفاصيلها..
بالطبعِ الاوضاعُ لا تحتملُ... وقد نكونُ امامَ ثورةٍ ثالثةٍ... هذه المرة ستجتاحُ كلَ شيءٍ.
***
فهل يبقى سعد الحريري حاملاً في جيبهِ ورقةَ التكليفِ الى ما لا نهايةٍ،أم يضطرُّ تحتَ وطأةِ الشارعِ الملتهبِ للاعتذارِ بدورهِ من جديد؟
الامورُ مقفلةٌ حتى إشعارٍ آخر في كلِ الاتجاهاتِ.
***
مَن زرعَ الظلمَ حصدَ الخسرانَ.