#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بات من شبهِ المؤكدِ أن غداً الخميس سيشهدُ تكليفَ الرئيس سعد الحريري تشكيلَ الحكومةِ العتيدةِ .
الذين سيسمّونه هم :
الثنائي الشيعي أمل وحزب الله ، كتلة المستقبل بالتأكيد ، كتلة اللقاء الديموقراطي أي جنبلاط ، نواب المردة ، والنواب المسيحيون الذين لا ينتمون إلى أي كتلةٍ والذين اصطُلِح على تسميتهم " النواب المستقلين " ، سيأخذ الرئيس الحريري بموافقتهم 61 صوتاً، واذا صوت له حزب الله ينال 70 صوتاً.
***
ماذا يكون حقق هذا التكليفُ ؟
أخرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الإحراجِ لأنه وضع رصيدَهُ في تكليفِ الرئيس الحريري بعد اعتذارِ مصطفى أديب .
أعطى إشارةً من العهدِ إلى الولايات المتحدة بأنه جادٌ في إعادةِ تكوينِ السلطةِ التنفيذيةِ ، خصوصاً بعد اتصالِ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الجمهورية العماد ميشال عون .
لكن، في المقابل، العبرةُ في التأليفِ وليس في التكليفِ ،
فالتكليفُ من الناحيتين الدستورية والعمليةِ ليس شيئاً، لأن الرئيس المكلَّف لا يستطيعُ القيامَ بأي شيءٍ ما لم يؤلفْ حكومته ... ها هو السفير مصطفى اديب حاول فلم يفلحْ فاعتذر وغادر إلى مركز عمله سفيراً للبنان في المانيا .
يعني إذا فشل الرئيس الحريري في التشكيلِ، فهو أمام احتمالٍ من احتمالين :
إما الإعتذارُ ، وهذا لن يحصلَ، ويبقى في بيت الوسط ، ليستمر الرئيس حسان دياب بالعجزِ والفشلِ في تصريفِ الأعمال .
ويبدو ان أزمةَ التأليفِ ستبقى عالقةً لحين تبلور من سيفوزُ بالانتخاباتِ الاميركية.
***
هذا يعني على أقلهُ شهراً او شهرين؟
بهذا المزيدِ من الإهتراءِ ، لا قرشَ مساعداتٍ ، احتياطُ مصرف لبنان لتمويل الأستيراد سينضبُ ، كلُ القطاعاتِ ، الطبيةِ والغذائيةِ والسياحيةِ والتربويةِ والماليةِ والمصرفيةِ ، ستكونُ في وضعٍ يُرثى له ، وستكون خاتمةُ هذه السنة 2020 ، سنة الانهيارِ الكبيرِ للوطن .
في المقابلِ ، سيكون كل مسؤولٍ سياسيٍ في موقعِ المتفرِّج :
رئاساتٌ ، وزاراتٌ ، سلطةٌ تشريعيةٌ ، إداراتٌ .... الشللُ سيضربها، وسيتلهى الشعبُ في تأمينِ الدواءِ وربطةِ الخبز وصفيحةِ البنزين ، والشتاءُ على الأبوابِ فلا مازوت للتدفئة ولاسيما في الجبال ، واعان اللهُ الناس .
هل تشعرُ الطبقةُ السياسيةُ بهذه المعاناةِ ؟ أذ لم يشعروا سابقاً، وزاد عدم شعورهم، بعد انفجار 4 آب المدوي المدمر ، طالما انهم في غفلةٍ وفي إغفالٍ متعمَّدٍ عما هو الوضع ، فإن هذا الوضع السيىء سيستمر .
***
لكن يبقى السؤالُ الكبيرُ موجهاً إلى شبابِ وشاباتِ الثورةِ والإنتفاضةِ،والحراك الشعبي الحضاري:
مع بدءِ السنةِ الثانية على الثورةِ :
ما هي الخطةُ لمواصلةِ تجريمِ الطبقةِ السياسيةِ التي حرمت شعباً بطلاً آبياً من أدنى حقوقهِ المدنيةِ، بسبب كثرة هدرها وفسادها ووصلنا الى حجزِ اموالِ كلِّ المودعين؟
هذا هو الموتُ البطيءُ بعينهِ ،
اذا عادت الطبقةُ السياسيةُ ذاتها، ولو بوجوهٍ مموّهةٍ، مقنّعةٍ، ملوّنةٍ...
فمرحبا ثورة!