#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الانظارُ هذا الاسبوعُ مشدودةٌ باتجاهينِ خارجيينِ:
الاولُ ما يجري في فرنسا لناحيةِ كورونا، والتعاملِ مع قضايا الرسومِ الدينيةِ ،والعملِ الامني في نيس .
اما الثاني فهو ما قد يصدرُ من نتائجَ عن الانتخاباتِ الاميركيةِ قد تؤثرُ على الوحدةِ الاميركيةِ، خصوصاً لناحيةِ تهديدٍ واضحٍ غيرَ معلنٍ من ترامب للطعنِ بالانتخاباتِ اذا فازَ بايدن..
***
وسطَ هذا الانتظارِ يبدو ما يجري في الداخلِ اللبناني،
وكأنه صارَ فاتراً وبارداً حتى لا نقولَ مقزِّزاً.
يبدو المشهدُ السياسيُ اللبنانيُ غارقاً في تفاصيلهِ المملّةِ، وكأن لا تغييراتٍ في العالم ولا تغييراتٍ في لبنانَ ولا ثورةً ولا انهياراتٍ...
فالمتابعُ لما يجري على صعيدِ تشكيلِ الحكومةِ يشعرُ وكأنه يتابعُ اخبارَ التسعيناتِ او ما بعد العام 2005 او حتى في آخر كانون الثاني 2017... العناوينُ نفسها. الاكاذيبُ نفسها، المحاصصاتُ نفسها... التنازلاتُ نفسها، والمماحكاتُ نفسها.. والأنكى ان ما يُقدَّم اليوم لنا يُقدَّمُ على طبقٍ من "الفضةِ المزوّرةِ"... عناوينُ براقةٌ ولماعةٌ لا "تُقرِّش" إلا في سوقِ المزايدينَ والباعةِ المتجوِّلين من قصرٍ الى قصرٍ ومن مقرٍ الى مقرٍ...
هل هذا ما ينتظرهُ الناسُ عشيةَ دخولِ عهدِ الرئيس ميشال عون سنتهُ الخامسة...
وهل هذا ما تأملوهُ؟
وهل هذا ما ناضلوا من اجلهِ، وهل هذا ما نزلوا الى الساحاتِ والاعتصاماتِ من أجلهِ؟
وهل هذا ما خاطروا بصحتهم وممتلكاتهم واعمالهم من أجلهِ؟
***
أينَ العناوينُ الاصلاحيةُ التي سأل عنها رئيسُ الجمهوريةِ عشيةَ جولةِ الاستشاراتِ الثانيةِ قبلَ تكليفِ سعد الحريري؟
وهل بهذهِ الطريقةِ التي تُشكَّلُ فيها الحكومةُ "تحت عنوانِ المبادرةِ الفرنسية" ستنفَّذُ الاصلاحاتُ؟ هل ممثلو الاحزابِ التي ثارَ ضدها الناسُ هم سيأتون بالانقاذِ والاصلاحِ؟
وهل المداورةُ في الحقائبِ مع الوجوهِ المقنّعةِ نفسها على يدِ الذين راكموا خبراتهم على مدى سنواتٍ بالفشلِ والفسادِ وحدها هذهِ المداورةُ ستعطي آمالاً للناس وتُبدِّلُ شيئاً؟
في الكواليسِ التي ينفي المعنيونَ اخبارها، معلوماتٌ عن ان سعد الحريري مصرٌّ على حكومةٍ من 18 وزيراً حتى لا يضطرَ الى توزيرِ درزي ثانٍ يكونُ من حصةِ طلال ارسلان، فيما كان اتفاقهُ مع وليد جنبلاط على اثنينِ له وحتى لا يأتي كاثوليكيٌ ثانٍ... من حصةِ رئيسِ الجمهوريةِ الذي يبدو مصراً على حكومةٍ من عشرينَ وزيراً..
وفي المعلوماتِ ايضاً ان من الذين يقومون بدورِ الوساطةِ بين الحريري وباسيل،
هو الذي اختارَ من احدِ المصارف اسمَ وزيرةٍ للطاقةِ تكونُ مشتركةً بين حصّتي سعد الحريري وجبران باسيل،
اما الداخليةُ التي تمت المقايضةُ عليها مع الخارجيةِ فسيأتي على رأسها اورثوذكسي قريبٌ من الرئيس عون سبقَ له ان كان في منصبٍ عالٍ في الداخليةِ وهو عميدٌ سابقٌ....
فيما سيحلُ ضيفاً في الخارجيةِ السفيرُ مصطفى اديب الذي ما زالَ يدرسُ خيارَ العودةِ والتخلي عن منصبهِ وتعويضاتهِ العالية في برلين او استلامِ الخارجيةِ.
عملياً وفي الذكرى الرابعة على استلامِ الرئيس عون الرئاسة سيعودُ لهُ ذراعانِ امنيتانِ هما الدفاع والداخلية،
فيما يتنازلُ سعد الحريري عن الكثيرِ فقط ليكونَ رئيسَ حكومةٍ "انقاذيةٍ" كما يُسوِّقُ لها...
***
التأليفُ يجري بين المقراتِ الحزبيةِ، فيما الشارعُ الذي له الكلمةُ الفصلُ متروكٌ لآلامهِ واحلامهِ المكسورةِ... من دونِ ان يُعطى كسرةَ خبزٍ.
عن أيِّ أنقاذٍ تتحدّثونَ؟