#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الكلمةُ السحريةُ هذهِ الأيام في لبنان هي " العقوبات " ... هي لسانُ حالِ الناسِ الذين يعتبرونَ في قرارةِ انفسهم أن الأموالَ التي وُضِعت في الجيوبِ ، هدراً وفساداً واختلاساً، ستظهرُ في نهايةِ المطافِ ، سواءٌ من خلالِ التدقيقِ الجنائي أو من خلالِ تحقيقاتِ الخزانةِ الأميركيةِ أم من خلالِ ما باشرتهُ دوائرُ تحقيقٍ في فرنسا، وفي المحصِّلةِ بدأتِ المؤشراتُ تظهرُ تحت عنوان :
" ما ضاعَ حقٌ وراءهُ مطالِبٌ "،
فكيف إذا كان هذا المُطالِبُ هو الشعبُ اللبنانيُ الذي ضاعَ جنى عمرهِ، وتبيَّنَ أن كثيراً من الأسماءِ التي تحومُ حولها الشبهاتُ ، باتت من أصحابِ الملياراتِ .
***
لكن ما هو مهمٌ في كلِ ذلك ان ملف العقوباتِ مسارٌ لا يتوقفُ بعد صدورِ إسمٍ أو اثنينِ او ثلاثةٍ ،
بل تشيرُ المعطياتُ إلى ان هذا المسارَ سيؤدي إلى إدراجِ عشراتِ الاسماءِ ،وثمةَ مَن يتحدثون عن عددٍ يتراوحُ بين العشرينَ والثلاثينَ إسماً بينهم نوابٌ ووزراءُ سابقونَ ورجالُ أعمالٍ شغلوا مسؤولياتِ مستشارينَ واستغلوا سلطاتهم،
من أجلِ الفوزِ بالتزاماتٍ وتعهداتٍ وجنوا ملياراتِ الدولاراتِ في وقتٍ كان المواطنونَ يرون بأمِ العينِ كيف ان اموالهم تتبخَّرُ على الهدرِ والفسادِ والصفقاتِ والتلزيماتِ والتنفيعاتِ وعلى شراءِ الذممِ وعلى الهدرِ في الكهرباءِ وقطاعِ الإستشفاءِ الحكومي وغيره،
وكلهُ موثَّقٌ ومعلنٌ لكنه كان يحتاجُ إلى مَن يكشفهُ .
على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ، ها هو نقيبُ الأطباءِ يكشفُ في مقابلةٍ صحافيةٍ :
"الأموالَ التي خصصتها وزارةِ الصحةِ للمستشفياتِ الحكومية تُضاهي الأموالَ التي صُرفتْ على قطاعِ الكهرباءِ. " .
هل يحرِّكُ هذا الكلامُ ضميرَ أحدٍ ؟
على الطريقةِ اللبنانيةِ، " ما في حدا لا تندهي " ، مسؤولون ، سياسيون ، طبقةٌ حاكمةٌ ، لا يقيمون وزناً للضحايا والشهداء، فكيف يحترمونَ الأحياء ويحافظون على ما لهم ؟
***
أكثرُ من مئةِ يومٍ على انفجارِ العصرِ في المرفأ،
أين هم القضاةُ الشرفاءُ؟
أينَ العدالةُ؟
أينَ الوزراءُ والنوابُ والسياسيونَ، هل يجولونَ مستفقدينَ اهالي العاصمة بيروت الحبيبة؟
لماذا هم غائبونَ عن مشهدِ المرفأ ؟
هل يخشونَ أن يضعوا عيونهم في عيونِ المتضررينَ الذين لم يعد لهم مأوى ؟
إنها المأساةُ بكلِّ تجلِّياتها .
***
دارُ الظالمِ ظلامٌ ولو بعدَ حينٍ.