#الثائر
- يوسف طراد
استنبطوا قسمات الموت في وضح النهار. بين أمر ونهي ووعد ووعيد اختفى وجه الوطن، فسكن الإتجاه المجهول، واِتّشح بلون الانهيار الكبير.
لم يبق ليل لينتظر فأصبحت الأيام السوداء ليل الوطن، لأنهم لم يحرسوا أحلامه وشموسه، وها هم يتسلّلون من نوافذ أوكارهم المطلية بالذهب، لينصبوا اندهاشهم المصطنع على شرايين قلبه، راصدين نبضه المتلاشي.
هل تأكدتم إنه لم يبق حاويات للنفايات ليأكل منها الجائعون؟
غرزوا راياتهم السوداء في ربوعه، وبقي وجهه مسكونًا بأشباح وأشباح، ويهزأ منهم ويقول: لا كيان لي بكم.
أين فسحة الأمل؟ قد نثور ونثور وقد نستفيق ونثور، لكننا لم نستوعب بعد حقيقة الخدعة التي امتصّتها سلفًا أحياء الصفيح القادمة.
مغلوب على أمرنا، نصدّق حكمة من ادّعى الحكمة. مصلوبون على فطنة المسؤولين المرذولين، ولا نعيش الّا تحت حكم تعددت فيه أشكال إبادتنا.
الوعد صادقٌ كان أم كاذبٌ، والوعيد والترهيب والترغيب مداورة بينهم، إكراهًا لنا. فأين ربهم؟ هل هو الدين أم الأخلاق أم النفاق؟.
أينما توجّهنا ندخل طائفة أو تيارًا في ثنائية تدعى: العبد والسيد، فلا ثلاثيات تبنى عليها الأوطان.
من هو نيرون عاصمتنا؟ هل هو الحاكم؟ أم الحاكم بأمره؟ ومن هو الحاكم؟
أين أنت أيها الفينيق؟ هل يلزم لأجنحتك دمارًا ورمادًا أوحش وأشمل؟
ويبقى زارعو التبغ وناصبوا التفاح يختلفون على جنس الملائكة.