#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لو كانت الأمورُ على ما يُرام ، لَما كان رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون وجهَ كلمةً الى اللبنانيين . قال كلمتهُ ليسمعَ مَن يجب ان يسمعوا، ان كلمتهُ يجب ان تكونَ مسموعةً سواءٌ في التكليفِ او في التأليفِ .
***
ماذا يملكُ الرئيس عون من عناصرِ القوةِ في معركتي التكليفِ والتأليف ؟
في معركةِ التكليفِ كان لديهِ طلقةٌ واحدةٌ استخدمها الاسبوع الفائت بارجائهِ استشاراتِ التكليف . ولم يعد لديه طلقة ثانية.
فلم يكن بمقدورهِ ارجاءُ الاستشاراتِ للمرةِ الثانية ، ولأن هذه الاستشارات ستجري اليوم ، فإن كل الاحتمالاتِ تقول أنه ستتمُ تسميةُ الرئيس الحريري ، في غيابِ أي مرشحٍ آخر . وفي هذه الحال ليس امام رئيس الجمهورية سوى استدعاء رئيسِ مجلسِ النواب وابلاغهِ حصيلة الاستشارات . وبعد ذلك يصدرُ مرسومُ التكليفِ .
***
ماذا بعد ؟
المعركةُ الكبرى ستكونُ ما بعد التكليف، فكيف سيتمكنُ الرئيسُ المكلفُ من تجاوزِ قطوعاتِ وألغامَ التأليفِ ؟
المشكلةُ الكبرى ستكون مع رئيسِ التيار الوطني الحر جبران باسيل .
باسيل يعتبر انه إما ان تكونَ الحكومةُ : رئيساً واعضاء ، من الاختصاصيين ، وإما ان تكون مزيجاً من سياسيين واختصاصيين .
في الحالِ الاولى ، المعيارُ لا ينطبقُ على الحريري .
في الحالِ الثانية ، كأن التيار الوطني الحر يقول :
إما الحريري وباسيل داخل الحكومة وإما الاثنانِ خارجها .
في الاحتمالِ الاول ، لا يمكنُ للرئيس الحريري ان يقبلَ بباسيل وزيراً .
وفي الحالِ الثانية يصعبُ خروجُ الحريري اذا تم تكليفهُ .
***
المعركةُ الكبرى ستكونُ بعد التكليف اي اعتباراً من اليوم ،
موعدُ استشاراتِ التأليف التي يفترض ان تتم في عين التينة ، لأن مبنى مجلس النواب غيرُ صالحٍ لاستقبالِ استشاراتِ التأليفِ .
الرئيسُ الذي سيُكلَّفُ يُدرِك ان عمليةَ التأليفِ لن تكون اليوم بل من خلال الاتصالاتِ والمساعي التي تبدأ من لبنان وتصل الى واشنطن مروراً بباريس،
وما يمكن ان يُساهم في هذه الاتصالات والمساعي ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تعافى من وباء كورونا في بوسطن ،ومنها سيتوجه الى باريس ومنها يعودُ الى بيروت حيث سيُدلي بما لديه من حصيلة مساعيه في واشنطن .
***
ولكن هل الامورُ بهذهِ البساطةِ ؟
الدعواتُ تتوالى من مجموعاتِ الثوارِ لإقفالِ الطريقِ الى قصر بعبدا اليوم لمنعِ اجراء ما سمّوه " الاستشاراتُ الفولكلوريةُ " ،
فإذا نجحتْ مجموعاتُ الثورةِ في قطعِ الطرقات ،
فإن الاستشاراتِ واستطراداً التكليفُ ، سيسقطانِ في الشارع ، فهل تحدثُ هذه الخطوة .
كل شيءٍ واردٌ في لبنان .