#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل تُقرَعُ طبولُ الحربِ مجدداً؟ أم يُفتَحُ ملفُ عقوباتٍ جديدةٍ ، وهذه المرة أوروبيٌ وليسَ أميركيّاً ؟
الداعي إلى هذه التساؤلات ان الموفدَ الفرنسيَ إلى لبنان " باتريك دوريل " إستخدمَ في لقاءاتهِ مع السياسيينَ اللبنانيين لغةَ " الديبلوماسية المتشدّدةَ "، بعدما لمسَ أن هؤلاء السياسيين يماطلونَ بشكلٍ لم يعد مقبولاً، لا على مستوى الإستحقاقاتِ الداهمةِ ولا على مستوى معاناةِ الشعبِ .
***
الموفدُ الفرنسيُ " باتريك دوريل " وهو الذي يتولّى ملفِ الشرقِ الاوسطِ وشمالِ افريقيا في الأليزيه،
هو الذي باتَ يتولى رئاسةَ " خليةِ الأزمةِ " التي شكّلها الرئيس ماكرون لمتابعةِ الملفِ اللبناني خصوصاً بعد انفجارِ المرفأ .
كان الرئيس ماكرون قد حددَ منتصفَ هذا الشهرِ لعقدِ مؤتمر دعمِ لبنان، على ان يأتي الشهرَ المقبلَ في زيارتهِ الثالثةِ للبنان منذ آب الفائت ، لكن حساباتِ الحقلِ الفرنسي لم تطابقْ حساباتِ البيدرِ اللبناني :
الطبقةُ السياسيةُ اللبنانيةُ تعاطت مع ملفِ انفجارِ المرفأ وكأنه حادثٌ عَرَضيٌ ولم تفقه أنه أكبرُ انفجارٍ حصلَ في لبنان في تاريخهِ، ثم بدأ مسلسلُ التأخرِ في كلِ شيءٍ:
تأخّرَ رئيسُ الحكومةِ في تقديمِ استقالةِ حكومتهِ على رغمِ الإعترافِ بالتقصيرِ .
تأخّرَ تكليفُ رئيسِ حكومةٍ لتشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ .
استحالَ على الرئيسِ المكلفِ تشكيلُ حكومةٍ فاعتذر .
ثم مجدداً تأخّرَ تكليفُ رئيسِ حكومةٍ جديدٍ .
وها نحنُ اليومَ في مرحلةِ تكليفٍ من دونِ تأليفٍ ،
فيما كل المؤشرات لا تدلُ على أن هناكَ " صحوةً " لدى المعنيين ،
فهذا منشغِلٌ برفعِ حصّتهِ ، وذاك منشغلٌ بدرسِ انعكاساتِ العقوباتِ ، وآخرٌ منشغلٌ بكيفيةِ الإحتماءِ من العقوباتِ ، ولكن ماذا عن المواطن ؟ ماذا عن هذا الصابرِ الصامدِ الذي خسرَ كل شيءٍ ومازالتِ الطبقةُ السياسيةُ مصرَّةً على تدفيعهِ المزيدَ ، علماً أنه لم يعدْ يملك شيئاً .
***
في مطلقِ الأحوالِ ، ينهي الموفدُ الفرنسيُ مهمتهُ اليوم ، فهل يستخلصُ المسؤولون اللبنانيون العِبَرَ قبل فوات الأوان ؟
قال لهم الموفد الفرنسي بالفمِ الملآن مَن هُم المعرقِلونْ ، لم ينتظر أن يتذرعوا أو يتحجّجوا ، يعرفهم واحداً واحداً ويعرفُ تبريراتهم ، لكن ما لا يعرفونهُ ان عقوباتٍ آتيةً إليهم ، بطَعمٍ فرنسيٍ هذهِ المرةِ .
ولِمَن يعتقدُ ان باريسَ وواشنطن تتحركان من دونِ تنسيقٍ ، يجدرُ تذكيرهم بأن وزير الخارجيةِ الأميركيِ مايك بومبيو سيكونُ في فرنسا الإثنينَ المقبل. وهي زيارةٌ ... للتنسيقِ .
فهمتم أو بعد ، من الضروري تعبُ القلبِ لافهامكم بما جنتْ عقولكمْ وايديكم وما سببته من معاناةٍ للشعبِ اللبناني؟.
***
الظلمُ لا يعرفُ ديناً ولا ربّاً، ومن يتعدى على حقوقِ الناس هو مغتصبٌ وينبغي التصدّي له.