#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حتى الساعةَ وبانتظارِ اشاراتٍ ومعلوماتٍ معاكسةٍ، تبدو عمليةُ تأليفِ الحكومةِ جاريةً كما كانت تُشكّلُ الحكومات منذ سنواتٍ بعيدةٍ... في الصالوناتِ ، في البرامجِ التلفزيونيةِ وصفحاتِ الجرائدِ ، في المداولاتِ السياسيةِ وفي اروقةِ النقاشاتِ الجاريةِ ليس هناكَ حديثٌ الاّ عن حصةِ ذاكَ وحصةِ ذلكَ وشروطِ هذا الفريقِ والشروطِ المضادةِ من ذلكَ الفريقِ...
***
يبدو ان "الشباب" لم يتعلّموا بعد....
ويبدو ان "الشباب" لم يشبعوا بعد من الجشعِ الى السلطةِ الى المغانمِ، وكأن الناس الذين هجّرتهم حروبهم ، ودمّرت منازلهم وآخرها في مرفأ بيروت، في آخرِ حساباتهم...
ما الذي تغيَّر، وما الذي يتغيَّر عن حكومةِ حسان دياب؟
ولماذا تمتِ الاطاحةُ بمصطفى اديب بوضعِ شروطٍ تعجيزيةٍ عليه تحت عنوان المبادرةِ الفرنسيةِ حتى نعودَ اليومَ لنتحَّدثَ عن حكوماتٍ يُشارك رباعي حارة حريك وبعبدا وبيت الوسط وعين التينة في تشكيلها؟
بعد سنةٍ بالتمامِ على استقالةِ حكومةِ سعد الحريري الاولى، يبدو ان سعد الحريري يعودُ اليومَ نسخةً منقحةً عن النسخةِ الاولى لحكومتهِ...
الفرقُ بين الامسِ واليوم، ان البلدَ انهارَ كلياً وهاجرَ الافُ الناسِ وصارَ الالافُ خارجَ العملِ وسقطتِ المؤسساتُ وافلستْ، وفقدَ المجتمعُ الدوليُ ثقتهُ بكيانٍ لم يعرفَ ان يصلَ الى المئةِ عامٍ من دونِ سقوطٍ الى الهاوية...
حتى ولو كابرَ كلُ من يعملُ على تشكيلِ الحكومةِ، فان لا معاييرَ واضحةً لعمليةِ التشكيلِ... بدايةً بالعددِ الذي سترسو عليه الحكومةُ... بين 18 و 20 وصولاً الى 24 وزيراً، حساباتُ توزيرِ درزيينِ ام لا، وحساباتُ توزيرِ وزيرينِ للمردة ام لا؟
وحساباتُ الحصةِ المسيحيةِ ومن يحدِّدها؟
هل رئيسُ الجمهوريةِ وحدهُ ام التيارُ الوطني الحر؟
وهل سيهرَّب اختصاصيّو الاحزابِ والكتلِ تحت عنوان ان رئيسي الجمهوريةِ والحكومة هما من اختارا الوزراء، فيما القاصي والداني يعلمُ ان الاحزابَ والكتلَ هي من تُسمي..
***
ما الذي تغيَّرَ بربِّكم؟
وماذا نقولُ للناسِ؟
هل فعلاً راهنَ من يشكلُ الحكومةَ اليومَ على ان الناسَ تعبت، وتريدُ مهما كلّفَ الامرُ أيَّ حكومةٍ وبأيِ ثمنٍ؟
يبدو ذلك واضحاً، ولماذا لا تكونُ ايجابيةً حقيقيةً، وتخرجُ الحكومةُ الى العلنِ خلال الويك اند طالما ان التشكيلةَ يتمُ تقاسمها بنفسِ الالياتِ ولو اختلفتِ المداوراتُ:
"خذ الطاقة ولكن اعطني في المقابل الداخلية"،
"خذِّ الصحةَ ولكن اعطني في المقابل وزارةَ الاشغالِ".
***
اعطِ مصطفى اديب جائزةَ ترضيةً بتعيينهِ وزيراً للخارجية، وهنا تتحققُ المداورةُ في الحقائبِ بين الطوائف...
كل هذه "المناورات" طبعاً وان انطلت على المواطن الرهينة، الذي صدَّقَ ان مجرَّدَ تكليفِ سعد الحريري نزّلَ الدولار في السوقِ المحلي الفين وخمسمئة ليرةٍ دفعةً واحدةً ليستيقظَ اليوم وقد عادَ الى الارتفاعِ مجدداً!.
لن تنطلي طبعاً هذه الالاعيب على المجتمعِ الدولي الذي يُراقبُ ولن يُعطي بسهولةٍ لحكومةٍ لا يزالُ رئيسها المكلّف يقول انها ستكونُ حكومةَ اختصاصيين..
***
وفي النهاية أليس لافتاً ان السفير السعودي في بيروت، لم يقم بزيارةٍ للرئيسِ المكلّفِ ولم يصدر بياناً يرحبُ بهذا التكليف...
الا يذكّرُ هذا الامرُ بالتعاطي نفسهِ مع حسان دياب...
ما الذي تغيَّرَ؟