#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
للذينَ يفتشونَ عن " نصرٍ " ولو عبرَ خِرمِ الإبرةِ ، بإمكانهم تسجيلُ أنهم حققوا نقطةً من خلالِ " استشاراتِ التكليفِ ولو أن أرقامها هزيلةٌ ولا تتيحُ إعطاءَ الزخمِ الكافي للقولِ إن التأليفَ يمكنُ أن يكون نزهةً .
التكليفُ بـــ 65 صوتاً ، لكن يجبُ التنبهُ إلى أن الذين لم يسمّوا هم 53 نائباً، بالإضافةِ إلى تغيٌّبِ نائبين من دونِ عذرٍ،
إذاً 55 صوتاً لم يسمّوا ليس رقماً هيِّناً على الإطلاقِ ويستلزمُ قراءةً بتأنٍّ .
***
أبعدُ من لغةِ الأرقامِ ، هناك تكليفٌ حصل من دونِ قوى وكتلٍ إذا تمَّ جمعها فإنها تُشكِّلُ قوى " ثلاثةِ أرباعِ البلد "، التيار الوطني الحر ، القوات اللبنانية ، وحزب الله ، فكيف يمكنُ اعتبارُ ان ثلثي القوى في البلدِ غيرُ موافقةٍ على هذا التكليفِ ، وكيف بإمكانهِ أن يقلّع في هذه الحالة،
وهل يا ترى هناك اتفاقٌ خفيٌّ مع احدٍ من هذه القوى الثلاث، كي يستطيع ان يؤلفَ بعكسِ ما حصل مع الديبلوماسي مصطفى اديب سابقاً.
***
وابعدُ من لغةِ الأرقامِ ، هناك ما هو أخطرُ ستشهدهُ المرحلةُ المقبلة .
لبنانُ في قلبِ الصراعِ الداخلي الإقليمي الدولي ... لمَن سها عن باله، او نسي أو تناسى ،
هناك عقوباتٌ على لبنان ، فالتحدي الأولُ الذي سيواجِهُ السلطةَ التنفيذيةَ الآتيةَ ،
ولو بتأخيرٍ كبيرٍ ، هو كيف ستتعاطى مع العقوباتِ ومع الشخصياتِ التي يمكنُ أن تشملها خصوصاً ان بعض هذه الشخصيات هي من " العيارِ الثقيلِ " سواءٌ سياسياً او حزبياً او على مستوى رجالِ الأعمال.
فكيف ستواجهُ الحكومةُ العتيدةُ عندما تتألفُ هذا التحدي ؟
هل هي مستعدةٌ لفتحِ الملفاتِ القضائيةِ التي تصلُ إلى مسؤولين كانوا من ضمنِ التركيبةِ الحكوميةِ قبل حكومةِ " مرقة الطريق " للرئيس حسان دياب ؟
كيف ستتعاطى السلطةُ التنفيذيةُ العتيدةُ مع مطالبِ مجموعاتِ الثورةِ ، وهي مطالبُ واضحةٌ لا لبسَ فيها .
ولمَن نسي أو تناسى ، نُذكِّر :
حين استقال الرئيس الحريري في مثل هذه الأيام من السنة الماضية ، تحت ضغطِ الشارع وحراكِ الثوار ، خاطبهم قائلاً :
" انا مكاني بين الثوار " ... اليوم عاد إلى مكانهِ الطبيعي ، بين الطبقةِ السياسية ، فهل كان كلامهُ منذ سنةٍ للاستهلاكِ الشعبي ؟
لننتظر التأليف،وممن، ومن أي طينةٍ او عجينةٍ ستظهرُ، ويبنى على الشيءِ مقتضاه.
***
البلدُ في وضعٍ مأساويٍ ، والذين يتعهدونَ بإخراجهِ من جهنمٍ هم المسؤولونَ عن إيصالهِ إلى جهنم ، فهل نقولُ " اللي شبكها يخلصها " ؟
أم نقولُ: هل اضاعَ البلدُ سنةً كاملةً وصولاً لجهنم ليعودَ إلى حيثُ انطلقَ ؟